نيكي هايلي الوجه الصاعد إلى البيت الأبيض.. أين تصل "ملكة الجمال"؟
بابتسامتها العريضة، وشخصيتها النشطة، تخطو المرشحة الجمهورية لرئاسة الولايات المتحدة بخطى حثيثة إلى احتلال مكانتها في السياسة الأمريكية.
وفي منتصف شهر فبراير/ شباط الجاري، اقتحمت السياسية هندية الجذور وممثلة الولايات المتحدة السابقة بالأمم المتحدة، الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري على رئيسها السابق السابق دونالد ترامب، لتسعى إلى كسب بطاقة خوض هذا السباق لعام 2024.
تبدو هايلي (51 عاما) مستمتعة بما تقوم به، منذ انطلاق حملتها للانتخابات التمهيدية، فأصبحت وجها مألوفا هذه الأيام في برامج "التوك شو" في الولايات المتحدة، وتزداد حظوظها في صفوف الناخبين الأمريكيّين، خصوصا في الفئات الشبابية، إذ ترفع شعار "جيل جديد"، في ظل ارتفاع سنّ خصمها المحتمل الرئيس الحالي جو بايدن (80 عاما)، ومنافسها في الحزب الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب (77 عاما).
خطاب هايلي الحاد ضد "الشيخوخة"
ورغم حدة خطاب هايلي في هذا الاتجاه والجدل الذي أثارته بدعوتها هذا الأسبوع إلى إجراء اختبارات للكفاءة العقلية للسياسيين الذين تزيد أعمارهم على 75 عامًا، إلا أن نجمها يصعَد شيئا فشيئا، بحكم اختيارها الوقت المناسب لإعلان خوضها التنافس داخل حزبها، مع تراجع شعبية ترامب، إثر النتائج المخيبة للحزب في انتخابات التجديد النصفي، التي لم يحصل فيها ما كان مؤملا فعلا.
وتذكر جسارة نيكي هايلي بطموح الديمقراطية هيلاري كلينتون، التي نافست على الرئاسة دون أن تحقق مبتغاها عام 2016، إثر الهزيمة أمام ترامب، والآن تجرب المهاجرة الهندية حظها، علها تكون الحصان الأسود للجمهوريين في انتخابات الرئاسة لعام 2024، إن هي عبرت الانتخابات التمهيدية لحزبها.
وتبدو منافسة هايلي جدية ومحرجة داخل الحزب الجمهوري، إذ سارعت حملة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى انتقاد منافسته الجديدة، بفتح حسابات قديمة، مشيرة إلى أنها أشادت بهيلاري كلينتون في مقابلة عام 2012، وأنها تعهدت عام 2021 بعدم الترشح للبيت الأبيض إذا كان الرئيس السابق خوض سباق 2024.
إحراج لدونالد ترامب
بيد أن هايلي تراجعت عن التزامها؛ حيث دخلت السباق بقوة أمام من أسمتهم بـ"أسماء الماضي الباهتة" في إشارة لا تخطئ كلا الرئيسين: بايدن وترامب، ويبدو أنها قد تذهب إلى النهاية في مسعاها، إذا أقنع خطابها قواعد الحزب الجمهوري، أما دخول البيت الأبيض كأول رئيسة للولايات المتحدة، فهو يتوقف على ما ستكشفه أوراق الديمقراطيين، حيث ما زال الرئيس الحالي يُحجم عن الإعلان رسميا عن ترشحه.
بدأ نجم هايلي في الصعود داخل الحزب الجمهوري منذ في عام 2010 بعد انتخابها حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية، متجاوزة العديد من نظرائها الجمهوريين الآخرين في الانتخابات التمهيدية التي لم يكن من المتوقع أن تفوز بها وقتها.
وهكذا صنعت المرأة الطموحة اسمًا لنفسها على المستوى الحزبي، لتتولى ثم في أوائل عام 2016 رد الجمهوريين على خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس الجمهوري آنذاك باراك أوباما، وبعدما فاز ترامب بالرئاسة عينها ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة، وكانت هناك لمدة سنتين، ما منحها خبرة إضافية في السياسة الخارجية، من المؤكد أنها ستستفيد منها أثناء ترشحها.
وبالرغم من أن هايلي ليست معروفة بشكل خاص بين الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية مقارنةً بترامب واثنين من المنافسين المحتملين الآخرين؛ أي حاكم فلوريدا رون ديسانتيس ونائب الرئيس السابق مايك بنس، إلا أنها الآن تحتل في الاستطلاعات الثالثة متوفقة على بنس، وقد تتغير هذه المعطيات في أي وقت.
نيكي هايلي ملكة جمال "غير متوجة"
عدا عن التركيز على انتقاد المرشحين المتقدمين في السنّ، يرتكز خطاب هايلي أيضا على التمييز على أساس اللون، كونها من أصول مهاجرة، حيث تكرر أنها نشأت ابنة مهاجرين هنود في بلدة بجنوب كارولينا مقسمة حسب العرق وتحدثت سابقًا عن تجارب عائلتها الخاصة مع العنصرية,
وتحكي المرشحة الجمهورية بحرقة كيف تم استبعادها من مسابقة ملكة جمال عندما كانت طفلة؛ لأن الحكام قاموا تقليديًا بتسمية فائزة سوداء وواحدة بيضاء فضاع التتويج والحلم على الفتاة التي كانت بنية اللون في عالم أبيض وأسود.
وفي نشاط انتخابي عام 2020 تحدثت عن هذه التجربة قائلة: "لكن والديّ لم يستسلما أبدًا للشكوى والكراهية".
وإذا حصلت نيكي هايلي على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، فإن ذلك سيكون سابقة، حيث إن إحصائيات الحزب ليست في صالح حالتها، فما زالت ما يسمى "النساء الملونات" أقل تمثيلا؛ فمن بين 19 امرأة عملن في منصب الحاكم على مستوى الولايات المتحدة، كانت اثنتان فقط من النساء الملونات الجمهوريات، وكانت تسعون في المئة من ذوات البشرة الملونة المنتخبات لمجلس النواب عام 2022 من الديمقراطيات.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA=
جزيرة ام اند امز