مسؤولون أمريكيون تجنبوا في الماضي زيارة حائط البراق رفقة مسؤولي الاحتلال خشية اعتبار ذلك إقرارا بالمطالب الإسرائيلية
بات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أول مسؤول رفيع المستوى من الولايات المتحدة يزور حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما تسبب في إغضاب الفلسطينيين.
وتجنب المسؤولون الأمريكيون في الماضي زيارة المنطقة التي يطلق عليها اليهود الحائط الغربي برفقة مسؤولي الاحتلال؛ خشية اعتبار ذلك إقرارا بالمطالب الإسرائيلية في المنطقة الواقعة، ضمن القدس الشرقية المحتلة.
ووصل بومبيو إلى الحائط برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووضع ورقة في الجدار، كما هي عادة المستوطنين.
وقال نبيل أبو ردينة الناطق بلسان الرئاسة الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية" إن ما قام به بومبيو يمثل انتهاكا للقانون الدولي ويعزز حالة الاحتقان في المنطقة، مضيفا: "نحذر من هذه السياسة الأمريكية التي لن تسهم إلا بوضع العراقيل أمام أي أمل بالسلام".
وفي اليوم الثاني والأخير من زيارته إلى إسرائيل، زار بومبيو كنيسة القيامة في البلدة القديمة التي تعتبر الأكثر قداسة للمسيحيين في العالم، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات إن الزيارة تعد تغييرا جذريا في السياسة الأمريكية، وإذا ما استمر فإن ذلك سيشكل الوصفة المؤكدة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لقرن آخر.
عريقات واصل حديثه، قائلا: "وفقا لسياسة الولايات المتحدة الجديدة تجاه الفلسطينيين والإسرائيليين فإن الاحتلال في واقع الأمر لم يكن موجودا على الإطلاق، والقدس كلها عاصمة لإسرائيل، وإن دولة فلسطينية على حدود عام 1967 غير قابلة للتنفيذ".
وأضاف أنه وفقا لهذه السياسة الأمريكية "لا أستطيع قول فلسطين أو الشعب الفلسطيني، وأن قضية اللاجئين خارج الطاولة، والمستوطنات قانونية وهي استمرار للسلام، وأن الفلسطينيين ليس لهم الحق في تقرير المصير".
بدوره، قال عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون القدس، إن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأفعاله اليوم ينتهك القانون الدولي ويعترف بالضم الإسرائيلي غير الشرعي لمدينة القدس.
وأكد الحسيني أن الفلسطينيين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، موضحاً أن أفعال بومبيو المتواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي لن تنشئ حقا للاحتلال في أرض يعترف العالم أجمع بأنها محتلة.
وقال الحسيني: "ندين بأشد العبارات إقدام وزير الخارجية الأمريكي على زيارة حائط البراق برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطوة استفزازية غير مسبوقة تمثل انتهاكا فظا للقانون الدولي وللقواعد وتعزز حالة الاحتقان القائمة".
واختتم حديثه بالقول: "بدلا من التراجع عن القرار السافر بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس فقد أصبح بومبيو أول مسؤول أمريكي رفيع المستوى يزور هذه المستعمرة الأمريكية منذ افتتاحها منتصف العام الماضي".