تخفٍّ وقيادة لا مركزية.. استراتيجية داعش للبقاء
رغم مرور عامين على إعلان سقوط تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن خطره ما زال قائما ويستفحل اعتمادا على استراتيجيات يتبعها للبقاء.
ويحتفظ تنظيم داعش الإرهابي، الأكثر وحشية في التاريخ الحديث، بقدرة كبيرة على إلحاق الضرر، رغم تراجع سيطرته على الأرض في العراق وسوريا.
- أوروبيات في جحيم داعش.. فتيات يروين قصة "الزواج من إرهابي"
- سيارات أجرة وذهب.. "داعش" يراوغ للعودة من بوابة أفريقيا
وكشف قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال كينيث ماكينزي، في فبراير/شباط الماضي، أن التنظيم "يتوارى حاليا، لكن مشروعه هو الإبقاء على وجوده في العراق وسوريا، وعلى حضور سيبراني عالمي، عبر هيكلية تنقسم إلى خلايا وتخوله تنفيذ هجمات إرهابية".
وفي أعقاب ذلك، دعت فرنسا إلى اجتماع للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش، وتحدثت عن "عودة قوية للتنظيم الإرهابي".
الوجود على الأرض
وليس القلق من التنظيم وليد الفراغ، فبين سقوط الباغوز (شرق سوريا) في 23 مارس/آذار، ونهاية فبراير/شباط 2021، تبنى تنظيم داعش 5665 عملية عسكرية في 30 بلدا، بمعدل 8 اعتداءات يوميا.
ووفق محلّل مختص في شؤون التنظيم طلب عدم ذكر اسمه ينشر تحليلاته على حساب تويتر باسم "مستر-كيو"، فإن الاعتداءات الكبيرة تتوالى في العراق وسوريا، وآخرها الهجوم الانتحاري الذي خلّف أكثر من 30 قتيلا في بغداد في يناير/كانون الثاني.
وخارج سوريا والعراق، بنى التنظيم الإرهابي سمعته عبر نشر أشرطة فيديو تصور عملياته الإرهابية الوحشية، وسجل حضورا في العديد من البلدان حول العالم.
وبعد مقتل زعيم التنظيم المكنى بأبي بكر البغدادي نهاية 2019 في عملية عسكرية أمريكية، خلفه أمير المولى وسط تكتّم شديد، فإن أهداف الزعيم الجديد ما زالت مجهولة، لكن قوّة شبكته لا تزال متماسكة.
استراتيجية التنظيم
يقول مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر إن "تنظيم داعش الإرهابي يحافظ على نسق ثابت".
ويضيف: "القرار المتخذ قبل أعوام بالتخفّي واعتماد قيادة لا مركزية ما زال ساريا".
وبحسب "مستر-كيو"، فإنه "رغم اختلاف التوزع الجغرافي، تطبّق فروع التنظيم استراتيجية ثابتة".
ولفت إلى أنها تعتمد على 3 مراحل هي"أولا استغلال عدم استقرار أي دولة بدفع قواتها المسلحة إلى نوع من حروب الاستنزاف".
وثانيا: " إجبار أعداء الجماعة على الفرار من المنطقة ثم تقديم أنفسهم كضامن لأمن السكان"، أما المرحلة الثالثة فهي ما يسمونه بـ"الخلافة"، بحسب زعمهم.
من جهته، يرى الباحث في قسم الدراسات في جامعة كينج كوليج في لندن تور هامينج أن "الانقسامات التي برزت داخل التنظيم نهاية 2019 لم تتفاقم عكس ما كان متوقعا".
ويقول الباحث في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: "لا أعتقد أن الجماعة توافق على أن ما تسميه الخلافة انتهت، إذ في نهاية المطاف لا يزال زعيمها يدعى الخليفة"، منوها بقدرة التنظيم الكبيرة على التأقلم.
نقل مراكز العمليات
ويعمل تنظيم داعش الإرهابي تدريجيا على الانتقال الجغرافي، مع نقل مركز عملياته نحو غرب أفريقيا خاصة.
وتعد منطقة بحيرة تشاد أكثر المناطق التي ينشط فيها التنظيم على مستوى العالم.
وبحسب الجنرال ماكينزي، فإن "عدم رؤية راية الجماعة السوداء مرفوعة لا يعني أن أيديولوجيتها ليست مستمرة".
ولفت إلى أن 62 ألف شخص يعيشون في مخيّم الهول بسوريا، ثلثاهم دون سنّ الثامنة عشرة، ونصفهم تحت سنّ الثانية عشرة، وهم شباب تربوا في فقر مدقع وسط العنف اليومي والتعصّب وكراهية الغرب.
وأشار إلى أن "الخطر طويل الأمد هو التلقين المنهجي لهذه الفئة، والذي سيخلق جيلا أشبه ما يكون بالقنبلة الموقوتة".
وخلص إلى أن "عدم تسوية ذلك يعني أنه لن يتم هزيمة تنظيم داعش حقا"، مشددا على أن التنظيم الإرهابي "لن يختفي بمجرد تجاهله".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز