«الراية سوداء».. «داعش» يستعد للزحف على الفراغ في سوريا
حذر خبراء في شؤون الإرهاب من استغلال تنظيم "داعش" فراغ السلطة في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، للعودة إلى الواجهة.
ويرى الخبراء أن التنظيم سيحاول استغلال الانقسامات في سوريا لإعادة التموضع في البلاد، وفقا لموقع "راديو أوروبا الحرة"، وهو تحذير يرفع "راية سوداء" للتحذير من مخاطر جمة على مستقبل البلاد.
كما حذرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي كانت رأس حربة تحالف دولي ضد داعش، من أن خلايا التنظيم النائمة تتحرك ضمن أعداد صغيرة في صحراء شرق البلاد، في مسعى لاستغلال المرحلة الانتقالية الصعبة بعد 13 عاماً من الصراع الدموي.
ويحذر المدير العلمي لمركز "سوفان" في نيويورك كولن كلارك من أن "الفوضى والانفلات سيكونان حتماً نعمة لتنظيم (داعش) الذي ينتظر مثل هذه الفرصة ليعيد بناء شبكاته ببطء، ولكن بثبات في جميع أنحاء البلاد".
وتشهد سوريا حالة من الشكوك منذ استيلاء مقاتلي الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي منظمة مصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، على السلطة في 8 ديسمبر/كانون الأول.
وشكلت هيئة تحرير الشام إدارة انتقالية في دمشق، بيد أنه لم يتضح ما إذا كانت ستتمكن من نزع سلاح أو استيعاب الجماعات المسلحة المختلفة التي تسيطر على مناطق متفرقة من سوريا.
وإذا لم تتمكن من ذلك، يبقى احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة، واستمرار عدم الاستقرار لفترة طويلة، سيناريوهين محتملين.
خطر الهجمات
وقالت آن سبيكهارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف في واشنطن، إن هناك داعمين لداعش في سوريا "يشنون هجمات إرهابية دائمة".
وأضافت أن أعضاء داعش المسجونين يأملون في أن يشن أنصارهم هجمات على السجون لتحريرهم وإعادة تأسيس دولتهم المزعومة.
ويٌحتجز الآلاف من إرهابيي "داعش"، وأفراد عائلاتهم في عشرات معسكرات السجون التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا.
التحذيرات الأمريكية
وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في 9 ديسمبر/كانون الأول من أن "داعش سيحاول استغلال هذه الفترة لإعادة بناء قدراته وخلق ملاذات آمنة".
ومنذ 8 ديسمبر/كانون الأول، نفذت القوات الأمريكية "ضربات جوية دقيقة" استهدفت 75 هدفا، بينها "معسكرات داعش المعروفة وعناصره" في وسط سوريا، وفقا للبنتاغون.
ويسيطر التنظيم الآن على مناطق في الصحراء الوسطى والشرقية في سوريا، وهي منطقة لا تزال مليئة بالخلافات بين الأطراف المتنازعة.
وتشهد هذه المناطق صراعات دامية بين قسد و"الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا، الذي يتحالف بشكل غير مباشر مع هيئة تحرير الشام.
استغلال الفوضى
ولا يرجح محللون من أن يتمكن داعش من السيطرة بسرعة على مساحات شاسعة من سوريا كما فعل في 2014، لكن القتال بين الجماعات المختلفة قد يوفر للتنظيم فرصة لإعادة تنظيم صفوفه.
وقال أيمن التميمي، محلل مستقل مقيم في إسبانيا، لـ"راديو أوروبا الحرة"، إن "داعش يمكنه الاستفادة من القتال بين الجماعات المدعومة من تركيا وقسد".