12 أكتوبر.. غزة تحت "موت السماء" وإسرائيل تعيش حرب 73
في غزة يتساءل أهلها "أين نختبئ من الموت القادم من السماء؟"، وفي إسرائيل لا تهدأ الصافرات تُنذر من خطر يهطل.
وبينما تدمر الغارات الجوية الإسرائيلية أحياء كاملة في غزة، أعلنت إسرائيل عن حكومة طوارئ للإشراف على الحرب التي أشعلها هجوم حركة حماس على بلدات إسرائيلية، السبت الماضي.
فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعهد “بسحق وتدمير” حماس، بدعم من حكومة حرب جديدة.
وقال نتنياهو في خطاب متلفز: “كل عضو في حماس هو رجل ميت”.
في هذه الأثناء، حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن الوفيات في غزة قد تتسارع مع نفاد الإمدادات في القطاع وسط الحصار الكامل الذي فرضته إسرائيل في أعقاب الحرب التي أودت بحياة 1200 فلسطيني، بينهم 51 شخصا قتلوا في ما وصفه الجيش الإسرائيلي بهجوم واسع النطاق في الساعات التي سبقت وضح النهار.
في حين أسفرت الحرب عن مقتل 1300 شخص في الجانب الإسرائيلي، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام عبرية، وهي حصيلة كبيرة لم تشهدها إسرائيل منذ حرب 1973 مع مصر وسوريا التي استمرت أسابيع.
تحذير من مشارح
إذ أوقفت إسرائيل، الإثنين الماضي، دخول الغذاء والماء والوقود والأدوية إلى القطاع.
وفي اليوم التالي، نفد الوقود من محطة الكهرباء الوحيدة في غزة وأغلقت أبوابها، ولم يتبق سوى الأضواء التي تعمل بمولدات خاصة متفرقة.
وضعٌ إنساني حذر منه مسؤول كبير في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مشيرا إلى أن نقص الكهرباء يمكن أن يشل المستشفيات.
وقال فابريزيو كاربوني، المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر: "بينما تفقد غزة الطاقة، تفقد المستشفيات الطاقة، مما يعرض الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات والمرضى المسنين الذين يتلقون الأكسجين للخطر".
مضيفا "يتوقف غسيل الكلى ولا يمكن إجراء الأشعة السينية.. بدون كهرباء، تواجه المستشفيات خطر التحول إلى المشارح".
من جهته، ذكر ماتياس كانيس، مسؤول منظمة أطباء بلا حدود في غزة، أن أكبر مستشفى في قطاع غزة، مستشفى دار الشفاء، لديه ما يكفي من الوقود فقط للحفاظ على الطاقة لمدة ثلاثة أيام. في ظل نقص المعدات الجراحية والمضادات الحيوية والإمدادات الأخرى.
الهلال الأحمر الفلسطيني من جانبه، أكد أن مولدات المستشفيات الأخرى ستنفد خلال خمسة أيام.
حكومة طوارئ وضغوط تتزايد
وفي إسرائيل، انضم زعيم المعارضة بيني غانتس، وزير الدفاع السابق، إلى حكومة جديدة في زمن الحرب، في وقت يبدو فيه من المرجح بشكل متزايد أن يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على غزة.
مؤشرات تعززها معطيات على الأرض، حيث حشدت إسرائيل 360 ألف جندي احتياطي إلى جانب قوات إضافية بالقرب من غزة، في حين أجلت عشرات الآلاف من السكان من البلدات المجاورة لقطاع غزة.
وتجد الحكومة الإسرائيلية نفسها أمام ضغوط شعبية متزايدة في الشارع، تطالب بإطاحة حماس بعد أن اقتحم مسلحوها السياج الحدودي، السبت الماضي، وقتلوا مئات الأشخاص، وأسروا العشرات من بلدات "غلاف غزة".
وفيما لا توجد أرقام محددة حول عدد الذين أسرتهم حماس في ذلك اليوم، تشير تقديرات إلى أن أعدادهم قد تصل لـ 150 شخصا، من جنود ومدنيين من النساء والرجال والأطفال وكبار السن.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل إلى تشكيل حكومة طوارئ، إذ عاشت البلاد فترات مشابهة، بينها الحكومة الخامسة عشرة (1969–1974) برئاسة غولدا مئير.
حينها انضم مناحيم بيغين إلى الحكومة كرئيس حزب جاحل. وفي هذه الفترة نفسها نشبت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية عام 1973، وبعد انتهائها انسحب وزراء جاحل من الحكومة.
أحياء اختفت ودروبٌ تائهة
وأمام تواصل الرشقات الصاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، ردت الأخيرة خلال الساعات الماضية، بغارات جوية مدمرة أدت إلى تسوية أحياء سكنية بأكملها بالأرض، وتركت أعدادا غير معروفة من الجثث تحت الأنقاض.
ففي تكتيك جديد، لجأت إسرائيل هذه المرة إلى تحذير المدنيين بضرورة إخلاء أحياء بأكملها في غزة، وليس مجرد المباني الفردية، ثم تقوم بتسوية مساحات كبيرة بالأرض في موجات من الغارات الجوية.
وحتى مع تحذيرات الإخلاء، يؤكد الفلسطينيون أن البعض غير قادر على الهروب أو ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وأن عائلات بأكملها سُحقت تحت الأنقاض.
وفي أحيان أخرى، تأتي الضربات دون سابق إنذار، كما يقول الناجون.
ويحذر مراقبون من أن الهجوم البري على قطاع غزة الذي يكتظ بـ 2.3 مليون نسمة من السكان، سيؤدي إلى ارتفاع عدد الضحايا من الجانبين، وإلحاق أضرار مادة فادحة في البنية التحتية بالقطاع وكذلك منازل المواطنين.
على وقع هذه السيناريوهات، قالت الأمم المتحدة في وقت متأخر من يوم الأربعاء، إن عدد النازحين بسبب الغارات الجوية ارتفع بنسبة 30 بالمائة خلال 24 ساعة، ليصل إلى 339 ألف شخص، يتجمع أغلبهم في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيما سعى آخرون إلى المأوى في عدد متناقص من الأحياء الآمنة.
اتساع رقعة الحرب
وفي مؤشر على اتساع رقعة الحرب، أطلق حزب الله اللبناني المدعومة من إيران، أمس الأربعاء، صواريخ مضادة للدبابات على موقع عسكري إسرائيلي، وقال إنه قتل وجرح عددا من الجنود، وهو ما لم تؤكده أو تنفه تل أبيب.
لكن الجيش الإسرائيلي أكد الهجوم، دون أن يعلق على الخسائر البشرية المحتملة.
وقصف الجيش المنطقة التي انطلق منها الهجوم في جنوب لبنان.
انتقام المستوطنين
وفي الضفة الغربية، هاجم مستوطنون إسرائيليون قرية جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، وفتحوا النار على فلسطينيين وقتلوا ثلاثة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي،قُتل أكثر من عشرين فلسطينيا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية، في مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز