بطريقة "الكاميكازي".. 1000 هجوم انتحاري لداعش في عام
دراسة تشبه تكتيك داعش في تنفيذ الهجمات الانتحارية خلال عام باستخدام اليابان الطيارين الانتحاريين في الحرب العالمية الثانية
يشن تنظيم داعش هجمات انتحارية في تكتيك عسكري يشبه إلى حد كبير استخدام اليابان لـ"الكاميكازي"، وهم الطيارون الانتحاريون في الحرب العالمية الثانية، وفقا لدراسة بحثت حوالي 1000 عملية انتحارية للتنظيم الإرهابي في عام واحد، نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقال الباحث تشارلي وينتر، مؤلف الدراسة التي جاءت بعنوان "حرب الانتحار"، إن 923 على الأقل من مسلحي التنظيم قتلوا أنفسهم في هجمات بين ديسمبر/ كانون الأول 2015، ونوفمبر/تشرين الثاني عام 2016.
وبعد تحليل العمليات، اكتشف الباحث، الذي يعمل بالمركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، أن 84٪ منها أو 776 عملية انتحارية كانت موجهة نحو أهداف عسكرية في معظم الحالات، كإجراء دفاعي لإفشال تقدم القوات البرية المعارضة، معتبرا أن داعش "جعل من مفهوم الاستشهاد صناعة".
وأضاف: "باعتماد نهج، من الناحية التكتيكية، أكثر تطابقًا مع طياري الكاميكازي من الإمبراطورية اليابانية من إرهابيي تنظيم القاعدة في الألفينيات، أضفى داعش الصفة العسكرية على الانتحار أكثر من أي جهة غير حكومية أخرى حتى الآن".
وحذر الباحث من أن "خبراء التكتيك الانتحاري في داعش يبدو أنهم أتقنوا فنهم، ليس فقط بتطوير متفجرات أقوى وأكثر اعتمادية من ذي قبل، ولكن عن طريق صناعة ما يبدو أنه تيار مستدام من المقاتلين الانتحاريين المحتملين الذين تم غسل دماغهم تماما".
ووجد أن 70٪، أو 651 من الهجمات الانتحارية استخدم فيها الانتحاريون عربات مفخخة، أي مقاتلين يفجرون أنفسهم أثناء قيادة السيارات والشاحنات وناقلات النفط وسيارات الهمر وغيرها من المركبات، وما يقرب من ثلثي العمليات نفذت في العراق.
وأشار إلى أن 20٪ فقط من المهاجمين في الفترة التي تغطيها الدراسة من المقاتلين الأجانب، أما الغالبية العظمى من العراقيين أو السوريين، بينما جاء أكبر عدد من المقاتلين الأجانب من طاجيكستان.
ولفت إلى أن معركة تحرير مدينة الموصل العراقية توضح استخدام الهجمات الانتحارية كتكتيك عسكري، حيث يستخدم داعش الهجمات الانتحارية بالعربات المفخخة "بمعدل غير مسبوق".
وأشار إلى أنه خلال الأسبوع الأول من الهجوم، زعم داعش أنه نفذ 58 عملية انتحارية في الموصل والمناطق المحيطة بها، وفي الأشهر التي تلت ذلك، استقر العدد عند نحو 19 عملية أسبوعيا.
وأوضح أنه "وراء كل قنبلة بشرية، ثمة هدف تكتيكي أو استراتيجي، حيث يستخدم داعش التكتيكات الانتحارية بطريقة فريدة غير مسبوقة، حولت بالفعل، نمط الصراع في العراق وسوريا وخارجها إلى درجة يصعب التعرف عليها تقريبا".
وكان وينرت جمع أرشيف يضم 15 ألفا و14 تقريرا خلال تلك الفترة الزمنية، يقدم أكثر من 1000 منها تفاصيل عملية للهجمات الانتحارية ومرتكبيها، من بيانات وسائل إعلام داعش، ووكالة أنباء "أعماق"، وتقارير أصدرها التنظيم الإرهابي بشأن الهجمات الانتحارية.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز