بايدن وملف إيران.. مخاوف إسرائيلية تطرح الخيار العسكري مجددا
عاد اسم روب مالي ليتردد بقوة في الأروقة الإسرائيلية، بعد تقديرات بتكليف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن له بالملف الإيراني.
وتعرف إسرائيل جيدا روب مالي، خلال عمله في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ولاحقا من خلال إدارته لمجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة أهلية غير ربحية تعمل على التحذير من أزمات حول العالم.
وليس "مالي"، وهو ابن سيمون مالي وهو صحفي مصري يهودي، هو الوحيد في إدارة بايدن الذي يتسبب بقلق لإسرائيل حيال التعامل مع الملف الإيراني.
ففي إسرائيل يقولون إن المسؤولين الذين عملوا سرا للتوصل إلى الاتفاق الدولي مع إيران عام 2015، عادوا إلى الواجهة في الإدارة الجديدة.
ويتحدث المسؤولون الإسرائيليون بشكل خاص عن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلبنكن ونائبته ويندي شيرمان ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
ولا تخفي إسرائيل رفضها لعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى الاتفاق الدولي مع إيران الذي انسحبت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب منه عام 2018.
وقال عاموس هرئيل، المحلل في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، اليوم الأحد، "توضح الإشارات الأولى من واشنطن إلى أن الإدارة الجديدة لن تضيع الوقت، يرى الفريق الذي شكله الرئيس جو بايدن أن العودة إلى المحادثات بشأن اتفاق نووي مع إيران هدف رئيسي".
وأضاف: "يبدو أن الفريق يعتزم البدء في العمل نحو ذلك بسرعة".
وأشار هرئيل إلى أنه "وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، سيسعى بايدن إلى العودة السريعة إلى الاتفاقية وبعد ذلك فقط سيصوغ صفقة جديدة بشأن الشروط الجديدة التي ستعالج القضايا التي غاب عنها الاتفاق الأصلي بما فيها القيود المفروضة على برنامج الصواريخ الإيراني والأنشطة التخريبية في العراق والشرق الأوسط".
ولفت نقلا عن مسؤولين إسرائيليين إلى إنه "إذا تبنى بايدن خطة أوباما (بخصوص إيران)، فلن يكون هناك ما يمكن مناقشته معه".
وأشار في هذا السياق إلى أن يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي وأحد المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، للصحيفة إلى أنه: "في حالة عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاقية النووية القديمة مع إيران، لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى العمل العسكري ضد إيران لمنعها من تصنيع سلاح نووي ".
وقال عميدرور: "الخيار الأمريكي بالعودة إلى الاتفاقية القديمة دون إجراء تغييرات جوهرية سيعيد جميع الخيارات إلى الطاولة فيما يتعلق بإسرائيل".
وأضاف: "إذا اتضح أن التحركات الأمريكية تجعل من الممكن للإيرانيين الاقتراب من القنبلة، فيجب إعداد الخيار العسكري بشكل أفضل، ليست هناك حاجة للإسراع كثيرًا، بادئ ذي بدء، من الضروري فهم شامل لما يريده الأمريكيون، لكن على إسرائيل أن يحافظ على حرية القرار وحرية العمل".
من جهته كتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليكس فيشمان، اليوم الأحد،: "ممرات البيت الأبيض تشير بالفعل بشكل غير رسمي إلى أن روب مالي يقود المحادثات لتجديد الاتفاق النووي مع إيران".
ولفت إلى أن التقديرات في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن "المرحلة الأولى ستبدأ بسرعة، في غضون أسابيع أو أشهر قليلة".
وقال: "تعهدت الولايات المتحدة بالتشاور مع حلفائها في الشرق الأوسط قبل بدء المفاوضات".
وفي إشارة إلى الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري نهاية مارس/آذار المقبل قال فيشمان "الأمريكيون لن ينتظروا حتى تشكيل حكومة جديدة هنا، سوف يجرون إلى الأمام حتى بدوننا".