بن غفير يحرك عاصفة الحرب ضد لبنان.. ضغط خارج «الكابينيت»
يدق إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي، وأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل، طبول الحرب مع حزب الله في الأراضي اللبنانية.
بن غفير قال موجها كلامه لوزير الدفاع: "غالانت، الجيش مسؤوليتك. ماذا تنتظر، حزب الله أطلق علينا اليوم أكثر من 100 صاروخ".
وأضاف وزير الأمن القومي في فيديو نشره على حساباته بوسائل التواصل الاجتماعي: "أنت (وزير الدفاع يوآف غالانت) جالس في هدوء. فلتأخذ رد فعل وتهاجم وتعلن الحرب الآن".
حديث بن غفير الذي جاء عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، يبدو غريبا بعض الشيء، لأنه خارج حدود النقاشات الرسمية بين الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، أو الحكومة المصغرة.
بالتزامن مع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "هاجمنا نحو 4500 هدف تابع لحزب الله خلال الأشهر الخمسة الأخيرة".
وتابع: "هاجمنا أكثر من 1200 هدف جوي و3100 هدف بري تابع لحزب الله في لبنان وسوريا خلال الأشهر الخمسة الأخيرة".
الجيش الإسرائيلي مضى قائلا "تم القضاء على ما يزيد على 300 عنصر تابع لحزب الله خلال الأشهر الخمسة الأخيرة".
وفي وقت سابق اليوم، طالت ضربات إسرائيلية مجدداً محيط بلدتين في شرق لبنان، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت "مقري قيادة" تابعين لحزب الله، وأوقعت وفق مصدر أمني قتيلاً على الأقل وعشرة جرحى.
وجاءت الضربات الإسرائيلية بعيد إعلان حزب الله إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية رداً على قصف طال ليلاً محيط مدينة بعلبك، أبرز معاقله في شرق لبنان.
"أبرز معقل"
واستهدف القصف الإسرائيلي ظهر الثلاثاء، وفق مصدر أمني تحدث لـ"فرانس برس"، مبنى عند مدخل بلدة سرعين، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً عن مدينة بعلبك، أبرز معاقل حزب الله في شرق لبنان، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وبعد وقت قصير، استهدفت ضربة إسرائيلية ثانية، وفق المصدر ذاته، مبنى في بلدة النبي شيت المجاورة، التي تعد مركز ثقل لحزب الله.
وأسفر القصف على محيط سرعين عن مقتل شخص، لم يتضح ما إذا كان مدنياً أم عنصرا في حزب الله، وإصابة تسعة آخرين بجروح، وفق المصدر. كما أصيب شخص آخر بجروح في النبي شيت.
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته شنت ضربات على "مقري قيادة لحزب الله في منطقة بعلبك في عمق لبنان"، قال إن الحزب يخزّن داخلهما "وسائل بارزة يستخدمها لتعزيز ترسانة أسلحته".
وأعقب القصف ضربات إسرائيلية ليلاً قرب مدينة بعلبك، قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت "موقعين" تابعين لـ"القوات الجوية" لحزب الله، "ردا على هجمات جوية شنها حزب الله في الأيام الأخيرة باتجاه الجولان"، الهضبة السورية التي تحتلها إسرائيل.
وأسفرت الضربات أمس الإثنين، عن مقتل لبناني وإصابة ستة آخرين بجروح.
وكان حزب الله أعلن صباحاً استهداف مقاتليه "مقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع والقاعدة الصاروخية والمدفعية في يوآف ومرابض المدفعية المنتشرة في محيطها بأكثر من مئة صاروخ كاتيوشا".
وقال إن الضربات على المواقع العسكرية جاءت "رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا وقرانا ومدننا وآخرها في محيط مدينة بعلبك".
مناوشات مستمرة
ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل.
ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لحماس"، فيما يردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
ومنذ بدء التصعيد، بقيت الضربات محصورة إلى حد كبير في المنطقة الحدودية في البلدين، على الرغم من أن إسرائيل تنفّذ أحيانا ضربات في العمق اللبناني.
واستهدفت إسرائيل محيط مدينة بعلبك، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود الجنوبية، للمرة الأولى في 26 فبراير/شباط، ما أسفر عن مقتل عنصرين في حزب الله.
إلى ذلك، أعلن حزب الله الثلاثاء، أن أمينه العام حسن نصرالله استقبل القيادي في حركة حماس خليل الحية وبحثا "التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة"، في إشارة إلى الهجمات التي تشنّها أطراف في المنطقة حليفة لحماس لمساندتها في حرب غزة.
ومنذ بداية تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، قُتل 318 شخصاً على الأقل، معظمهم من عناصر حزب الله إضافة إلى 54 مدنياً في لبنان، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
فيما قضى في الجانب الإسرائيلي عشرة جنود وسبعة مدنيين، بحسب بيانات رسمية.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز