أعلن الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، البدء في تسجيل معبد إسنا الأثري بمدينة إسنا جنوب الأقصر أوائل شهر فبراير 2017.
أعلن الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، البدء في تسجيل معبد إسنا الأثري بمدينة إسنا جنوب الأقصر أوائل شهر فبراير المقبل.
تسجيل المعبد يأتي في إطار خطة وزارة الآثار المصرية لتوثيق كل المواقع الأثرية.
وأوضح عفيفي أن قرار تسجيل المعبد جاء بناءً على توجيهات الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، نظرا لأهميته التاريخية والأثرية.
وسيكون التوثيق والتسجيل عبر بعثة أثرية مصرية من مركز تسجيل الآثار بالوزارة.
من جانبه، قال الدكتور هشام الليثي، مدير عام مركز تسجيل الآثار، إن أعمال التسجيل تستغرق نحو 6 أشهر، والبعثة تتكون من 9 أثريين و3 مصورين.
وتشمل أعمال البعثة التسجيل الرقمي والأثري والرسم الخطي للنقوش والرفع المعماري للمعبد.
تاريخ معبد إسنا
يعد أحد المعابد الأربعة الموجودة في مدينة إسنا الواقعة على بعد 50 كلم جنوب الأقصر، ولكن هذه المعابد اختفت من القرن الماضي، ولم يتبق منها غير معبد إسنا.
تم اكتشافه عام 1830 في أواخر عصر محمد علي باشا، ويعود تاريخه للعصر البطلمي بداية من عهد بطليموس السادس، واستمر العمل به حتى العصر الروماني.
وأقيم المعبد على أطلال معبد قديم ترجع بدايته إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة؛ حيث عثر على نقوش تحمل اسم الملك تحتمس الثالث، وبعض الأثريين يرجعون تاريخ المعبد إلى عصر الدولة الوسطى والأسرة الثانية عشرة.
وقد تهدم معبد إسنا وأعيد بناؤه في العصر الصاوي أيام الأسرة السادسة والعشرين، وفي عهد الإمبراطور الروماني "كلوديوس" وتحديدا عام 40م أضيفت إليه قاعة أساطين، وتمت زخرفتها في عصر كل من"فيسيان" و"تراجان" و"هادريان".
وآخر نقوش تمت على الجدار الغربي للمعبد ترجع لعهد الإمبراطور "ديكيوس" سنة 250م.
خصص معبد إسنا لعبادة الإله "خنوم" الذي يعرف باسم الإله "الفخراني" نسبة إلى صانع الفخار، أو خالق البشر من الصلصال.
وقد مثل خنوم برأس كبش وجسد إنسان، مع كل من زوجته "منحيت" التي مثلت برأس أنثى الأسد وجسد أنثى ويعلوها قرص الشمس وتشبه الآلهة "سخمت" لهذه القوة، وزوجته الثانية "نيبوت" ويعنى اسمها سيدة الريف، وقد مثلت بهيئة آدمية على شكل سيدة يعلو رأسها قرص الشمس بين قرنين، وهي هنا تشبه الآلهة "إيزيس" في هيئتها.
التصميم المعماري للمعبد
يقع المعبد على عمق 9 أمتار تحت مستوى أرضية المدينة الحالية، ويتكون من واجهة تؤدي لصالة ذات أعمدة ، أما باقي أجزاء المعبد وقدس الأقداس فيقع أسفل المنازل الحديثة.
وهناك صالة من أجمل صالات الأعمدة في مصر، وهي مستطيلة الشكل بواجهة ذات طراز معماري خاص بعمارة المعابد المصرية القديمة في العصرين اليوناني والروماني، ويحمل سقفها 24 أسطوانة بارتفاع 13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة.
تتميز واجهة المعبد بحوائط نصفية أو ساترية لكي تستر المعبد وتحافظ على أسرار الطقوس التي كانت تؤدى بداخله، وهو طراز معماري شاع في العصور المتأخرة يعرف باسم الأعمدة المتصلة أو الحوائط النصفية.
أهم مناظر المعبد
تحتوي جدرانه الداخلية والخارجية على سجلات أو صفوف أربعة، بكل سجل منظر متكامل بذاته، وهي لملوك بطالمة وأباطرة رومان في هيئة ملوك مصريين يقوموا بتقديم القرابين لآلهة المعبد، حيث خروج الإمبراطور "تيتوس" في هيئة فرعونية من قصره حاملا رموز إلهية أربعة للإله "خنوم- تحوت- حورس- أنوبيس"، ثم يليه منظر يمثل عملية تطهير الإمبراطور بواسطة الإلهين حورس- تحوت بأواني التطهير وعلامات الحياة أمام الإله خنوم.
في الواجهة الغربية منظر رئيسي يمثل الإله خنوم برأس كبش وجسد إنسان بالزي الإلهي، داخل قرص الشمس سيد إسنا ويعني هذا المنظر أن الإله خنوم محمي من قبل الإله رع، ومجموعة أخرى من المناظر الدينية خاصة بأعياد الإله خنوم وزوجاته.
كما يحتوي المعبد على نصوص خاصة بخلق العالم، ومناظر فلكية أهمها تمثيل الأبراج السماوية عبر 18 قاربا في كل من طرفي الصالة، ويمثل كل قارب 10 أيام أي 180 يوما في كل ناحية ومجموعهم 360 يوما تمثل أيام السنة عند المصريين القدماء.
وتعد خطوة تسجيل معبد إسنا الأثري خطوة هامة في الحفاظ على القيمة الأثرية للمعبد وإنقاذه من الخطر الذي يحدق به لكونه تحت سطح الأرض بنحو 25 مترا، كما أن البيوت تحاصر المعبد من كل اتجاه.
وتم تخصيص ميزانية منذ عام 2010 لرفع المعبد وإزالة البيوت المجاورة لحرم المعبد وحمايته من السرقات والإهمال.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز