مفاوضات المرحلة الثانية من هدنة غزة.. حماس تستعجل وإسرائيل تتمهل
فيما أبدت إسرائيل تمهلا في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بدأت حركة حماس تلح لانطلاقها.
وكان مفترضا أن تبدأ اليوم الإثنين مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكن هذا لم يحدث.
وقال مصدران قياديان في حركة "حماس" إنها مستعدة للبدء بجولة المفاوضات الثانية.
وأوضح قيادي في الحركة لـ "فرانس برس": "من المقرر أن تبدأ المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية اليوم. حماس أبلغت الوسطاء خلال الاتصالات الجارية واللقاءات التي عقدت مع المصريين الأسبوع الماضي في القاهرة بأننا جاهزون لبدء الجولة".
وأكد مصدر آخر في الحركة: "ننتظر من الوسطاء بدء جولة المفاوضات. وفد حماس جاهز وملتزمون بتطبيق بنود الاتفاق".
وأضاف: "جولة مفاوضات المرحلة الثانية ستركز على قضايا وقف إطلاق النار الدائم، وعدم العودة للحرب والانسحاب العسكري بما في ذلك من محور فيلادلفيا، والاتفاق على المعايير الخاصة بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في المرحلة الثانية من الصفقة".
وبدأت الهدنة في 19 يناير/كانون الثاني الماضي وتستمر مرحلتها الأولى 42 يوما، على أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية في اليوم الـ 16 من الأولى.
إسرائيل تتمهل
لكن يبدو أن استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تُقلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت تقارير عبرية أن نتنياهو ألغى لقاء كان مقررا مساء السبت الماضي، مع رؤساء فريق التفاوض، كما قرر رفض اقتراحهم بإرسال الفريق إلى قطر، اليوم لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.
وتشمل المرحلة الثانية الاستحقاقات الأصعب في الاتفاق، إذ تتضمن إعادة جميع الرهائن الأحياء المتبقين الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية، فضلا عن انسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
وقال مسؤولون إسرائيليون، إن نتنياهو يريد الانتظار حتى اجتماعه المقرر غدا مع الرئيس الأمريكي دنالد ترامب لمعرفة موقفه من المرحلة الثانية من الاتفاق وما إذا كان سيتمكن من التوصل إلى تفاهم معه.
وقال مسؤول إسرائيلي: "المناقشة الحقيقية بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق لن تبدأ إلا بعد محادثات نتنياهو مع ترامب".
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستكون مختلفة للغاية عن المفاوضات بشأن المرحلة الأولى، ومن المتوقع أن تتعامل مع قضايا استراتيجية مثل مستقبل حكم حماس في قطاع غزة ونهاية الحرب.
واعتبر نتنياهو أن المفاوضات "هي سياسية واستراتيجية وتتعلق بقضية اليوم التالي في غزة، وبالتالي ستجرى بالأساس مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف".
لكن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قال إن "رئيسي الموساد والشاباك حذرا من أن هذا التغيير قد يضر بالمفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة، وأكدا أن المفاوضات تتم مع حماس عبر قطر ومصر، وليس مع الولايات المتحدة".
في غضون ذلك، قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن نتنياهو يفكر بجدية في إمكانية استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى، بدلاً من الاستمرار في المرحلة الثانية، موضحة أن تأخير المفاوضات "قد يبدو انتهاكا لشروط الصفقة".