خبير إسرائيلي: حماس تطمح لتعزيز قوتها في لبنان
قال خبير عسكري إسرائيلي، الجمعة، إن حركة "حماس" تحاول أن تبني قوتها العسكرية في لبنان على حساب "فتح" و"حزب الله".
ونشر الرائد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، طال بيري، من مركز ألما للأبحاث والتعليم، مقالا تطرق فيه إلى معلومات عن بناء حركة "حماس" قوتها العسكرية في لبنان، ووجه توصيات إلى حكومة بلاده للتعامل مع معلوماته.
واستعان بيري بالانفجار الذي وقع في 10 ديسمبر/كانون الأول في مستودع تابع لحماس في مسجد بمخيم برج الشمالي للاجئين في مدينة صور بجنوب لبنان لمحاولة تبرير نظريته.
وقال، في مقال نشرته صحيفة (إسرائيل هيوم)، إن هذا الانفجار "هو تذكير حي بتزايد الوجود المسلح المنظم لحركة حماس على الأراضي اللبنانية - ودور إيران في مساعدتها على النمو".
وكشف النقاب لأول مرة أنه "قبل شهرين من الانفجار، تم وضع علامة على مسجد برج الشمالي باعتباره ورشة تصنيع أسلحة مركزية في تقرير مفصل صادر عن مركز ألما للبحوث والتعليم"، وهو هيئة مراقبة أمنية مقرها في شمال إسرائيل.
وأوضح أن "الوجود المسلح المتزايد لحركة حماس ليس فقط تحديًا خطيرًا لحزب الله، بسبب اتخاذ حماس لقرارها المستقل بشأن وقت إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بل إنه يخلق أيضًا تحديًا لحركة فتح في لبنان".
وأضاف بيري، الذي خدم لمدة 20 عامًا في مديرية المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي: "حماس لا تعتبر نفسها مجرد ضيف في لبنان".
وتابع: "إنها تحد خطير لحزب الله على لبنان، بسبب نشاطها المستقل وحشد قوتها، كما أنها في حالة توتر كبير مع فتح، الحركة الفلسطينية المركزية في لبنان".
واعتبر بيري أن "كل هذا يخدم إيران جيدًا، حيث يمنحها وكلاء وحلفاء متعددين يمكن أن تشجعهم على العمل ضد إسرائيل من لبنان، ويعطيها خيارات عندما يرغب حزب الله في التركيز على الأزمات اللبنانية المحلية وتخفيف التوترات مع إسرائيل".
وأشار إلى أنه "بحسب الوثائق التي لدينا، تطمح حماس إلى صنع صواريخ دقيقة، موجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي، بمدى يصل إلى 20 كيلومترًا في المرحلة الأولى، هذا مشروع سري".
ولفت إلى أنه "في عام 2018، توصلت حماس إلى خطة عمل للبنان، ترسم بناء كتائب من مئات العناصر، وتشكل قوة نخبة هجومية التي هي صورة طبق الأصل لقوة النخبة الضاربة في غزة".
وتابع: "هدفهم هو أن يتمكنوا من إطلاق 200 صاروخ على إسرائيل من لبنان في جولتين من القتال، أو 100 صاروخ في كل جولة، حتى الآن، كان لدى حزب الله فقط مثل هذه القدرات، ولم يسمع عن منظمة أخرى في لبنان لديها مثل هذه القوة النارية".
ولم يسبق لحركة "حماس" أن أطلقت صواريخ على إسرائيل من منطقة خارج قطاع غزة.
وأضاف بيري: "تشمل الخطط الأخرى إنشاء قذائف هاون من عيار 122 ملم يتم إطلاقها تلقائيًا بواسطة جهاز توقيت، ما يعني أنه حتى عندما تحدد إسرائيل مصدر النيران، فلن يكون هناك هدف متروك للإصابة بعد إطلاق قذيفة الهاون".
ونوه إلى أن "حركة "فتح"، وهي الحركة المهيمنة في مخيم برج الشمالي للاجئين، غير سعيدة بالتأكيد لرؤية حماس تصنع أسلحة "تحت أنظارها".
وربط بيري بين حادثة الانفجار، التي قالت حركة "حماس" إنها ناتجة عن انفجار أنابيب أكسجين وبين اتهام الحركة لناشط من حركة "فتح" بإطلاق النار على جنازة لأحد نشطاء "حماس" الذين قتلوا في الانفجار، ما أدى إلى مقتل ناشطين من "حماس".
وتابع: "هذا هو أساس معركة الجنازة التي كانت على الأرجح نتيجة لقرار منظم وليس مبادرة محلية، إذ إن فتح ترى فجأة انفجار مخزن أسلحة ما تسبب في أضرار. قد يكون هذا دافعا لها لتصفية حسابات مع حماس".
وأضاف: "ترى حماس في لبنان جبهة جديدة يمكنها تفعيلها ضد إسرائيل بالإضافة إلى قطاع غزة، ما يمنحها مرونة عملياتية".
وتابع: "يتم تنفيذ برنامج حشد القوات هذا بدعم نشط من الفرع الفلسطيني لفيلق القدس الإيراني، وحدة العمليات الخاصة في الخارج التي تغذي وكلاء إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالأسلحة والتدريب والتمويل".
وقال بيري: "تم تعيين مكتب البناء التابع لحماس، وهو القيادة المسؤولة عن تسليح حماس في جميع القطاعات، باعتباره الهيئة المشرفة على ورش حماس في لبنان".
وأوضح أن "الكثير من موظفي مكتب البناء انتقلوا لأسباب أمنية إلى لبنان ومن بين هؤلاء نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، المسؤول عن بناء خلايا للحركة في الضفة الغربية".
وتابع: "داخل لبنان، لدى حماس وحدتان عمليات مركزية، وإجمالاً، هناك مئات النشطاء الفلسطينيين في حماس في لبنان، ينشطون في عدة مخيمات للاجئين".
وأشار إلى أنه "يمكن لحماس الاستمرار في تجنيد المزيد من النشطاء في الوقت الذي تتطلع فيه إلى توسيع وجودها في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
وأضاف: "تعمل حماس طوال الوقت على تآكل فتح وتسعى إلى ترسيخ سلطتها ببطء. وهذا يحدث في لبنان أيضا، وما حدث في غزة مع حركة فتح يثير مخاوف حقيقية، ويبدو أن فتح تعلمت من التاريخ أن تكون أكثر نشاطا في وقف ذلك".
وذكر بيري أنه "بمساعدة إيران، وضعت حماس نصب عينيها بناء المزيد من الصواريخ والطائرات بدون طيار والصواريخ المضادة للدبابات والغواصات المصغرة وقدرات جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب العسكري والخلايا الهجومية".
ونوه إلى أن "قوتها العسكرية تتزايد، لقد رأينا بوادر مبكرة لهذه القوة خلال الصراع بين حماس وإسرائيل في مايو/أيار من هذا العام، عندما أطلقت حماس صواريخ على شمال إسرائيل من لبنان".
وأضاف: "ذلك يعطي حماس صورة انتصار تظهر الشارع الفلسطيني بشكل عام وفي لبنان على وجه التحديد أنها تعمل ضد إسرائيل وليس ضد فتح".
وأشار إلى أن تقرير مؤسسته الصادر في أكتوبر/تشرين الأول يرصد 10 مواقع أخرى في جميع أنحاء لبنان تستخدمها حماس لبناء الأسلحة وتدريب النشطاء على كيفية استخدامها، بما في ذلك جنوب وشمال لبنان، وفي شرق سهل البقاع.
وبشأن الانفجار الأخير، قال: "السيناريو المحتمل للغاية هو وقوع حادث عمل ناتج عن التخزين غير السليم".
وأضاف: "فكرة أن حزب الله يوافق على كل نشاط حماس في لبنان ويعرفه، من وجهة نظري، هي فكرة خاطئة. تريد حماس تجزئة أنشطتها وإبقاء حزب الله خارج الحلقة".
واعتبر بيري أن "على الحكومة الإسرائيلية أن تتبنى وجهة نظر أن حماس منظمة واحدة موحدة تعمل من غزة ولبنان".
وتابع: "هذا يعني إيجاد صيغة إسرائيلية جديدة، والتي بموجبها ستختار إسرائيل الرد على هجوم حماس في أي ساحة. إذا أطلقت حماس صواريخ من غزة، يمكن لإسرائيل أن تضرب منشأة تخزين تابعة لحماس في لبنان. وإذا هاجمت من لبنان فإن إسرائيل يمكن أن تحدث الرد في غزة".
وأضاف: "وفي رأيي، إذا نفذت إسرائيل هذه الأنواع من الضربات الدقيقة ضد حماس في لبنان، وأعلنت أن الهدف هو حماس فقط، فلن يرد حزب الله، بل وقد يفهم أن هذا يناسب مصالحه".