سلاح "السياسة الخارجية".. "طوفان الأقصى" يرفع آمال هايلي بمواجهة ترامب
مع عودة القضايا العالمية لاهتمامات الناخبين الأمريكيين بفضل عملية طوفان الأقصى، تبدو المرشحة الجمهورية نيكي هايلي أبرز المستفيدين.
وباعتبار البحث عن نقطة للتميز هو السبيل الوحيد أمام أى مرشح لإثبات وجوده والاستمرار في منافسة انتخابية محتدمة مثل السباق نحو البيت الأبيض، فإن هايلي خلال سعيها الدءوب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية وجدت ضالتها في ملف السياسة الخارجية، الذي تعتبره ميزتها التنافسية.
- 7 معابر تحيط بغزة.. الحرب تقطع شرايين الحياة في القطاع
- بمطلب عاجل.. بابا الفاتيكان يعقّب على حرب غزة
وفي تقرير لها، قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إنه رغم ظهورها النشط في مناظرات الحزب الجمهوري، لاتزال هايلي متأخرة بفارق كبير عن الرئيس السابق دونالد ترامب الذي يتصدر استطلاعات الرأي داخل الحزب.
ومع ذلك تسعى هايلي لوضع نفسها كمنافس رئيسي لترامب من خلال التركيز على التناقضات في رؤيتهما لمسؤولية الولايات المتحدة فى الشؤون الخارجية.
ودائما ما تمتلئ خطابات هايلي بالحكايات حول عملها كسفيرة للأمم المتحدة لمدة عامين ودفاعها الشرس عن إسرائيل خلال هذه الفترة.
ففي عام 2018، دافعت عن استخدام إسرائيل للقوة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في غزة، وانسحبت من جلسة مجلس الأمن عندما بدأ المبعوث الفلسطيني خطابه.
والآن تربط هايلي الحرب بين إسرائيل وحماس بأولوياتها المحلية المحافظة، بحجة أن إسرائيل والولايات المتحدة يمكن أن تصبحا عرضة للخطر بسبب ما تسميه "الإلهاءات".
وفي مقابلة هذا الأسبوع قالت هايلي إذا نظرت إلى مدى انقسام أمريكا، وإذا نظرت إلى مدى تشتيت انتباه أمريكا، فعندما يحدث ذلك، ينتبه أعداؤنا، لأنه يظهر الضعف".
وأضافت: "لقد كان لديهم انحرافات في إسرائيل، وأنت ترى هذا يحدث هنا.. لا ينبغي لنا أن نعتقد أننا محصنون لدرجة أننا نستطيع الاستمرار في هذا الانقسام والتشتت دون أن ندفع الثمن".
وبعد ضغوط لتوضيح ما تقصده، قالت هايلي إنها لن تنتقد إسرائيل، لكنها أشارت إلى عدد من القضايا الأمريكية مثل الإطاحة برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، وارتفاع الدين الوطني، وارتفاع أعداد المعابر غير القانونية ومصادرة مخدر الفنتانيل على الحدود مع المكسيك.
وترى هايلي وغيرها من الجمهوريين أن المتطرفين يمكن أن يعبروا الحدود الجنوبية لشن هجوم مماثل لطوفان الأقصى في الولايات المتحدة.
وبينما لا يوجد أي دليل علني على تسلل عناصر من حماس لداخل الولايات المتحدة عبر المكسيك، حذر تقييم لوزارة الأمن الداخلي هذا العام من استمرار محاولة أشخاص لديهم "صلات إرهابية محتملة" دخول البلاد.
واصطف الجمهوريون خلف إسرائيل منذ بداية هجوم حماس وألقوا باللوم على الرئيس الديمقراطي جو بايدن خاصة فيما يتعلق بصفقة إعادة الرهائن الأمريكيين التي تضمنت تحويل 6 مليارات دولار من الأموال المحتجزة إلى إيران التي تواجه اتهامات بتمويل هجوم حماس.
ومن قبل طوفان الأقصى، تركز هايلي على القضايا الخارجية مثل الدعم الأمريكي لأوكرانيا ضد العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا وكيفية تعامل واشنطن مع الصين.
ففي يونيو/حزيران الماضي، انتقدت هايلي ترامب بسبب صداقته المفرطة مع الصين خلال فترة وجوده في منصبه، وحذرت أيضًا من أن الدعم الضعيف لأوكرانيا لن يؤدي إلا إلى "تشجيع" الصين على "غزو تايوان".
وتماشيا مع الطريقة التي يتعامل بها مع منافسيه، أطلق ترامب على هايلي لقب "عقل الطير".
وطالما حاولت هايلي وغيرها من المرشحين الجمهوريين دون جدوى إزاحة ترامب المتصدر للسباق داخل الحزب، كما استهدفت هايلى وحملتها حاكم فلوريدا رون ديسانتس للقضاء على محاولاته الظهور كمنافس رئيسي لترامب.
وواجهت هايلي ديسانتيس بسبب خلافاته مع ديزني، ورحبت بشركة الترفيه الرائدة في ولاية كارولينا الجنوبية، والتي قادتها كحاكمة لمدة 6 سنوات.
واعتبرت أن ديسانتس يظهر "ضعفا" بعدما وصف الحرب الروسية الأوكرانية بأنها "نزاع إقليمي".
وحول جمع التبرعات، قال بيل سترونج، وهو مصرفي دولي متقاعد يقوم بجمع الأموال لصالح هايلي، إن المانحين المحتملين كانوا يناقشون تجربتها الدولية.
وأضاف: "هذا يؤكد، على أهمية أن يعرف رئيس الولايات المتحدة ما يحدث على المسرح العالمي.. أن يعرف المنطقة واللاعبين". وأشار إلى أن "نيكي تعرفهم جميعا" معتبرا أن لا أحد غيرها يعرفهم بما في ذلك ترامب.
كما تحول حاكم إلينوي السابق بروس رونر من التبرع لحملة ديسانتس إلى التبرع لحملة هايلي داعيا الآخرين لأن يفعلوا مثله.
واعتبر رونر، وهو رجل أعمال ثري يعيش الآن في فلوريدا، أن هايلي "إيجابية بمعنى أنها لا تنتقد الآخرين باستمرار أو تقلل من شأن الأشخاص الذين يختلفون معها" ووصفها بأنها "ذكية ..صعبة.. محافظة.. وفاعلة".
ويبدو أن مؤهلات هايلي هي السبب الجذري لانجذاب بعض الناخبين إليها كما حدث في ولاية أيوا، في حين تأمل هايلي في الحصول على دفعة من الناخبين في ولايتها، ساوث كارولينا .
aXA6IDEzLjU4LjI4LjE5NiA= جزيرة ام اند امز