أين يختفي مسلحو داعش بعد الهزيمة؟
مع انتهاء كل معركة ضد تنظيم داعش في سوريا أو العراق، تطرح أسئلة حول مصير مئات من عناصره الذين يتبخرون من مناطق شكلت معاقل لهم لسنوات.
مع انتهاء كل معركة ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا أو العراق، تطرح أسئلة حول مصير مئات من عناصره الذين يتبخرون من مناطق شكلت معاقل لهم لسنوات.
ويقول محللون وشهود إن أعدادا كبيرة منهم يتخفون بين المدنيين عندما لا ينجحون في الفرار إلى مناطق أخرى تحت سيطرتهم.
وتورد القوات الحكومية العراقية والسورية التي تقاتل التنظيم الإرهابي باستمرار أخبارا عن مقتل المئات منهم أو اعتقالهم، كما تتحدث تقارير روسية وأمريكية عن مقتلهم في الغارات الجوية.
1- الاختفاء بين المدنيين
إلا أن الناجين منهم وفي حال عجزهم عن الانتقال إلى مناطق أخرى تحت سيطرتهم، يتعمدون إخفاء هوياتهم والاندماج بين المدنيين، وتحديدا في صفوف الفارين من المعارك.
ويقول الباحث في منتدى الشرق الأوسط أيمن جواد التميمي، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن العناصر الفارين "قد يبقون في الخلف، إذا تمت محاصرتهم أو أجبروا على الخروج، ويذوبون في صفوف المدنيين على نطاق واسع"، وإن كان تقدير نسبتهم بدقة "صعبا".
وبحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، فإن غالبية من يتسللون بين المدنيين في سوريا، هم "من المسلحين السوريين الذين يحاولون الوصول إلى مناطق يتحدرون منها"، أو "يقصدون مخيمات اللاجئين بعد حلق ذقونهم وتغيير لباسهم وإخفاء هوياتهم الحقيقية".
في الرقة في شمال سوريا، يشير مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إلى أنه "غالبا يتم اكتشاف من يتخفى بين المدنيين ويخرج كنازح من مناطق الحرب لدى وصولهم إلى المخيمات من خلال قواعد بياناتنا".
ويحدث الأمر ذاته في العراق، وفق مسؤولين في القوات الأمنية الحكومية والكردية.
وفي محاولة لكشف المتخفين بين المدنيين، تعمد القوات الحكومية والكردية العراقية غالبا إلى نقل النازحين الذكور من مناطق المعارك إلى مراكز أمنية حيث يتم التدقيق في هوياتهم استنادا إلى قاعدة بيانات وبالتعاون مع مخبرين محليين.
وبحسب مسؤول محلي في محافظة نينوى التي تعد الموصل كبرى مدنها، "تخفى عدد كبير من عناصر داعش بين الأهالي في أحياء الموصل، خصوصا في المدينة القديمة" حيث كانوا يقاتلون.
2- الهروب لمناطق خارج السيطرة
وفي مؤشر على هروب عناصره خارج مناطق سيطرته، يلاحظ الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي تشارلي وينتر تغييرا في أدبيات التنظيم في إصداراته الإعلامية الأخيرة لناحية تساهله مع "الذين يتخذون ملجأ لهم خارج أرض الخلافة".
ويقول: "المثير للاهتمام في دعاية التنظيم أنه بدأ القول بشكل غير مباشر، لكن لا لبس فيه، إن الهرب من أراضي التنظيم لم يعد ممنوعا".
وتعد نسبة المتسللين بين المدنيين "كبيرة"، وفق ما يوضح الباحث العراقي في شؤون التنظيمات المتطرفة هشام الهاشمي لفرانس برس، ما يفسر، برأيه، "عمليات الاغتيال وزرع العبوات التي تحدث يوميا" في مناطق أخلاها المتطرفون.
ويخشى التميمي أن "يتحول هؤلاء للعمل كخلايا نائمة أو على تجنيد أشخاص آخرين" لحسابهم.
3- القتال حتى الموت
وإذا كان من السهل على عناصر التنظيم المحليين التخفي بين المدنيين؛ فالأمر لا ينطبق على الأجانب الذين قد "يقاتلون أعداءهم حتى الموت عوضا عن الاستسلام".
ويؤكد قيادي في التحالف الدولي ضد الإرهاب موجود في شمال سوريا، أن في الرقة "هناك الكثير من المسلحين الأجانب الذين لا يريدون الاستسلام ويعتزمون القتال بشدة".
أما في ليبيا، يقول محللون إن الأجانب، سواء كانوا أفارقة أم عربا، يستغلون وضع العمالة الأجنبية بسهولة، ويقدم "بعض المهاجرين المحبطين"، وفق التميمي، "على الاستسلام على أمل عودتهم إلى بلدانهم الأصلية".
وتؤكد تقارير عدة تمكن مسلحين أجانب من العودة إلى بلدانهم دون توافر أي إحصاءات، محذرة من اعتداءات قد يقومون بها في دول غربية.
4- التحصن في أماكن السيطرة
ويتحصن من تبقى من إرهابيي داعش الذين خسروا الجزء الأكبر من المناطق التي سيطروا عليها في 2014، في المناطق الحيوية المتبقية.
ويقول وينتر إن "مركز ثقل التنظيم انتقل ومنذ وقت طويل من أماكن كالموصل وتلعفر والرقة إلى مناطق كالميادين والبوكمال" في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.
من هنا، يتوقع وينتر أن يكون القتال في تلك المناطق "مفاجئا بشراسته".
وفي العراق، يتخذ عناصر التنظيم حاليا من جبال حمرين الواقعة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، مقرا، وتتطلب مطاردتهم في هذه المنطقة ذات التضاريس الصعبة جهودا وإمكانات جبارة.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA==
جزيرة ام اند امز