عودة "داعش" بأفريقيا.. اجتماع في المغرب وعين على ليبيا
رغم هزيمته رسميًا قبل 3 سنوات، إلا أن تنظيم "داعش" الإرهابي، عاد ليطل برأسه من جديد، في عدد من الدول العربية والأفريقية، بينها ليبيا.
ذلك التنظيم الذي نشر قبل أيام صورًا لعناصره في البلد الأفريقي، بات أحد العوامل المهددة للجنوب الليبي، مستغلا الأزمات السياسية والتي تسببت بها حكومة عبدالحميد الدبيبة الرافضة تسليم السلطة، وسيطرة المليشيات المسلحة على الغرب الليبي.
إلا أن توغل التنظيم في بعض المناطق المتاخمة للحدود الليبية وفي غيرها من البلدان، جعل التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، يستشعر خطر عودة أصحاب "الرايات السوداء"، مجددًا إلى المناطق التي كانوا مسيطرين عليها.
اجتماع دولي
وفي محاولة لتحييد خطر تلك العناصر، يستضيف المغرب بعد غدٍ الثلاثاء، اجتماعا للتحالف الدولي ضد "داعش"، لمناقشة تهديد التنظيم في أفريقيا، ووضع أجندة لسبل التغلب عليه في أنحاء العالم كافة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأحد، إن المبعوث الخاص للتحالف العالمي لمحاربة "داعش" بريت ماكجريك، سيقود وفدا إلى الرباط لحضور اجتماع الثلاثاء، الذي سيكون فرصة لمناقشة الخطوات المقبلة لضمان أن داعش يواجه هزيمة دائمة، بالإضافة إلى سبل تسريع النهج الجماعي لهزيمة طموحاته العالمية.
وأوضحت أن الاجتماع سيركز بشكل خاص على وجود "داعش" في أفريقيا، ويتضمن مناقشة مفصلة لأولويات جهود التحالف المتعددة، بما في ذلك الاستقرار، والمقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتمويل مكافحة الإرهاب، والرسائل المضادة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية المغربية إن الاجتماع سيشارك فيه أكثر من 50 وفدا يمثلون دولًا من التحالف بالإضافة إلى دول أفريقية معنية ومنظمات محلية ودولية.
عودة داعش
وحول مخاطر عودة التنظيم الإرهابي مجددًا إلى ليبيا، خاصة بعد تبنيه عدة عمليات مؤخرًا في البلد الأفريقي، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن أصحاب "الرايات السوداء" موجدون بالفعل في الصحراء الليبية وفي عدد من الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن تلك العناصر تستفيد من الجغرافيا "الصعبة" للجنوب الليبي والتي تسمح لعناصره بالتخفي لفترات متفاوتة.
أما عن إمكانية عودة التنظيم للواجهة من جديد، فاستبعد المحلل الليبي، حدوث ذلك؛ لأن القوات المسلحة الليبية تعمل بشكل جيد على الأرض وتنفذ عملياتها ضد عناصر "داعش" بكل حسم، مشيرًا إلى أن ما يفعله هذا التنظيم ما هو إلا محاولات يائسة لإثبات التواجد فقط.
إرهاب "داعش" يتسلل لليبيا.. هل يضمن تعاون دول الجوار خروجًا آمنًا؟
وأشار إلى أن الاجتماع لن يثمر عن قرارات تخص "داعش" ليبيا، لا سيما بعض الكلمات، مؤكدًا أنه في حال اتخاذ قرارات ستكون مجرد حبر على ورق.
وتوقع المحلل الليبي عدم اتخاذ الدول المجتمعة موقفًا واضحًا وحقيقيًا لمساعدة القوات المسلحة في عملياتها ضد "داعش" أو حتى المساعدة في تأمين الحدود الليبية مترامية الأطراف.
اجتماع حاسم
إلا أن المحلل الليبي كامل المرعاش، أكد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الاجتماع حاسم للغاية لحشد الجهود الدولية من جديد للتصدي لتنظيم داعش الارهابي الذي منشأه الشام والعراق، ويحاول نقل قواعده إلى القارة الأفريقية انطلاقًا من ليبيا التي أصبحت دولة "فاشلة" بدون مؤسسات منذ 2011.
وأوضح أن النقاش داخل الاجتماع سيكون عن ليبيا، ومن المسؤول عن تحولها إلى بيئة حاضنة للإرهاب، ومن نقل لها الآلاف من الإرهابيين من سوريا بعد أن هزم التنظيم هناك.
وفيما قال المحلل الليبي، إن العالم ما زال لا يعرف بالتحديد كيف يحصل هذا التنظيم على التمويل الكبير المتوفر له لإدارة نشاطاته التي تتوزع على كل قارات العالم، إلا أنه أكد أن البلدان التي تعاني من إرهاب داعش ومنها ليبيا يجب أن تطلب "جردة حساب" عن هذا التنظيم وكيف وصلت عناصره إلى سرت الليبية عام 2014/ 2015 وكيف تم نقله؟ ومن سهل لهم ذلك؟
داعش يطل برأسه
وفيما بات "داعش"، ينشط مؤخرًا في عدد من البلدان، لم تكن ليبيا خارج السرب؛ فالتنظيم نشر عبر حسابات منسوبة إليه قبل أيام، صورًا لعناصره في البلد الأفريقي، تحت عنوان "يوميات جنود الخلافة (المزعومة) في رمضان".
كما حاول "داعش"، التسلل إلى منطقة غدوة الواقعة بمدينة سبها، إلا أن الجيش الليبي تمكن من التصدي له، في عملية أسفرت عن جرح عنصرين إرهابيين ومصادرة أسلحة ومتفجرات كانت بحوزة الإرهابيين.
وكان التنظيم أعلن الشهر الماضي، مسؤوليته عن هجوم إرهابي بسيارة مفخخة، استهدف معسكرًا لكتيبة طارق بن زياد بمنطقة أم الأرانب بمدينة سبها جنوبي ليبيا، مما أسفر عن جرح ثلاثة عناصر من الجيش وخسائر مادية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز