لماذا يخشى أكراد سوريا انسحاب أمريكا من العراق؟.. الجارديان تجيب
تخشى القوات الكردية التي دحرت "داعش" في سوريا من عودة محتملة للتنظيم الإرهابي، بعد الانسحاب الأمريكي من العراق وتداعياته عليهم.
وساهمت القوات الأمريكية بمساعدة "قوات سوريا الديمقراطية" في دحر داعش بآخر معاقل التنظيم الإرهابي التي كانت تعج قبل ثلاثة أعوام بعناصره، وتحقيق النصر ضد ما يسمى "الخلافة".
وذكرت "الجارديان" أن داعش والدمار الذي تسبب فيه ربما ينفلت من ذاكرة عالم يشعر بالارتياح، لكن بالمكان الذي بدأ فيه كل شيء -وانتهى على ما يبدو- فإن القوات الكردية تتحدث عن أزمة جديدة آخذة في التشكل.
وأشارت الصحيفة إلى أن غارة أمريكية استهدفت فلول داعش في الصحراء الشرقية لسوريا قبل أيام، لم يكن لقمان خليل، أحد القادة العسكريين بالمنطقة الكردية، يعلم عنها شيئا.
وقال خليل: "يعتقد داعش أن هذه فترة هدوء مؤقت، وليس خسارة. والآن يعودون لقتالنا من الخفاء".
وأوضح أنه "لا يمكن أن تنتهي الأيديولوجية بسهولة. إنهم يكبرون من جديد ويتعلمون الصبر مجددا. وهذه المرة يفعلون ذلك على جانبي النهر".
وطبقًا للصحيفة البريطانية، كان خليل في مقدمة القتال ضد داعش منذ عام 2014، وقاد المعارك في كوباني، والرقة، والمعقل الأخير على ما يبدو للتنظيم الإرهابي في باغوز بعد سبعة أعوام.
ومثل معظم القادة الأكراد، احتفل بزوال داعش، لكن ظل شعوره بعدم الارتياح موجودا وازداد منذ ذلك الحين.
وأضاف: "يوميا تقوم وحداتنا الخاصة بمكافحة الإرهاب بعملية واحدة على الأقل. بالأمس قتل الأمريكان ثلاثة أشخاص واليوم نفذ الفرنسيون هجوما. والأهداف هي الدواعش وجميعهم في مدن قريبة منا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الغارة التي أزعجت خليل انطلقت من العراق -وعلى غير العادة– لم يتم تنسيقها مع التحالف الذي يقوده الأكراد، وقال: "إذا كان الأمريكيون سينفذون غارات، نحتاج إلى أن يكون لدينا علم بشأنها".
قبل أن يستدرك: "لكن على الأقل حققت نجاحا. لقد كان الثلاثة الذين قتلوهم مهمين".
وفي مدينة الحسكة القريبة، قال مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الذي قاد القتال ضد داعش منذ 2014، إن التنظيم قد يظهر مجددا لتهديد النظام العالمي.
وأضاف: "لقد حاربناهم بضراوة لفترة طويلة ونريد التأكد من عدم عودتهم بقوة مجددا. قيادتهم تعيد التشكيل. ما زلنا نعتقل الكثير منهم، لكن من الصعب مواصلة ذلك. هناك الكثير من التهديدات، والمجتمعات ليست قوية بما يكفي بعد لمواجهتهم".
وأشار إلى أنه "في دير الزور، وفي العراق في محافظة الأنبار وفي جبال حميميم، يحتفظ داعش بوجود منسق. لا يمكننا أن نبعد أنظارنا عن ذلك، ولا يمكننا تجاهل المخيمات".
وأوضح المسؤولون الأكراد أن شاغلهم الرئيسي، بالوقت الحالي، هو دير الزير، المنطقة التي لا يزال من شبه المستحيل ترويضها حتى مع المساهمات المنتظمة للقوات الخاصة الأمريكية والفرنسية.
ومع اقتراب مغادرة القوات الأمريكية من العراق وكارثة الانسحاب من أفغانستان، هناك مخاوف متزايدة من أن واشنطن قد تأمر برحيل قواتها من سوريا أيضًا.
وقال مسؤول أمريكي: "الرحيل من العراق سيترك قواتنا مكشوفة في سوريا. لن يكون لديهم عمق القواعد الجوية في بغداد وأربيل".
aXA6IDE4LjE5MS4xNjUuMTkyIA== جزيرة ام اند امز