مستشار عباس لـ"العين": حماس تنفذ أجندات خارجية تعطل المصالحة
أكد أن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعب الفلسطيني
مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون الشباب، يتحدث في حوار مع بوابة "العين"عن جملة من القضايا التي تشغل الشارع الفلسطيني.
انتقد الدكتور مأمون سويدان، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الشباب، السياسات التي تنتهجها حركة حماس في تعاملها ملف المصالحة الفلسطينية، مؤكدًا أنها تعتمد مبدأ المراوغة والمماطلة والتسويف والعناد للتهرب من ذلك.
وقال سويدان، في حوار مع بوابة "العين" الإخبارية، إن حماس مرتهنة لأجندات خارجية تعطل المصالحة الفلسطينية، كما أنها غير قادرة حتى الآن على خلع عباءة الإخوان المسلمين، كما حصل في تونس.
وتطرق سويدان، وهو قيادي بارز في حركة فتح بغزة، إلى جملة من المواضيع الأخرى كالجهود المصرية للتسوية والمصالحة، والأوضاع في غزة، وعملية تل أبيب الأخيرة، والحكومة الإسرائيلية بعد ضم ليبرمان لها، بالإضافة لجملة من الأمور الأخرى.
وفيما يلي نص الحوار..
- أين وصلت المصالحة بين حركتي فتح وحماس؟
حدث تقدم كبير في جميع الملفات المطروحة بين الطرفين باستثناء قضية الموظفين، حيث تكمن في إصرار حركة حماس على استيعاب الآلاف من موظفيها ضمن مؤسسات السلطة، وتصر بعناد على حل هذه المشكلة دفعة واحدة، وهو ما انعكس سلبًا على مجمل قضية المصالحة وعطلت إتمامها التي كان من المرجح إتمامها منذ أشهر، لكن تصميم حماس على إيجاد حل سريع وشامل لملف الموظفين رافضة مبدأ تجزئة هذا الملف أسهم في إضاعة الوقت وإضاعة فرصة تحقيق مصالحة جدية.
- بموازاة ذلك، ما شروط الطرفين لإتمام المصالحة؟
لا توجد أي شروط لحركة فتح، بل على العكس إن الرئيس محمود عباس، يطالب ليلًا ونهارًا بمصالحة وطنية حقيقية تنهي سنوات الانقسام، وهو يستجيب لكل مبادرة ويتعاطى معها بإيجابية، أما حركة حماس، فإن المراوغة والمماطلة والتسويف والعناد وإضاعة الوقت هما سيد الموقف لديها، وهو لسان حالها، حيث تتحدث بلسانين بينما أفعالها على الأرض متناقضة تمامًا مع ما يصدر من تصريحات عن بعض قياداتها.
- لكن لماذا ترفض حركة حماس المضي نحو تحقيق المصالحة؟
بخلاف قضية الموظفين، يبدو لي أن حركة حماس غير قادرة حتى هذه اللحظة على خلع عباءة الإخوان المسلمين، كما حصل في تونس مع حزب النهضة والشجاعة الكبيرة التي أبداها زعيم الحزب الغنوشي حين اتخذ موقفًا صارمًا وحازمًا جعل فيه تونس فوق كل شيء، وللأسف لا تزال حماس مرتهنة لأجندات خارجية على حساب المصلحة الوطنية العليا لشعبنا.
إذن، ماذا تتوقع مستقبلًا للمصالحة؟
قناعتي بأن المصالحة ضرورة فلسطينية ووطنية دونها لن يكون هناك مستقبل لأي تنظيم فلسطيني وخاصة فتح وحماس، ولعل الأزمات المتفاقمة والمتراكمة التي يعيشها أكبر فصيلين (فتح وحماس) يجعلني واثقًا بأن مسألة تحقيق المصالحة هي مسألة وقت لا أكثر.
- طالبتَ حماس بتسليم معبر رفح للسلطة الفلسطينية.. لماذا ترفض ذلك؟
ليس وحدي من طالب حركة حماس بتسليم معبر رفح للسلطة، بل الجميع طالب بذلك، لكن أنانية حماس يجعلها تدير ظهرها لكل مطلب وطني يتعلق بحل أزمة المعبر، ولا تريد التراجع خطوة واحدة للوراء، بل على العكس يخرج علينا القيادي في حماس محمود الزهار ليقول إنهم مستعدون لأن يعمل المعبر تحت رقابة إسرائيلية، شرط ألا يكون للرئيس عباس أي دور، وهو الأمر الذي يدلل على أن ذلك مجرد مكابرة وعناد واستخفاف واستهتار بمصالح شعبنا، ومناكفة الرئيس عباس.
- ما أسباب عمليات الاعتقال الكثيرة التي تعرضت لها على أيدي حركة حماس؟
الآلاف تعرضوا للاعتقال لدى أجهزة حماس، لأنها حماس تمتلك قدرًا كبيرًا من الانتهازية السياسية؛ الأمر الذي يجعلها ترى في كل خصومها ومنتقديها أعداء، لذلك أرى أنها تمارس سياسة الاعتقال السياسي والابتزاز بحق كل من يختلف معها وينتقد سياساتها وممارساتها، كما أن المشكلة تتعلق بالنزعة الأحادية التي تحكم فكر وسلوك حماس وتجعلها غير قادرة على التعاطي مع غيرها بمنطق وطني إيجابي.
- ماذا عن الأنباء التي تحدثت عن مفاوضات سرية ين حماس وإسرائيل؟
هذه ليست أنباء، لكنها حقائق لم ينكرها قادة حماس الذي صرحوا بها أكثر من مرة، وأعتقد أن ما تفعله حماس يضر بالقضية الفلسطينية ويجعل العدو الإسرائيلي قادرًا على اللعب على التناقضات وتشجيعه على التمادي في حصار شعبنا، والتنكر لحقوقه تحت حجج ومبررات كثيرة، حركة حماس مطالبة بوقف جميع أشكال العلاقات مع العدو الإسرائيلي سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ومطالبة بالانضواء في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بمنطق التعددية السياسية التي تضمن موقف فلسطيني واحد.
- كيف تنظر السلطة الفلسطينية لعملية تل أبيب الأخيرة؟
المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها حق مشروع لشعبنا كفلته الشرائع والمواثيق والقوانين الدولية، ومن حق الشعب أن يدافع عن نفسه بجميع الطرق والأساليب وفي الوقت والزمان الذي يراه مناسبًا لخدمة قضيتنا، كما أن المقاومة هي رد فعل طبيعي على ممارسات حكومة الاحتلال الإرهابية العنصرية، والسلطة الفلسطينية لها موقف واضح وصريح لم يتغير بخصوص حماية المدنيين وعدم التعرض لهم والالتزام بجميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الشأن.
- ما رأيك في الجهود المصرية الأخيرة الخاصة بالتسوية وإنهاء الانقسام؟
القيادة الفلسطينية ترى في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زعيمًا عربيًّا قوميًّا مؤهلًا للعب دور قيادي على مستوى الأمة العربية بما يمكنها من النهوض ومواجهة جميع التحديات والمخاطر التي تتعرض لها الأمة العربية، وأتوقع قريبًا أن تبادر القيادة المصرية في استكمال جهودها في رعاية الحوار الوطني الفلسطيني وصولًا إلى تحقيق مصالحة جدية.
- كيف ترى انضمام أفيجدور ليبرمان للحكومة الإسرائيلية؟
جميع حكومات إسرائيل المتعاقبة يحكمها قاسم مشترك واحد؛ وهو التنكر لحقوق شعبنا الفلسطيني، وأرى أنه بعد انضمام ليبرمان، ستزداد نزعة التطرف والإرهاب في الحكومة الإسرائيلية تعاظمًا، خصوصًا أن ليبرمان معروف بمواقفه العدائية لعملية السلام وللفلسطينيين وللعرب عامة.
- هل سيتم تطبيق قرارات سابقة بقطع العلاقات مع إسرائيل؟
بخصوص قرارات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي بقطع أي شكل من أشكال العلاقة مع إسرائيل، أعتقد أن الأمر مرهون بمناشدات ووساطات دولية تطالب القيادة الفلسطينية بالتمهل وإعطاء فرصة للجهود الدولية الحالية المبذولة لاستئناف عملية السلام.
- ما رأيك في تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في قطاع غزة؟
الأوضاع في غزة تعد الأسوأ في العالم، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي فرض عقب سيطرة حماس على الحكم بغزة بالقوة العسكرية، والتقارير الدولية تشير إلى أن غزة ستصبح منطقة غير صالح للحياة، ناهيك عن نسب البطالة العالية التي تجاوزت الـ60%، دون إغفال أن نسبة السرطان هي الأعلى في العالم في قطاع غزة نتيجة الحروب الثلاث المدمرة التي شنتها إسرائيل على غزة، إلى جانب أزمات الكهرباء والماء، وهو ما يجعل غزة منطقة منكوبة إنسانيًّا.
- ماذا عن قيام حماس بتنفيذ أحكام الإعدام بحق مدانين في غزة؟
القانون الأساسي الفلسطيني الذي هو بمثابة دستور مؤقت للدولة يمنح الرئيس وحدة صلاحية التوقيع على أحكام الإعدام، وما قامت به حماس مخالف للقانون بحكم أن الرئيس عباس لم يوقع على أحكام الإعدام.
- ما سبب ازدياد جرائم القتل وتنامي ظاهرة الانتحار في غزة؟
أعتقد أن السبب في ذلك يعود لبؤس الحياة وشقائها وانسداد الأفق وفقدان الأمل خلق حالة من اليأس خاصة في أوساط الشباب، إلى جانب استمرار الانقسام وشعور الشعب بالضياع أنتج واقعًا مأساويًّا ألقى بظلاله القاتمة على مجمل الحياة الفلسطينية، هناك تدهور حقيقي في منظومة القيم تهدد النسيج الاجتماعي.
- بحكم منصبك كيف ترى واقع الشباب الفلسطيني؟
الجميع مقصر بحق شباب فلسطين، الأمة العربية خذلتهم، والحكومة الفلسطينية لا تتحمل مسؤولياتها تجاه قضاياهم على النحو الوطني المطلوب، حيث إن واقعهم ليس بخير في ظل استمرار حالة انقسام بين شطري الوطن والذي أثر على مناحي حياتهم في ظل غياب سياسات وطنية ترعى شؤونهم وتهتم باحتياجاتهم.