الوادية لـ"العين": لوبي دولي فلسطيني في أمريكا لمواجهة إسرائيل
مسؤول فلسطيني بارز يكشف لـ"العين" عن جهود متواصلة لتشكيل لوبي فلسطيني دولي وأمريكي لمواجهة اللوبي الإسرائيلي.
كشف الدكتور ياسر الوادية، عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير، ورئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة، عن مواصلة الجهود لتشكيل لوبي فلسطيني دولي وأمريكي لمواجهة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار في حوار خاص لبوابة "العين" الإخبارية أنه أجرى سلسلة لقاءات في إطار جولته الحالية في أمريكا لهذا الغرض، داعيًا لتضافر الجهود من أجل دحض الدعاية المضادة المدعومة إسرائيليًّا.
وتطرق الوادية الذي يعد من أبرز القيادات الفلسطينية المستقلة، ويمتلك علاقات واسعة مع شخصيات حكومية عربية ودولية، لجملة من القضايا التي تخص الشأن الداخلي الفلسطيني، من بينها الانتخابات المحلية، وملف المصالحة إلى جانب التهديدات الإسرائيلية لشن عدوان جديد على غزة.
وفيما يلي نص الحوار..
ماذا عن زيارتك الحالية للولايات المتحدة الأمريكية، وأهدافها؟
هذه الزيارة تندرج في إطار المساعي لتشكيل لوبي دولي وأمريكي يساعد الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وتأثيره، في ظل الانقسام الذي أشغل الجميع عن مواجهة إسرائيل، وهو ما يتطلب توحيد جهود جميع المؤسسات الدولية والمنظمات والجاليات لرفع المعاناة عن الفلسطينيين.
نحن دائمًا نعتبر أنفسنا في حالة حراك عربي ودولي دائم لتحقيق المصالحة وإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال تواجد ممثلين لتجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى تحفيز المؤسسات الدولية والحكومة الأمريكية لتقديم كل ما يلزم لدعم القطاعات المدنية والتجارية والزراعية والصناعية والتعليمية والصحية في الوطن، والوقوف أمام ما يسوقه الإسرائيليين من أن الأموال لا تذهب في طريقها الصحيح، وضرورة استمرار الحصار على قطاع غزة، وهو ما نرفضه؛ لأن قطاع غزة يدفع ثمنًا كبيرًا من قوت يومه بسبب الإجراءات الإسرائيلية، ووقوع أكثر من نصف سكان القطاع تحت خط الفقر وانتشار البطالة ونقص الغذاء والدواء.
كيف سيواجه هذا اللوبي نظيره الإسرائيلي في الولايات المتحدة؟
تكمن أهمية هذا اللوبي باتجاه فضح الممارسات الإسرائيلية ومواجهة اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة، وقمنا عمليًّا بعقد لقاءات مكثفة ومتعددة مع ممثلين الأحزاب والمؤسسات والشعب الأمريكي والسفارات والمرشحين للرئاسة الأمريكية لضرورة وضع حل للاحتلال الإسرائيلي من خلال تطبيق القرارات الدولية وحماية الفلسطينيين، والضغط لكسر الحصار البحري والجوي والبري عن قطاع غزة، من خلال تقديم ما يلزم لإنجاح تلك الأهداف، ولمسنا تجاوبًا كبيرًا من الجميع، ولا زلنا في انتظار المزيد للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، وهو ما يعد مواجهة مباشرة مع ما يقوم به اللوبي الإسرائيلي هناك.
ما تقيمك لكلمة الرئيس عباس أمام الأمم المتحدة؟
باختصار شديد، لقد عبرت كلمة الرئيس عن استكمال الطرق الدبلوماسية والدولية لنيل حقوق الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، كما جاءت تواصلاً للاختراق الدبلوماسي الذي يجريه من خلال جولاته في قارات العالم لكسب التأييد الدولي، ومواجهة ممارسات إسرائيل في كل المحافل.
يضاف إلى ذلك أن الزخم العربي والدولي الذي يرافق الرئيس محمود عباس يعبر عن رؤيته وسياسته، خصوصًا الدور المصري والأردني، في ظل وجود التحالف العربي الموحد نحو حماية التوجه الفلسطيني، دون إغفال أيضًا الدور الدولي متمثلًا في الدور الفرنسي الذي ركز عليه الرئيس الفلسطيني واستعداده للمشاركة فورًا في مؤتمر السلام، وهو ما يضع إسرائيل تحت الضغط.
أين وصلت جهودكم لإنهاء الانقسام الفلسطيني؟
مع دخولنا السنة العاشرة للانقسام لا زلنا نواصل وسنواصل مسيرتنا لإنهاء هذا الانقسام الذي تغلغل في كل المؤسسات الفلسطينية، وأصبح واقعًا يعتاش عليه من يديره، لكننا نحاول دائمًا الإبقاء على حيوية ووجود كلمة المصالحة، والتي كان من الممكن أن تختفي وتذهب في غياهب الانقسام.
اجتماعاتنا مع الفصائل واللجان الشعبية متواصلة للتأثير على قرار المصالحة، ومحاولة دق جدار الخزان، ونعلم أن مسيرتنا ممتدة وطويلة لكن المصالحة يبقى قرارًا شعبيًّا سينعكس سياسيًّا، ولأجل ذلك نقوم دائمًا بالفعاليات والمسيرات الداعية لذلك رغم كل الاحباطات ونتائج الانقسام التي كما قلت تؤثر في القرار الوطني، لكننا نعلم أن المصالحة قادمة والحفاظ عليها يبقى أصعب، وعلينا جميعًا أن نتجاوز جراحنا، ونمضي باتجاه حلم تحقيق الدولة وعاصمتها القدس بقرار واحد وقيادة واحدة يجمعها الإخلاص والعمل الوطني.
كيف تنظرون لقرار المحكمة الفلسطينية بإرجاء الانتخابات المحلية؟
نحن نحترم القضاء الفلسطيني ونؤكد دائمًا على ضرورة تحييده وحمايته من التدخلات وإفرازات الانقسام، وقرار إقامة الانتخابات كان جريئًّا وصعبًا في نفس الوقت من الدكتور رامي الحمدلله رئيس مجلس الوزراء، ولعله كان اختراقًا في الشارع الفلسطيني الذي يحتاج فعلًا لتحقيق وممارسة الانتخابات، لكن التأثير الفصائلي والحزبي أثر على سير العملية الانتخابية بسبب استمرار الانقسام، لكننا نؤكد أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية والبلدية وانتخابات المجلس الوطني تحتاج إقامتها لخارطة طريق تخرج المواطن من أزماته.
هل ترى من تهديدات جدية إسرائيلية لشن عدوان جديد على غزة؟
لا تزال إسرائيل تعاني من تداعيات عدوان 2008 و2012 و2014 حتى الآن ومنازل الفلسطينيين مدمرة والمعابر مغلقة، وهو ما يمثل لها ضغطًا كبيًرا، مع انتشار فعاليات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في العالم والقضايا التي تلاحق صناع القرار الإسرائيلي بسبب الاستخدام الشديد والمفرط للآلة العسكرية في قطاع غزة، لذلك استمرار الحصار واستمرار العدوان يكلف إسرائيل الكثير عالميًّا ودوليًّا، وأثر عليها وعلى اقتصادها وحتى داخل المجتمع الإسرائيلي الذي بات يضيق ذرعًا من استمرار العمليات المسلحة.