"طوفان الأقصى" يعيد الشرق الأوسط لقلب السياسة الأمريكية
مرة أخرى، عاد الشرق الأوسط ليشكل محورا هاما في السياسة الأمريكية فالهجوم الأخير لحماس على إسرائيل سيظل يتردد صداه لأسابيع وأشهر مقبلة مما ينعكس بشكل كبير على الحزبين الجمهورى والديمقراطي على حد سواء.
وأدت عملية طوفان الأقصى لتهدئة التوترات بين إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
- "هجوم" بطائرات شراعية من جبهة لبنان على إسرائيل.. طوفان جديد؟
- سلاح "السياسة الخارجية".. "طوفان الأقصى" يرفع آمال هايلي بمواجهة ترامب
فتحدث بايدن ونتنياهو، الأحد الماضي، وقال بيان البيت الأبيض إنهما اتفقا على البقاء على اتصال منتظم خلال الأيام المقبلة، كما أشار البيان إلى حماس باعتبارها منظمة إرهابية.
والإثنين، أعلن بايدن في بيان أن العلاقات بين البلدين عميقة وأنهما شريكان لا ينفصلان وأن الشعب الأمريكي يقف جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية فى تقرير لها، إنه نتيجة لهذه التهدئة لم يعد بإمكان الجمهوريين اللعب على كارت تأييد إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024.
فحتى وقت قريب لم يكن بايدن ونتنياهو من الأصدقاء المقربين بسبب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي للإصلاح القضائي فضلا عن وجود عدد من العنصريين المتشددين ضمن حكومته.
وبسبب هذه التوترات لم يذهب نتنياهو منذ عودته للسلطة إلى البيت الأبيض وأقصى ما حصل عليه لقاء مع بايدن في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وعلى صعيد الكونغرس، فإن مجلس الشيوخ في عطلة حاليا ويفتقر مجلس النواب إلى رئيس بعد الإطاحة بكيفن مكارثي من المنصب وهو ما يثير الشكوك حول قدرة الكونغرس على تخصيص أموال تكميلية لإسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، لم يتخذ مجلس الشيوخ قراراً بعد بشأن ترشيح جاك ليو سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل.
وكان ليو، وهو يهودي أرثوذكسي وخريج جامعة هارفارد، وزيراً للخزانة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت المنظمة الصهيونية الأمريكية المتحالفة مع اليمين والجمهوريين معارضتها لترشيحه.
كما توجد أيضا مسألة تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية والتي لم تعد على ما يبدو في مقدمة الأولويات حاليا.
كما امتد تأثير هجوم حماس على السياسة الداخلية للحزب الديمقراطي وتحديدا على المنافسة بين المرشحين الديمقراطيين لمقعد مجلس الشيوخ في ولاية كاليفورنيا.
فكان عضو الكونجرس آدم شيف هو الوحيد من بين المرشحين الثلاثة البارزين الذي أعرب عن دعم لا لبس فيه لإسرائيل.
وعلى النقيض من ذلك، أدانت النائبة كاتي بورتر الخسائر في الأرواح من كلا الجانبين.
كما دعت النائبة باربرا لي إلى وقف إطلاق النار وقدمت صلواتها من أجل الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
وشهدت مدينة نيويورك مظاهرة تأييد لفلسطين دعا إليها الاشتراكيون الديمقراطيون وردد خلالها مئات المتظاهرين هتافات مثل "عولمة الانتفاضة" و"حطموا الدولة الاستيطانية".
وانتقدت كاثي هوتشول، حاكمة نيويورك، التجمع ووصفته بأنه "بغيض".