"وزراء الخارجية العرب".. إدانة لقصف غزة ومطالب "عاجلة" لإسرائيل
اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب فلسطين، من أجل دعم القضية وقف التصعيد، وجه مطالب عاجلة لإسرائيل.
وأدان وزراء الخارجية العرب، في بيان، عقب الاجتماع، الأربعاء، كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من "عدوان وانتهاكات لحقوقه"، مؤكدين على "ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية".
- طوفان الأقصى يعيد الشرق الأوسط لقلب السياسة الأمريكية
- "هجوم" من جبهة لبنان على إسرائيل.. "طوفان" جديد؟
وجاء الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف "العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية".
وطالب وزراء الخارجية العرب بـ"إلغاء قرارات إسرائيل الجائرة ووقف تزويد غزة بالمياه وقطع الكهرباء عن القطاع".
ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى "وقف فوري لإطلاق النار وإلى وقف التصعيد الخطير على قطاع غزة حتى لا ننزلق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم".
وأشار إلى أن هناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع وربما اتساع نطاق المواجهات، وهي احتمالات أتمنى عدم تحققها لأنها يمكن أن تدفع بالمنطقة كلها إلى وضع غير معلوم، مؤكدا أن هذه اللحظة الخطيرة تقتضي –من الجميع- ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنظر إلى العواقب.
وأوضح أن العمليات الانتقامية التي تمارسها وتجهز لها قوات الإسرائيلية لن تجلب الاستقرار ، بل ستدخلنا في المزيد من دوامات العنف والدم، والعقوبات الجماعية التي تمارسها ضد سكان غزة مرفوضة ومدانة في القانون الدولي، نحن نتضامن مع الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فوراً، وإدانتها بأشد العبارات.
وشدد على أنه لا أحد كان يرغب في مثل هذا التصعيد، مضيفا: "أرفض بشكل كامل أي عنفٍ ضد المدنيين وبلا مواربة، فقتل المدنيين وترويع الآمنين غير مقبول كوسيلة لتحقيق غاية سياسية سامية مثل الاستقلال"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى وقف هذا التصعيد الخطير، حتى لا ننزلق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم.
واختتم حديثه، قائلا إن "هناك طريقا يوفر حياة كل المدنيين.. إنه المسار الوحيد العقلاني الذي يصون الحياة والأمن والمستقبل لأبناء الشعبين: إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية"، داعيا أن يعلو صوت الحكمة على نداءات الانتقام وتتوقف دوامة العنف فوراً لأنها لن تُفضي سوى للمزيد من المآسي والآلام.
ومن جانبه، ناصر بوريطة، دعا وزير الشؤون الخارجية المغربي، رئيس الدورة الحالية الـ160 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، إلى بذل كل الجهود من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، مشدداً على أن المساس بالوضع القانوني لمدينة القدس، والمساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يقوض فرص السلام ويؤدي لتأجيج الصراع وتحويله من صراع سياسي إلى صراع ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع.
وقال بوريطة في كلمته إن ما يحدث الآن لا يمكن فصله عن الأسباب الجذرية التي شكلت عاملاً رئيسياً في انفجار الوضع بما في ذلك انسداد الأفق السياسي واستمرار الانتهاكات الممنهجة في القدس والأقصى، مشيرا إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس حذر من خطورة هذا الوضع خاصة الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المتطرفون للمسجد الأقصى المبارك والتي تغذي العنف وتقوض جهود التهدئة وتنسف جهود حل الدولتين.
وأعرب عن تقدير بلاده لجهود مصر وحرصها على مواصلة السعي لإنهاء القتال، مؤكداً ضرورة إحياء عملية السلام، ووضع جدول زمني للدخول في مفاوضات جادة للاتفاق على صيغة جادة لحل القضية الفلسطينية وفقاً للمرجعية العربية والدولية، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
4 أهداف
وطالب بوريطة ببذل الجهود من أحل الوقف الفوري لإطلاق النار على الأرض وخفض التصعيد ووقف العدوان على قطاع غزة وبما يتطلب ذلك من حماية المدنيين ووقف الاستفزازات، وتقييم الاحتياجات الإنسانية لقطاع غزة للعمل على توصيل المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني، كما أكد ضرورة تقوية الموقف التفاوضي للفلسطينين من خلال التعجيل بالمصالحة الوطنية الفلسطينية.
وحث الأطراف الدولية راعية عملية السلام، بما فيها الرباعية الدولية، على البدء في مشاورات حقيقية لإحياء العملية السلمية من أجل بلورة خارطة طريق بأهداف عملية، تشمل جدولا زمنيا للدخول في مفاوضات جادة وهادفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للاتفاق على صيغة نهائية لحل القضية الفلسطينية، وفق المرجعيات الدولية والعربية.
وفي السياق ذاته، أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أن أوضاعاً لا تطاق كهذه، تفرض علينا المبادرة الفورية بتعبئة كل الهيئات الدولية المعنية، بما فيها الهيئات القضائية، من أجل ردع هذه السياسات والتصرفات والممارسات المقيتة، ووضع حدٍّ لها.
وقال عطاف إن الشعب الفلسطيني قد ضاق ذِرْعاً بحالة اللامبالاة الدولية أمام ما يعانيه من اضطهاد وظلم وطغيان، وأن الشعب الفلسطيني قد نفد صبره بعد إضاعة أكثر من خمس وسبعين سنة في انتظار تمكينه من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة وغير القابلة للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف أنه وأمام الأصوات المشككة دولياً وإقليمياً، يجب أن نجيب بصوت واحد وموحد: أن أشقاءنا الفلسطينيين هم أصحابُ حق أكيد، تبنت إحقاقه الأمم المتحدة وكرسته الشرعية الدولية، وأنهم أهلُ قضية مقدسة، لا يضاهي قداستها إلا حجم التضحيات التي لم يبخلوا بها، وأنهم حُماةُ مشروع وطني تاريخي، حان وقت تجسيده كاملاً غير منقوص.
aXA6IDMuMTQ5LjI1My43MyA= جزيرة ام اند امز