إحياء برنامج إيران النووي.. إسرائيل تتجه لاعتماد سياسة «عدم التسامح»

بعد ساعات من ضربة أمريكية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية مثّلت العمود الفقري لبرنامجها الذي أثار فزعًا في إسرائيل، تستعد تل أبيب لليوم التالي للهجوم.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن المؤسسة الدفاعية "تستعد لليوم التالي للحرب في إيران لتطبيق سياسة (عدم التسامح مطلقًا) على غرار تلك المطبقة في لبنان".
وبعد تقويض قدرات حزب الله في لبنان، تسعى إسرائيل من خلال ضربات استباقية إلى منع الحزب من إعادة بناء قدراته، وعلى ما يبدو تستعد تل أبيب لاستنساخ التجربة في إيران.
وأضافت القناة الإسرائيلية أن وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، بدأ بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مناقشات مع القادة العسكريين، وشرع في العمل الأولي بهذا الشأن. والهدف: التصدي لأي محاولة إيرانية لإعادة بناء مشاريعها النووية أو الصاروخية.
لكن التقديرات الإسرائيلية تصطدم بتقديرات إيرانية تقول إن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية أقل بكثير مما تعتقد تل أبيب وواشنطن.
وبإعلان الولايات المتحدة تدمير المشروع النووي الإيراني، تنتقل إسرائيل إلى الهدف الثاني من العملية، وهو الصواريخ والمسيرات.
وفي حين تشير إسرائيل على نحو متزايد إلى تدمير جزء كبير من منظومة الصواريخ ومنصات الإطلاق والطائرات المسيّرة، فإنها تربط مسار الأمور بردود الفعل الإيرانية.
وبدا واضحًا أن إسرائيل تركز الآن على الصواريخ والمسيرات، مع الوصول لأول مرة إلى منطقة يزد في وسط إيران.
ومساء الأحد، قال الجيش الإسرائيلي: "حلّقت مقاتلات سلاح الجو فوق الأراضي الإيرانية وبدأت بمهاجمة مواقع تخزين صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى من طراز (خرمشهر) في منطقة يزد".
وذكر أن قائد سلاح الجو، الميجر جنرال تومر بار، ورئيس شعبة العمليات الجوية، البريغادير غلعاد كينان، أشرفا على الهجوم في الوقت الحقيقي من غرفة القيادة.
وقال بار: "في وضح النهار، باغتنا مقر صواريخ (الإمام حسين) في وسط إيران، وهو أبعد هدف هاجمناه حتى الآن، ودمّرنا صواريخ (خرمشهر) قبل إطلاقها نحو دولة إسرائيل، وضربنا الأنفاق المخصصة لتخزين الصواريخ".
وأضاف: "نواصل تنفيذ موجات من الغارات تطال كافة أنحاء إيران، ونواصل إعاقة قدرتهم على إطلاق رشقات نارية باتجاه إسرائيل، ونُضعف قدرات منظومات النيران لديهم، ونعمل بعزم على حماية الجبهة الداخلية وتقليص إطلاق النار عليها".
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن "نحو 30 طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو شنّت، باستخدام أكثر من 60 نوعًا من الذخيرة، غارات على عشرات الأهداف العسكرية في جميع أنحاء إيران، وذلك بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية".
وأضاف: "في إطار موجة الغارات، قصفت طائرات مقاتلة لأول مرة مقر الصواريخ الاستراتيجية (الإمام حسين) في منطقة يزد، حيث كانت تُخزّن صواريخ طويلة المدى من طراز (خرمشهر)، والتي أُطلق منها نحو 60 صاروخًا باتجاه دولة إسرائيل".
وتابع: "تزامنًا مع ذلك، تمّت مهاجمة منصات إطلاق صواريخ، ومواقع عسكرية لإنتاج بطاريات دفاع جوي، ومقر الطائرات المسيّرة (الفوج الثالث)، ومستودع للطائرات المسيّرة بالقرب من المقر، في مناطق أصفهان وبوشهر والأهواز".
وبدأت تظهر في إسرائيل أصوات تطالب بوقف العملية العسكرية في إيران، بعد إعلان الولايات المتحدة القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز