سيارات أجرة وذهب.. "داعش" يراوغ للعودة من بوابة أفريقيا
يحاول تنظيم "داعش" الإرهابي ترسيخ أقدامه في القارة الأفريقية عبر أذرع ممتدة في وسط القارة، لتعويض خسائره في سوريا والعراق.
وكانت بداية تنظيم "داعش" الحقيقية في القارة السمراء في وقت أبوبكر البغدادي، إذ ركز الأخير على أفريقيا ليعلن قيام ما أسماه بـ"ولاية وسط أفريقيا" لتقود عمليات التنظيم في وسط وشرق وجنوبي القارة.
ولم يكن تصنيف وزارة الخارجية الأمريكيةـ اليوم، لعدد من أذرع داعش في أفريقيا، كمنظمات إرهابية، إلا تأكيدا على محاولة التنظيم مد جسور إرهابه، وترسيخ أقدامه في القارة، وبسط سيطرته على عدد من دولها.
ومع أفول نجم "داعش" في سوريا والعراق، تحاول "ولاية أفريقيا الوسطى" ترسيخ وجود التنظيم الإرهابي داخل القارة، انطلاقا من الكونغو وموزمبيق وتنزانيا.
وبالفعل شن "داعش" هجمات في الدول الثلاث في الأشهر الأخيرة، وسيطرت عناصره على مدينة ساحلية استراتيجية وقرى وتسببوا في مقتل مئات المواطنين ونزوح مئات الآلاف في موزمبيق.
كما اقتحم عناصر التنظيم سجنا في الكونغو، وأطلقوا سراح 1300 سجين بينهم مجرمون وعناصر متشددة، وامتد نشاطهم إلى غابة جنوبي تنزانيا في شرق القارة، حيث هاجموا مركزا أمنيا في هذا البلد.
وذكر تقرير لمركز صوفان الاستشاري للشؤون الأمنية أن "تنظيم ولاية وسط أفريقيا في موزمبيق يضم متشددين أجانب، لكن لا توجد مؤشرات واضحة على وجود عناصر عرب جاءوا من معاقل تنظيم داعش في الشرق الأوسط".
وتابع "غالبية عناصر ولاية أفريقيا الوسطى من الأجانب المتحدثين باللغة السواحيلية، والقادمين من جميع أنحاء شرق أفريقيا بما في ذلك كينيا وتنزانيا وربما أيضًا أوغندا ودولة جزر القمر".
ورغم ترويج وسائل الإعلام الموالية لـ"داعش"، لولاية وسط أفريقيا، باعتبارها تنظيما واحدا، فإنها في الواقع تنقسم إلى جماعتين منفصلتين.
جماعة القوات الديمقراطية المتحالفة
وتنشط القوات الديمقراطية المتحالفة في كل من أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ التسعينيات، ويقود التنظيم في الوقت الحالي سيكا موسى بالوكو.
وفي أوائل 2017 ومنتصف 2018، رصدت السلطات أموالا حولها المنسق المالي لـ"داعش"، وليد أحمد زين الذي اعتقل في كينيا في يوليو/ تموز 2018، لصالح القوات الديمقراطية المتحالفة.
وتمتلك القوات الديمقراطية المتحالفة وسائلها وطرقها للحصول على التمويل اللازم لأنشطتها من خلال قطع الأشجار بشكل غير قانوني واستخراج الذهب والاتجار في العاج، بالإضافة إلى شبكة من سيارات الأجرة والدراجات النارية التي تعمل بين مدن محلية في الكونغو.
الجماعة التي أعلنت ولاءها لـ"داعش" عبر مقطع فيديو في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، شنت هجمات وحشية وعنيفة في مقاطعتي شمال كيفو وإيتوري في شرق الكونغو ضد المواطنين وقوات الجيش، أدت إلى مقتل أكثر من 849 مدنياً في عام 2020 وحده، وفق تقارير الأمم المتحدة.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على ستة أعضاء في هذه الجماعة، بينهم زعيمها سيكا موسى في عام 2019 بموجب برنامج عقوبات ماجنيتسكي العالمي لدورهم في ارتكاب انتهاكات خطيرة ضد حقوق الإنسان، فيما أُدرج بالوكو على لائحة عقوبات الأمم المتحدة أوائل عام 2020.
جماعة أنصار السنة
وأعلنت جماعة أنصار السنة (تعرف أيضا بجماعة الشباب) ولاءها لـ"داعش" في أبريل/ نيسان 2018، لكن التنظيم لم يعترف بها كجماعة تابعة له إلا في أغسطس/ آب 2019. ويقودها في الوقت الحالي أبوياسر حسن.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2017، قتلت الجماعة أكثر من 1300 مدني على الأقل، بل إن بعض التقديرات تشير إلى مقتل أكثر من 2300 مدني وعسكري منذ بدء التنظيم الإرهابي تمرده العنيف في البلاد.
وارتكبت "أنصار السنة" عددا من المجازر كان أبرزها مجزرة مروعة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تعد الأكبر من نوعها في البلاد، عندما ذبح عناصرها 50 مدنيا في ملعب قرية مواتيد، شمالي موزمبيق.
أما أخطر عمليات داعش في موزمبيق، فكانت تنظيم سلسلة من الهجمات واسعة النطاق والمعقدة التي أدت إلى الاستيلاء على ميناء موسيمبوا دا باريا الاستراتيجي الرئيسي والغني بالغاز الطبيعي، في مقاطعة كابو ديلجادو في 12 أغسطس/ آب 2020.
كما تسببت هجمات داعش في موزمبيق في نزوح ما يقرب من 670 ألف شخص إلى مناطق شمالي البلاد.
aXA6IDMuMTM4LjE3NS4xMCA= جزيرة ام اند امز