غزة في اليوم الـ157 للحرب.. بأي حال عُدت يا رمضان؟
بأي حال عدت يا رمضان إلى قطاع غزة؟، فلا مأوى ولا كهرباء ولا ماء ولا طعام يسد الرمق ولا اتصالات، ولا أحبّة.. فتحت التراب أعز الأحباب.
فبينما يحيي المسلمون عادة هذا الشهر المبارك في أجواء من البهجة والفرح، تلقي الحرب الإسرائيلية في غزة، المتواصلة لليوم الـ157 على التوالي، بظلالها على جزء كبير منهم هذا العام.
ويأتي رمضان هذا العام وقد دخلت الحرب بين تل أبيب وحركة حماس في قطاع غزة شهرها السادس، بعدما اندلعت إثر هجوم للحركة على بلدات إسرائيلية، أوقع نحو 1200 قتيلا. وفق أرقام إسرائيلية.
في المقابل، أسفرت الغارات الإسرائيلية المكثفة عن مقتل أكثر من 31 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.
مئات المساجد باتت ركاما
وبينما تصدح التكبيرات في عدد من العواصم العربية والإسلامية، إيذانا بصلاة التراويح لأولى ليالي رمضان مساء الأحد، قالت وزارة الأوقاف الفلسطينية إن "أكثر من ألف مسجد باتت ركاما وأكوام دمار أو تضررت بسبب القصف الإسرائيلي".
ولفتت إلى أن "مئات آلاف المصلين لن يتمكنوا من أداء صلاة التراويح في المساجد المهدومة".
مجاعة تتفاقم وأسعار فلكية
ويأتي رمضان هذا العام، في وقت يواجه فيه أكثر من مليوني شخص يشكلون الغالبية العظمى من سكان قطاع غزة المحاصر، خطر المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
ناهيك عن الأسعار المرتفعة للسلع في الأسواق، أو غياب الكثير منها.
في سوق رفح جنوبي القطاع، يقول حسونة حسان وهو طبيب أسنان، نازح من مدينة غزة لوكالة فرانس برس "هناك العديد من الأشياء غير متوافرة في السوق، وحتى إذا كانت متوافرة فهي بأسعار فلكية".
الأمر نفسه أكده الطبيب هشام عبد الفتاح الذي قال "نعاني حاليا من أشياء لم نعهدها في الماضي، مثل الأسعار المرتفعة جدا، بل الجنونية."
أما باسل ياسين وهو مهندس زراعي في منظمة غير حكومية، فتحدث عن "رمضان مختلف تماما".
وقال "بالطبع، رمضان هذا يختلف تماما عن كل أشهر رمضان الماضية. رمضان هو شهر الطمأنينة وهذه النقطة التي هي الأهم ليست موجودة".
مضيفا "نحن لا نعرف إن كنا سنقضي رمضان في بيت أو في خيمة أو على البحر في الشمال أو في الجنوب".
كيف سنفطر؟
أما الستيني جميل الخطيب المدرس في مدرسة للأونروا، فتساءل "كيف سنفطر في رمضان؟".
وتابع من خيمته "لا مأوى ولا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في هذه الخيمة، وأيضا لمئات آلاف النازحين المنكوبين في غزة حيث لا يوجد أصلا طعام".
وقبل حلول الشهر الفضيل كان الفلسطينيون في غزة يمنون النفس بهدنة تصوم فيها آلة الحرب عن القتل.