سؤال صعب ومؤلم وثقيل الدم نطرحه اليوم: هل من صالح العرب أن يفوز بنيامين نتنياهو برئاسة جديدة للحكومة الإسرائيلية، أم أن يخسر؟
سؤال صعب ومؤلم وثقيل الدم نطرحه اليوم: هل من صالح العرب أن يفوز بنيامين نتنياهو برئاسة جديدة للحكومة الإسرائيلية، أم أن يخسر؟ وهل من ينافسه سيكون أفضل منه؟
إن الانتخابات المقبلة فى إسرائيل لا تخص تل أبيب وحدها ولكن لها تأثيراتها العابرة للحدود، وأهم هذه التأثيرات «التأثير على خصوم إيران في المنطقة الذين يرون في إسرائيل الرادع الأكبر للمشروع الإيراني».
للأسف الشديد، هناك حساب مهم من قبل واشنطن للدور الإسرائيلي في المنطقة.. وللأسف الشديد فإن إدارة ترامب لا ترى ولا تبصر المنطقة العربية إلا عبر «نظارة نظر» إسرائيلية الصنع.
ذلك كله يجعل الانتخابات التشريعية التي ستجرى يوم 9 أبريل المقبل هي انتخابات عابرة للوضع المحلي ومؤثرة في كل المحيط الإقليمي والدولي.
في سوريا، يتابعون الانتخابات باهتمام لأن إسرائيل -وحدها- هي الضامن الحقيقي لبقاء النظام حتى الآن.
ولو لم يكن هذا صحيحاً لما سمحت تل أبيب بدخول إيران وحلفائها للدفاع عن النظام، ولما اضطرت موسكو إلى الاستئذان السياسي من إسرائيل وعمل غرفة عمليات مشتركة عسكرية روسية- إسرائيلية لتنسيق العمليات الجوية في سوريا.
في لبنان ينتظرون الحكومة الإسرائيلية من أجل معرفة مستقبل أمن جنوب لبنان وحزب الله وأسلحته وصواريخه التي يعتبرها جيش الدفاع الإسرائيلي مصدر خطر وجوديا له.
وفي غزة ينتظرون شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة من أجل الإفراج عن المساعدة القطرية المحتجزة لدى تل أبيب، وعوائد الضرائب ومستقبل العلاقات الأمنية بين الطرفين.
وفي الأردن والعراق ينتظرون شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة من أجل معرفة مستقبل أمن الحدود المشتركة مع سوريا، ومستقبل النازحين واللاجئين في البلدين.
وفي واشنطن ينتظر، بل يدعم ترامب، بكل صراحة وقوة، ودون أي تردد، حليفه نتنياهو من أجل الحصول على دعمه في «الإيباك» والصوت اليهودي في الداخل الأمريكي قبيل معركة تجديد الرئاسة الثانية له.
وفي روسيا يريدون فوز نتنياهو وتحالفه بعد وصول العلاقات الروسية-الإسرائيلية إلى أفضل تنسيق استراتيجي من أجل أن تحسم موسكو مستقبل تشكيل ملفات:
1- الوضع في سوريا.
2- العلاقة مع تركيا وإيران.
3- مبيعات السلاح الروسية في المنطقة.
4- دعم الصوت اليهودي لإدارة بوتين في واشنطن.
كما قلنا، فإن الانتخابات المقبلة في إسرائيل لا تخص تل أبيب وحدها ولكن لها تأثيراتها العابرة للحدود، وأهم هذه التأثيرات «التأثير على خصوم إيران في المنطقة الذين يرون في إسرائيل الرادع الأكبر للمشروع الإيراني».
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة