مناورة «الوثائق المسربة».. حلقة جديدة من التوتر بين الجيش ونتنياهو
يحقق الجيش الإسرائيلي في مصدر تسريب وثائق مزعومة لحركة حماس لخلق رأي عام إسرائيلي يدعم سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وجرى استخدام هذه الوثائق المسربة لوسائل إعلام غربية، من أجل تبرير إصرار نتنياهو على أن "حماس لا تريد اتفاقا مع إسرائيل"، علما بأنها وثائق غير صحيحة.
وقال موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي في تقرير تابعته "العين الإخبارية": "فتح الجيش الإسرائيلي في نهاية الأسبوع الماضي تحقيقا داخليا لمعرفة من يتلاعب بوثائق حماس السرية التي تم الاستيلاء عليها في غزة ويمررها إلى وسائل الإعلام الدولية من أجل محاولة التأثير على الرأي العام في إسرائيل بشأن قضية صفقة الرهائن".
وأضاف: "من المتوقع أن تزيد هذه القضية من التوتر بين المؤسسة الأمنية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وصل بالفعل إلى ذروة جديدة في أعقاب الخلاف العميق بين الطرفين حول الصفقة"؛ أي اتفاق محتمل لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
الموقع نفسه مضى موضحا أنه "يدور الحديث عن وثيقتين نشرتا في صحيفة بيلد الألمانية والثانية في صحيفة جويش كرونيكل البريطانية".
وأوضح: "بعض الغضب هو نتيجة للنشر في وسيلة الإعلام الألمانية بيلد، التي ادعت الكشف عن وثائق داخلية وسرية تعكس على ما يبدو استراتيجية زعيم حماس يحيى السنوار، ولكنها تتفق مع مواقف رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بشأن رفض حماس للصفقة المقترحة وخطة هروب كبار مسؤولي الحركة عبر محور فيلادلفيا".
واستطرد "كشف فحص الوثيقة المنشورة في بيلد أنها لم تكن وثيقة السنوار على الإطلاق، بل كانت اقتراحا من مسؤول متوسط المستوى في حماس"، مضيفا "والجزء الرئيسي من الوثيقة، الذي يزعم أن حماس غير مهتمة بالصفقة، لا يظهر في الوثيقة الأصلية".
ونقل الموقع عن مسؤول عسكري إسرائيلي مطلع على التفاصيل قوله "هذه مسألة خطيرة للغاية".
وأضاف المسؤول: "هناك أنظمة في الجيش الإسرائيلي وأجهزة استخبارات أخرى مهمتها التأثير على العدو، ولكن بموجب القانون يُحظر محاولة تشغيل مثل هذا النظام للتأثير، وبالتأكيد ليس بالاستخدام السطحي للمواد السرية التي لم يُسمح بتوزيعها على الجمهور الإسرائيلي على الإطلاق".
وتابع: "هذه حملة للتأثير على الجمهور الإسرائيلي. نحن لا نتعامل مع السياسة ولكن في ظل خطوة خاطئة تمامًا، نحن عازمون على العثور على الشخص أو الحزب الذي يقف وراءها".
نتنياهو يدخل على الخط
هنا، أشار الموقع إلى أن نتنياهو نفسه نشر وثيقة مزعومة للسنوار أو مسؤول آخر في حماس في مؤتمره الصحفي الأسبوع الماضي.
ووفقا للموقع، فإن الوثيقة المزعومة المكتوبة بخط اليد أشارت إلى أن استراتيجية حماس هي تقسيم الشعب الإسرائيلي وإضعافه بغرض إخضاعه في نهاية الأمر.
ولكن الموقع قال: "المذكرة التي قرأ منها نتنياهو لا تخص السنوار، فخطه معروف ويعرفون في إسرائيل ما كتب وما لم يكتب".
وأضاف: "نتنياهو لم يكن دقيقا تماما عندما زعم أن الوثيقة كتبت من قبل مسؤول آخر في حماس؛ فالحقيقة هي أن إسرائيل ليس لديها أدنى فكرة عن من كتب هذه المذكرة".
وبشأن الوثيقة التي نشرتها "جويش كرونيكل"، فجاءت تحت عنوان "خطة السنوار السرية لتهريب الرهائن إلى إيران".
وزعمت الصحيفة أنها واحدة من الوثائق التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي من خلال التحقيقات حول خطط زعيم حماس للخروج من الضائقة الصعبة الحالية في قطاع غزة.
وزعم تقرير الصحيفة، أنه "تبقى 20 رهينة إسرائيلي على قيد الحياة في غزة وإن العديد منهم محتجزون حول السنوار ليكونوا درعا بشريا له".
لكن موقع "وينت" قال: "ما نشر يتناقض بشكل صارخ مع ما تعرفه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث إنه لا يزال أكثر من 20 شخصا على قيد الحياة".
وأضاف: "كما أن الغالبية العظمى منهم ليسوا محتجزين بالقرب من السنوار أو حتى على مسافة قريبة منه".