انتقادات وتوبيخ.. نار «قانون فيلدشتاين» تحرق متحدث الجيش الإسرائيلي
وجد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري نفسه في مرمى نيران وزراء حكومة بنيامين نتنياهو.. فما السبب؟.
هاغاري دائم الظهور في الإعلام ناطقا بلسان الجيش الإسرائيلي، كان يجيب على سؤال عن مشروع قانون قدمته الحكومة يقضي بأن نقل المعلومات العسكرية السرية إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع لا يمثل جريمة.
وتم تقديم مشروع القانون الذي سمي "قانون فيلدشتاين" إثر اعتقال الأمن الإسرائيلي للموظف في مكتب رئيس الوزراء اليعازر فيلدشتاين على خلفية تسريب وثيقة إلى الإعلام الأجنبي تخدم مواقف نتنياهو برفض اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
هاغاري قال ردا على السؤال في مؤتمر صحفي: "لا يخفي الجيش الإسرائيلي المعلومات عن المستوى السياسي.. يعمل الجيش الإسرائيلي تحت المستوى السياسي لأمنه في دولة إسرائيل".
وأضاف: "أريد أن أوضح – كانت الوثيقة المعنية متاحة للمسؤولين المختصين في مكتب رئيس الوزراء، وقد سرقت هذه الوثيقة من الجيش الإسرائيلي وتم نقل هذه الوثيقة إلى صحيفة في ألمانيا عن طريق تجاوز الرقابة، وأضر هذا الأمر بأمن دولة إسرائيل".
وتابع: "فيما يتعلق بالقانون، هذا القانون خطير جدا على الجيش الإسرائيلي.. إنه أمر خطير لأنه سيخلق وضعا يمكن فيه لأي عنصر صغير في الجيش الإسرائيلي سرقة واستخراج وثائق من الجيش الإسرائيلي أو معلومات استخباراتية، وهذا شيء بسيط، سيؤدي إلى خطر على حياة البشر وحياة الجنود، وبالتالي فهو خطير جدا على الجيش الإسرائيلي وخطير أيضا على أمن الدولة".
وعقب تصريحات هاغاري، فتح وزراء الحكومة الإسرائيلية نيران انتقاداتهم عليه.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: "إن انتقادات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للمستوى السياسي وللعملية التشريعية في الكنيست هي ظاهرة خطيرة وانحراف كامل عن صلاحياته وما هو مسموح به ومتوقع من شخص يرتدي زيًا عسكريًا في نظام ديمقراطي".
وأضاف: "أعتزم اتخاذ إجراءات تأديبية ضده في أقرب وقت ممكن لاستخلاص الاستنتاجات اللازمة".
ومن جهته/ قال وزير الداخلية موشيه أربيل إن "تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وموقفه بشأن الإجراءات التشريعية الجارية في الكنيست هي تجاوز خطير للغاية للخط الأحمر".
وأضاف: "ليس من حق الشخص الذي يرتدي الزي العسكري أن يعبر علنا عن موقف سياسي بشأن القضايا السياسية، مهما كان موقفه، وخاصة إذا كان يتعارض مع موقف الوزير المعين".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فقال: "هاغاري يرى أن مكتب النائب العام لا يهتم بالحكومة، لذلك فهو لا يهتم بوزير الدفاع".
ودعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى إقالة هاغاري قائلا: "إسرائيل دولة لديها جيش، وليس جيشا له دولة. من الصعب الهروب من الشعور بأنه في الآونة الأخيرة هناك من هم في القيادة العليا للجيش الإسرائيلي لا يفهمون هذه المفاهيم الديمقراطية الأساسية. ومن لا يفهم هذا لا يمكنه البقاء في منصبه".
وبدوره قال رئيس الكنيست أمير أوحانا: "في بلد ديمقراطي، لا ينتقد الجيش العمليات التشريعية في البرلمان في مؤتمر صحفي، ولكنه ينفذها كذراع للسلطة التنفيذية".
واعتبر أن تصريحات هاغاري "تجاوز خطير وغير عادي وغير مقبول للغاية لخط أحمر يجب ألا يتكرر".
ومن جهته قال وزير تطوير النقب يتسحاق فاسرلوف: "إذا أراد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي التدخل في القرارات السياسية، فهو مرحب به لخلع زيه العسكري والترشح للكنيست والتعبير عن موقفه".
ولم يدافع عن هاغاري إلا زعيم حزب "الديقراطيين" المعارض يائير جولان الذي قال: "اليوم، ينظر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مباشرة إلى شعب إسرائيل بأكمله ويقول إن التحالف (الحكومة) يضر بأمن الدولة".
وأضاف: "قانون فيلدشتاين خطير في كثير من النواحي"، مشيرا إلى ان "الحكومة تعمل مرة أخرى ضد أمن الدولة ولأسباب تتعلق بالفساد السياسي".
توبيخ من رئيس الأركان
وعلى إثر ذلك فقد أعلن الجيش الإسرائيلي إن رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي "وبخ المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري" بسبب "تجاوز صلاحياته".
ووفقا لبيان الجيش فإن "الجيش الإسرائيلي لا ينتقد السلطة التشريعية، بل يعبر عن موقفه للحكومة من خلال الآليات المعتادة لهذا الغرض".
هاغاري يرد
ودافع هاغاري عن نفسه إثر الهجوم عليه قائلا في بيان أصدره الليلة: "في بياني هذا المساء ردا على سؤال، عبرت عن نفسي بطريقة تجاوزت سلطتي كمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ولهذا السبب وبخني رئيس الأركان".
وأضاف: "دولة إسرائيل دولة ديمقراطية، والجيش الإسرائيلي تابع للمستوى السياسي.. وفي مئات التصريحات والأسئلة التي أجبت عليها منذ 7 أكتوبر، حافظت على الوضع الراهن".
وتابع: "ينقل الجيش الإسرائيلي موقفه إلى الأطراف المعنية في المسائل التشريعية من خلال الآليات المقبولة لهذا الغرض، وليس بأي طريقة أخرى".