أول أيام رمضان في غزة.. قصف إسرائيلي ومجاعة وشيكة ولا «تراويح»
أقبل شهر رمضان على قطاع غزة مكسوا بالحداد على القتلى، الذي زهقت أرواحهم منذ بداية الحرب.
في اليوم الأول من شهر رمضان لم تتوقف الغارات الإسرائيلية منذ الصباح على قطاع غزة، بالتزامن مع دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "إسكات الأسلحة".
وقال غوتيريش إنه "حتى مع بداية شهر رمضان يستمر القتل والقصف وإراقة الدماء في غزة".
غوتيريش، الذي كان يتحدث للصحفيين اليوم الإثنين، دعا إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، معتبرا أن التهديد بشن هجوم إسرائيلي على رفح يمكن أن "يدفع سكان غزة إلى دائرة أعمق من الجحيم".
وطالب غوتيريش بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وتذليل "جميع العقبات التي تحول دون ضمان إيصال المساعدات المنقذة للحياة بالسرعة والنطاق الواسع المطلوبين" إلى غزة، حيث تحذر الأمم المتحدة من أن ربع سكان القطاع أصبحوا على شفا المجاعة.
وقال غوتيريش إن "القانون الإنساني الدولي أصبح في حال يرثى لها".
عوني الكيال (50 عاما) النازح في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع المحاصر قال لوكالة فرانس برس "بدأ رمضان حزينا ومتشحاً بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف.. سمعت صوت المسحراتي وهو شاب متطوّع يجول بين الخيم واستيقظت في خيمتي البسيطة وصرت أبكي على حالنا".
ويضيف "فجأة سمعت دوي القصف.. ضربوا بيتًا بحي الجنينة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن غارة استهدفت وقت السحور منزل عائلة بركات في حي الجنبية برفح وخلّفت 4 قتلى بينهم 3 نساء وعدد من الجرحى.
وصباح اليوم 157 للحرب، أفادت وزارة الصحة في القطاع بسقوط67 قتيلا و106 جرحى خلال الساعات الـ24 الماضية.
وقالت الوزارة إن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرق، واتهمت الجيش الإسرائيلي بمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم.
وارتفعت حصيلة الحرب منذ أكثر من 5 أشهر في قطاع غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى 31112 قتيلا و72760 جريحا، "72% منهم من الأطفال والنساء".
نتنياهو مصر على تهديد رفح
ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، تتمسّك إسرائيل بخطتها لمهاجمة رفح، حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.
وردّا على سؤال في مقابلة مع مجلة"بوليتيكو" الأمريكية عمّا إذا كان الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "سنذهب إلى هناك، لن نتركهم.. أنا لديّ خطّ أحمر. هل تعرفون ما هو؟ هو ألا يتكرّر السابع من أكتوبر/تشرين الأول أبدا".
شبح المجاعة
ويخيّم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمّر، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن عدد الذين توفوا نتيجة "سوء التغذية والجفاف" ارتفع إلى 25 شخصا.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، اليوم الإثنين، إن "عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف دون أن يصلوا إلى المستشفيات".
وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون مهدّدون بالمجاعة، وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب.
وسيُحرم "مئات آلاف" الفلسطينيين من أداء صلاة التراويح، حسب وزارة الأوقاف في غزة.