ضربات «ما قبل الهدنة».. إسرائيل تكثف قصفها على غزة
قصف إسرائيلي متواصل ومكثف على غزة رغم الآمال المتجددة والمؤشرات المتلاحقة بالتوصل إلى اتفاق وشيك ينهي أشهرًا من الحرب ويضع حدًا لأزمة الرهائن.
واستمرّ القصف الشديد على غزة، الإثنين، وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، مخلّفا عشرات القتلى الفلسطينيين.
- ترجيحات بإعلانها الثلاثاء.. محطات إسرائيلية على طريق هدنة غزة قبل التطبيق
- بايدن: وقف النار في غزة على وشك أن يصبح واقعا
وشنّت القوات الإسرائيلية قصفا مدفعيا على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وسلسلة من الغارات الجوية على مناطق متفرقة في غزة، آخرها على مخيم النصيرات وسط القطاع ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصا، بحسب الدفاع المدني في القطاع.
وكشف الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، في بيان، أن "طواقمه انتشلت 11 قتيلاً نتيجة قصف إسرائيلي على منزل يعود لعائلة جرادة وأبوخاطر في حي الشجاعية، شرق مدينة غزة".
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة الأنباء الفرنسية، وقوع "أكثر من 20 غارة جوية شنتها طائرات الجيش الإسرائيلي استهدفت مدارس ومنازل وتجمعات للمواطنين".
وأكد سقوط سبعة قتلى "في قصف إسرائيلي على مجموعة من المواطنين في حي الدرج"، فضلاً عن 5 آخرين "في غارة جوية للاحتلال على مدرسة صلاح الدين الأيوبي في نفس المنطقة شرق مدينة غزة".
فيما قتل باقي الضحايا في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على مدينة غزة، بحسب الدفاع المدني.
وشدد المتحدث باسمه على أنه "لا يوجد متسع في المستشفى لاستقبال الجرحى"، مشيرا إلى أنه "يوم صعب على مدينة غزة، عمليات القصف والقتل لم تتوقف منذ فجر اليوم".
اعتراض صاروخ من اليمن
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض، الإثنين، مقذوفا مصدره اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية.
وجاء في بيان للجيش "اعترض سلاح الجو الإسرائيلي مقذوفا أطلق من اليمن قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية".
وأعلن الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخ، موضحين أنهم استهدفوا "هدفا حيويا إسرائيليا في منطقة يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2"، في إشارة إلى تل أبيب.
وأكد الحوثيون في بيانهم أيضا أن "سلاح الجو المسير نفذ عملية بـ4 طائرات مسيرة ضد أهداف للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة".
وفي وقت سابق، الإثنين، أعلن الجيش اعتراض مسيّرة في جنوب إسرائيل أُطلقت من اليمن.
منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بين حماس وإسرائيل، يطلق الحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، صواريخ ومسيّرات باتجاه إسرائيل.
ويؤكد الحوثيون أن هجماتهم تأتي إسنادا لسكان قطاع غزة. وهم يستهدفون أيضا سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.
وردا على ذلك، قصفت إسرائيل أهدافا للحوثيين داخل اليمن، بعضها في صنعاء.
اتفاق وشيك
وأكد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى أنه "على وشك أن يبصر النور".
وتكثّف قطر ومصر والولايات المتحدة التي تؤدّي دور الوساطة في المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل الجهود للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة.
والإثنين أيضا، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عن احتمال التوصل إلى اتفاق هدنة في غزة "خلال الأسبوع الحالي".
وقال سوليفان للصحفيين "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق وقد يحصل ذلك هذا الأسبوع.. أنا لا أقطع وعدا أو أتنبّأ، لكن الاحتمال قائم، وسنعمل على ترجمته واقعا".
وأفاد كلّ من وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ومسؤول فلسطيني مقرّب من حماس عن تقدم ملحوظ في المفاوضات.
وقال ساعر إن بلاده تبذل جهودا "مكثفة" من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح العشرات من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الدنماركي لارس لوكه راسموسن "تحقق تقدم في المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن، إسرائيل ترغب في إطلاق سراح الرهائن وتبذل جهودا مكثفة لإبرام اتفاق".
ورجّح المسؤول الفلسطيني المقرّب من حماس، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "يتمّ إعلان الاتفاق على الأغلب قبل الجمعة"، مؤكدا أن "جولة المفاوضات الحالية هي الأكثر جدية وعمقا" ومشيرا إلى "تقدم كبير".
«جهنم على غزة»
في المقابل، حذّر وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الإثنين من أنه لن يؤيد أي اتفاق يوقف الحرب في قطاع غزة، مؤكدا أن إسرائيل يجب أن "تفتح أبواب جهنم" على القطاع المحاصر.
وقال سموتريتش في منشور على منصة إكس "الاتفاق المقترح كارثة للأمن القومي الإسرائيلي، لن نكون جزءا من اتفاق استسلام يشمل إطلاق سراح إرهابيين خطرين ووقف الحرب وإهدار الإنجازات التي تم التوصل إليها بصعوبة ودُفع ثمنها بالدم والتخلي عن العديد من الرهائن الذين ما زالوا في الأسر".
وأضاف الوزير المتطرف "يجب أن نسيطر بشكل قاطع على المساعدات الإنسانية.. وأن نفتح أبواب جهنم على غزة حتى استسلام حماس دون شروط وإعادة جميع الرهائن بأمان".
وسموتريتش عضو رئيسي في ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحاكم ولطالما عارض وقف الحرب في غزة.
وأتت تصريحاته في وقت تتزايد فيه الدعوات من الإسرائيليين خصوصا عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، لإبرام اتفاق يعيد الرهائن.
لكن تصريحات سموتريتش تظهر مدى الانقسام داخل ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حول الاتفاق في هذه المرحلة.
ومع ذلك حتى دون دعم سموتريتش يمكن لنتنياهو الحصول على ما يكفي من الأصوات لضمان موافقة مجلس الوزراء على الاتفاق إن تم.
وتمحورت المحادثات بين الوسطاء وإسرائيل وحماس على الإفراج عن رهائن خُطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا لمصادر إسرائيلية عدة.
والعام الماضي، فشلت عدة جولات من المفاوضات في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ 16 شهرا.
ومن بين القضايا التي أعاقت التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، شروط وقف إطلاق النار التي سيتم بموجبها تبادل الأسرى وحجم المساعدات الإنسانية لغزة وعودة سكان غزة النازحين إلى ديارهم وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وإعادة فتح المعابر الحدودية.
وكانت الحرب اندلعت في قطاع غزة بعد الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
واختطف في يوم الهجوم 251 شخصا، لا يزال 94 من هؤلاء في غزة، وأعلن الجيش عن مقتل أو وفاة 34 منهم.
في المقابل، قُتل أكثر من 46,584 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.