انتخابات خامسة.. اللحظة الأخيرة تحبس أنفاس إسرائيل

إلى الانتخابات الخامسة تتجه إسرائيل في أقل من أربع سنوات، في خطوة يحاول من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو العودة للحكم.
ومن المتوقع حل البرلمان الإسرائيلي، بالقراءتين الثانية والثالثة، في وقت متأخر من مساء اليوم الأربعاء لتنتهي بذلك ولاية رئيس الوزراء نفتالي بينيت التي استمرت لعام كامل، على أن تنظم انتخابات جديدة مفتوحة على جميع السيناريوهات.
وبحل البرلمان وانتهاء تحالف بينيت المتباين أيديولوجيا مع ثمانية أحزاب، سينصب وزير الخارجية الحالي يائير لابيد رئيسا للوزراء لفترة انتقالية قبل الانتخابات المتوقع إجراؤها أواخر أكتوبر/ تشرين الأول ومطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين.
وأنهى ائتلاف بينيت فترة طويلة من الجمود السياسي في إسرائيل وحقبة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي شغل المنصب لمدة 12 عاما متتالية.
عودة نتنياهو؟
تشير نتائج استطلاعات عدة للرأي إلى إمكانية فوز نتنياهو في الانتخابات المقبلة، لكنه قد يواجه صعوبة في حشد الغالبية البرلمانية اللازمة لتشكيل الحكومة.
لكن رئيس الوزراء السابق يواجه اتهامات بالفساد أيضا وهي تهم لطالما نفاها واعتبرها مؤامرة من خصومه السياسيين.
وسيواجه نتنياهو معسكرا مناهضا يقوده المذيع التلفزيوني السابق والزعيم الوسطي يائير لابيد الذي فاجأ الكثيرين بمهاراته السياسية.
والأسبوع الماضي، ومع إعلان لابيد وبينيت عجز تحالفهما على الاستمرار، قال وزير الخارجية إن عودة نتنياهو المحتملة إلى السلطة تمثل "تهديدا وطنيا".
وأضاف "ما يتعين علينا القيام به اليوم هو العودة إلى مفهوم الوحدة الإسرائيلية، وألا ندع قوى الظلام تمزقنا من الداخل".
وفي ظل أجواء سياسية متقلبة في إسرائيل، لا تزال مفاجآت اللحظات الأخيرة واردة وقادرة على تغيير التوقعات.
وتخشى الأحزاب السياسية الإسرائيلية أن تخسر مقاعدها أو ينتهي بها الأمر خارج البرلمان لعدم حصولها على نسبة 3,25 في المئة من الأصوات التي تؤهلها لدخول الكنيست.
لكن السيناريو الأرجح يشمل التوجه نحو انتخابات جديدة وتنصيب لابيد مع حلول منتصف الليل رئيسا للوزراء بموجب اتفاق تقاسم السلطة المبرم مع بينيت العام الماضي عند تشكيل الحكومة.
"حتى اللحظة الأخيرة"
قاد اليميني المتشدد نفتالي بينيت ائتلافا متباينا أيديولوجيا من اليمين والوسط وحزب عربي إسرائيلي إسلامي دخل الائتلاف في خطوة وصفت بأنها تاريخية.
لكن الانقسامات الأيديولوجية تلك عرّضت التحالف لخطر الانهيار، وشكّل فشل الائتلاف في تجديد إجراء يضمن تطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية، سببا رئيسيا في انهياره.
ورفض بعض النواب العرب في الائتلاف الحكومي دعم مشروع القانون هذا، إذ اعتبروا أن ذلك يمثل "إقرارا بحكم الأمر الواقع لاحتلال مستمر منذ 55 عاما يرغم فلسطينيي الضفة الغربية على العيش تحت حكم إسرائيل".
لكن حل البرلمان قبل انتهاء مدته القانونية في 30 يونيو/ حزيران (غدا الخميس)، يمدد تطبيق القانون بشكل مؤقت.
وقال رئيس الوزراء في لقاء تلفزيوني قبل فترة قصيرة "قاتلنا كالأسود حتى اللحظة الأخيرة إلى أن أصبح الأمر مستحيلا".
ومع حل البرلمان وتنصيب لابيد، يبقى بينيت رئيس الوزراء المناوب وسيكون مسؤولا عن الملف الإيراني، فيما تعمل إسرائيل على عدم إحياء اتفاق نووي مبرم بين طهران والقوى العظمى.
وإلى جانب منصب رئيس الوزراء، سيحتفظ لابيد بحقيبة الخارجية وسيبدأ الفترة الانتقالية مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى القدس بعد أسبوعين تقريبا.
aXA6IDM0LjIwNC4xNzIuMTg4IA== جزيرة ام اند امز