إرهاب "داعش" يتسلل لليبيا.. هل يضمن تعاون دول الجوار خروجًا آمنًا؟
إرهاب داعشي بدأ يتسلل إلى الجنوب الليبي، متخذا من تلك المنطقة مترامية الأطراف منطلقًا لمهاجمة ونشر الفوضى مجددًا في البلد الأفريقي.
ورغم أن الجيش الليبي وجه إليه مؤخرًا ضربات "موجعة"، فإنه يقتات على حالة الانقسام السياسي في ليبيا، محاولا بعثرة جهود القوات المسلحة الليبية التي بذلتها على مدار الأشهر الماضية، للحد من وجوده.
وفيما بات "داعش"، ينشط مؤخرًا في عدد من البلدان، لم تكن ليبيا خارج السرب؛ فالتنظيم نشر عبر حسابات منسوبة إليه، صورًا لعناصره في البلد الأفريقي، تحت عنوان "يوميات جنود الخلافة في رمضان".
دعوة ليبية
ورغم أن "العين الإخبارية" لم يتسن لها التأكد من صحة تلك الصور، إلا أن خطر "داعش" والتنظيمات الإرهابية، ما زال حاضرًا في البلد الذي يكافح للخروج من عشرية الصراعات التي مزقت أوصاله.
وهو ما حذر منه رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، داعيًا كافة دول جوار ليبيا إلى ضرورة تنسيق الجهود المشتركة للقضاء على تحركات هذه المجموعات الإرهابية وتفعيل الاتفاقيات الأمنية المشتركة.
كما أكد ضرورة تدخل البعثة الأممية بالضغط على عبدالحميد الدبيبة -الذي يرفض تسليم السلطة- لإيقاف ما وصفه بـ"التلاعب" بموارد ليبيا المالية، وضمان عدم وصولها للمجموعات المسلحة التي تستغل حالة الجمود السياسي والقيام بمزيد من العمليات الإرهابية.
ضربات موجعة
وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تنظيم داعش ومنذ طرده من معقله الرئيس في سرت، هرب إلى جنوب غرب ليبيا، إلا أنه تعرض لضربات "موجعة" من الجيش الليبي، مما أدى لفرار إلى شمال النيجر وتشاد وهي مناطق حدودية غير مسيطر عليها.
وفي غياب أي تنسيق أمني ليبي جزائري وضعف النيجر وتشاد، وجد عناصر تنظيم داعش هامش مناورة كبير في هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة والصعبة، مما أدى لظهور خلاياه النائمة من حين لآخر، لشن هجمات ضد مواقع الجيش الليبي الذي وجد نفسه وحيدا في محاربة هذا التنظيم الإرهابي العابر للحدود، بحسب المحلل الليبي.
وأوضح المرعاش، أن محاربة تنظيم داعش العابر للحدود والذي يحصل على دعم من قوى دولية تحركه لخدمة مصالحها ليس أمرًا هينًا، ولن يكون في قدرة أي دولة محاربته بشكل منفردة، ولا سيما ليبيا "المنقسمة" على نفسها.
تنسيق أمني
وأكد أن محاربة فلول التنظيم تحتاج إلى توافق وتنسيق أمني دولي وإقليمي واستقرار في ليبيا تحت حكومة موحدة، مشيرًا إلى أن تدخلات بعض الدول في ليبيا، من شأنه تقديم خدمة مجانية للتنظيمات الإرهابية، ومنها تنظيم القاعدة وداعش والتي تتخذ من جنوب غرب ليبيا والمناطق المتاخمة للحدود الليبية/الجزائرية مأوى لها.
وحول دعوة باشاغا دول الجوار للتنسيق الأمني بينها للقضاء على "داعش"، قال المحلل الليبي، إنها ستبقى صرخة في الهواء بدون أي استجابة، وخاصة أن معظم دول الجوار الليبي باستثناء مصر ليست مهتمة بمحاربة الإرهاب؛ بل إن بينها من يعتبر حالة الفوضى في ليبيا، مثالية للتخلص من العناصر الإرهابية المتمركزة فيها.
عودة داعش
من جانبه، قال الحقوقي والمحلل الليبي عصام التاجوري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن انتشار صور "داعش" في ليبيا، مرتبط مع مجريات الأحداث إقليميا و دوليا؛ فتقارير استخباراتية متعددة تحدثت عن عودة تنامي نشاط التنظيم في بيئة النشأة بالشام والعراق.
أمن قومي
وأشار إلى أن دول الجوار الليبي تتعامل مع هذا الملف من حيث كونه يهدد أمنها القومي، مؤكدًا أنها تتعامل مع كل قوة مسيطرة على جزء من التراب الليبي على حدة أمنيا ودون ربطه بالنزاع السياسي على السلطات.
وأكد أن التعاون الليبي مع دول الجوار في هذا الملف، قد يساعد في بناء قدرات المؤسسات الوطنية ذات العلاقة لمواجهة هذه "الآفة" التي تعصف بالمنطقة ككل والعالم بأسره، من خلال تمكين هذه المؤسسات من التكنولوجيا والمهارات اللازمة لتتعامل بشكل أكثر احترافية.