حياة أهالي غزة.. العيش على حافة الموت
خلال 30 عاما من عمرها، عاشت السيدة الفلسطينية أسماء التي تقطن في قطاع غزة 4 حروب وعددا لا يحصى من المواجهات بين إسرائيل وحركة "حماس".
لكن أسماء لم تشعر قط بهذا القدر من الخوف من أن الأسوأ لم يأت بعد، مثلما شعرت به، بعد أن أعلنت إسرائيل الحرب على غزة في وقت سابق من يوم أمس الأحد، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي رسالة عبر تطبيق الواتساب للصحيفة، قالت أسماء، التي ذكرت اسمها الأول فقط لأسباب أمنية، إن "المرء منا ينتظر الموت بين لحظة وأخرى في الوقت الراهن".
تعيش أسماء في مخيم الشاطئ للاجئين، وهو عبارة عن غابة كثيفة من المنازل الخرسانية المتهدمة التي تقع على طول ساحل البحر المتوسط الموبوء بمياه الصرف الصحي في قطاع غزة.
حصلت أسماء على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع، لكنها، مثل سائر النساء في غزة، عاطلة عن العمل.
وقالت أسماء: "أنا وعائلتي بخير والحمد لله، لكننا نشعر بخوف بالغ فالتفجيرات في كل مكان، ربما يحدث لنا أي شيء في أي لحظة".
وأشارت إلى أن الطائرات الإسرائيلية تحلق في كل مكان وتطلق النار بشكل عشوائي. وكل ضربة ترسل تأثيراتها عبر الأحياء التي تشبه بمدن الصفيح مثل الزلزال.
ومنذ يوم السبت الماضي، عندما قطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة لم تحصل أسماء على الكهرباء إلا لمدة 3 ساعات ونصف فقط، وبدأت المياه النظيفة في النفاد.
عطلت إسرائيل شبكات الهاتف المحمول، وتتأهب أسماء نفسياً للتعامل مع النقص في المواد الأساسية مثل الخبز ومياه الشرب، التي يشتريها سكان غزة.
أسماء لديها ابن صغير من زواج سابق، ويراودها منذ فترة طويلة حلم أشبه بالمستحيل، ألا وهو مغادرة غزة مع طفلها.
عقد قران أسماء مرة أخرى لكن إتمام الزفاف بات في طي النسيان، فالوضع الاقتصادي في غزة سيئ للغاية لدرجة أن خطيبها لا يستطيع تحمل تكاليف المهر.
وقالت: "كلما أعدنا بناء المنزل تعود إسرائيل وتدمره".
تنتمي عائلة أسماء إلى حركة فتح، المنافس الرئيسي لحركة "حماس"، وهي ترى أن إسرائيل تدفع غزة إلى حافة الهاوية.
وقالت: "احتلونا ودمرونا وقطعوا عنا كل شيء، وعندما نطالب بحقوقنا ونتصرف مثلهم، يتصرفون بمظلومية ويطلبون المساعدة من جميع دول العالم".
في السياق ذاته، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا في قطاع غزة منذ بدء التصعيد الأخير بين إسرائيل وحماس، في أعقاب العملية التي شنتها الحركة في مستوطنات في غلاف القطاع.
وأوضحت أوتشا اليوم الإثنين أن أكثر من 123 ألفا و538 شخصا نزحوا داخليا في غزة، بفعل الخوف وبهدف الحماية والخشية من هدم منازلهم جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي، مشيرة إلى أن أكثر من 73 ألف شخص لجأوا إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وتفجرت الأوضاع في القطاع الذي يعاني أصلا من تردي الخدمات في أعقاب هجوم شنه مسلحو حركة حماس على مواقع إسرائيلية بعد أن تسللوا برا وجوا إلى داخل المستوطنات بعمق عشرات الكيلومترات داخل جنوب إسرائيل.
ولا يزال القتال دائرا بعد مضي ما يزيد على يومين من الهجوم الذي أطلقته الحركة فجر السبت الماضي بقصف مكثف على إسرائيل.
ومثل الهجوم صدمة في الأوساط الإسرائيلية، ولاقى إدانات دولية وزاد الضغط على القيادة السياسية في تل أبيب التي أعلنت الحرب.
ويخشى مراقبون من ضربات إسرائيلية مكثفة في غزة ترفع من أعداد الضحايا التي بلغت مستويات غير مسبوقة بالفعل.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة قد أعلنت ارتفاع عدد الضحايا إلى 436 قتيلا في القطاع منهم 91 طفلا و61 سيدة وإصابة 2271.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز