تطورات أحداث غزة.. ضحايا يتساقطون وعنف يتحدى التهدئة (محصلة)
تشتعل الأوضاع في غزة منذ أطلقت إسرائيل عملية عسكرية، مستهدفة مواقع وقيادات وعناصر حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وردت الأخيرة بإطلاق صواريخ مستهدفة مواقع متفرقة في إسرائيل بينها مناطق وسط إسرائيل والعاصمة تل أبيب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه نفذ غارات جديدة على مواقع تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في غزة.
وقال الجيش -في بيان تلقته "العين الإخبارية"-: "قامت مروحيات حربية وطائرات أخرى باستهداف مستودعيْ أسلحة بحرية تموضعها في منازل نشطاء من القوة البحرية لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة".
وقبل ذلك أعلن قيام مروحيات حربية وجنود من وحدة "مغلان" بقصف أربعة مواقع عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي.
كما قامت القوات الإسرائيلية بتفعيل طواقم مدرعة ودبابات مع وحدات خاصة لتدمير مواقع عسكرية تابعة لحركة الجهاد.
وأعلن أنه "منذ الصباح (السبت) دمرت 7 نقاط عسكرية".
وأضاف: في المقابل شنت مقاتلات وطائرات ومروحيات الجيش في الساعة الأخيرة سلسلة غارات طالت عدة أهداف تابعة لحركة الجهاد.
وتابع: "من بين الأهداف التي تم قصفها مجمع تدريب تابع للحركة ومستودع أسلحة للحركة في خان يونس ومجمع عسكري في مدينة غزة كانت تستخدمه القوة البحرية لحركة لجهاد الإسلامي للتدريب وتخزين العتاد".
وأشار إلى أنه "تم استهداف مجمع عسكري كان يضم وسائل قتالية للحركة كان يستخدم كمركز اجتماع لنشطاء".
واعتبر أن "استهداف هذه المجمعات والمواقع يشكل ضربة ملموسة لقدرة حركة الجهاد الإسلامي على تطوير قدراتها العسكرية".
وأدت الغارات إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الفلسطينيين وتدمير ممتلكات.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 15 قتيلا، من بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام، وسيدة تبلغ من العمر 23 عاما، وسيدة مسنة، بالإضافة لإصابة 125 مواطنا بجراح مختلفة.
كوخافي: نريد توجيه ضربة قاتلة
أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أن العملية العسكرية في غزة تهدف لتوجيه "ضربة قاتلة" لحركة الجهاد الإسلامي.
أقوال كوخافي جاءت بعد تفقده قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية.
وقال: "نحن في ذروة عملية عادلة ومهمة تهدف في المقام الأول لحماية مواطني إسرائيل وسيادة دولة إسرائيل".
وأضاف: "شهدت المنطقة هنا عدة أيام عاش فيها سكان الجنوب شعورًا أكثر تعقيدًا ولديّ ولديكم تقدير كبير لصمودهم وقدرتهم على مواجهة هذه التحديات ولكن حان وقت الردود".
وتابع: "ردّنا هو رد واضح يتمثل بهدفنا أولًا في منع أي عملية تخريبية، وثانيًا توجيه ضربة قاتلة لتنظيم الجهاد الإسلامي".
وفي إشارة إلى حركة الجهاد قال: "هنا وأيضًا في الضفة الغربية وفي كل ساحة أخرى يتعرض هذا التنظيم إلى ملاحقة والآن يتعرض لهجوم، ولدينا خطط من أنواع مختلفة".
وأضاف: "لن نسمح لأي تنظيم هنا أو في الشمال أو في الضفة الغربية وفي كل مكان المساس بسيادة دولة إسرائيل".
31 أسرة في غزة بلا مأوى
في غضون ذلك أعلنت مسؤولة أممية أن 31 أسرة في غزة باتت بلا مأوى منذ العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة أمس.
وأعربت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لين هاستينغز، عن القلق إزاء التطورات في غزة.
وقالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "يساورني قلق بالغ إزاء التصعيد المتواصل والخطير في أعمال العنف في غزة ومحيطها بين المسلحين الفلسطينيين وإسرائيل، والذي أدى حتى الآن إلى إزهاق أرواح 15 فلسطينيًا بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية، بمن فيهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام وامرأة”.
وأضافت: "تشير التقارير إلى أن أكثر من 100 فلسطيني و7 إسرائيليين أصيبوا بجروح. وطال القصف مناطق سكنية في غزة وإسرائيل ولحقت الأضرار بالمنازل، وباتت 31 أسرة في غزة بلا مأوى".
وتابعت: "الوضع الإنساني في غزة متردِّ في الأصل، وليس من شأن هذا التصعيد الأخير إلا أن يزيد الوضع سوءا".
وشددت على أنه "يجب أن تتوقف الأعمال القتالية لتحاشي المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في غزة وإسرائيل".
وقالت: "ينبغي لجميع الأطراف أن تحترم مبادئ القانون الدولي الإنساني، بما فيها مبادئ التمييز وتوخّي الحيطة والتناسب".
وحذرت من أنه "من المتوقع أن ينفد الوقود المخصص لمحطة غزة لتوليد الكهرباء اليوم، وقد انقطعت الكهرباء بالفعل".
وقالت "لا غنى عن تشغيل منشآت الخدمات الأساسية، كالمستشفيات والمدارس والمستودعات وأماكن إيواءالمهجّرين، التي غدت معرضة للخطر".
وأضافت: "وينبغي ألا تعطَّل حركة العاملين في المجال الإنساني ونقل الحالات الطبية الحرجة والبضائع الأساسية، بما فيها الأغذية والوقود، إلى غزة للوفاء بالاحتياجات الإنسانية".
وتابعت: "وعلى السلطات الإسرائيلية والجماعات المسلحة الفلسطينية أن تسمح على الفور للأمم المتحدة وشركائنا من المنظمات الإنسانية بإدخال الوقود والغذاء واللوازم الطبية ونشر العاملين في المجال الإنساني وفقًا للمبادئ الدولية، وهذا يشمل تحديدًا ضمان الوصول والسلامة عبر المعابر الحدودية الرئيسية. نحن نقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف كافة لضمان الوفاء بالاحتياجات الإنسانية".
وتابعت: "أؤكد مجددًا المناشدة التي أطلقها المنسق الخاص للأمم المتحدة لجميع الأطراف بوقف التصعيد على الفور ووقف العنف لتفادي الآثار المدمرة، خاصة على المدنيين".
جهود التهدئة
في هذه الأثناء تقدمت مصر بمبادرة لوقف إطلاق النار، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال مصدر أمني مصري في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، اليوم السبت، إن "مصر أجرت العديد من الاتصالات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".
وتقود مصر جهودا لوقف إطلاق النار وعدم تطور الأحداث في القطاع، وحتى لا يحدث المتوقع منه بالرد الفلسطيني من غزة نحو المدن الإسرائيلية، لتشتعل الأمور ثانية في المناطق الفلسطينية والإسرائيلية على السواء، مثلما حدث في العام الماضي.
وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، ورفض التصريح بتفاصيل المبادرة المصرية، أن وفدا أمنيا مصريا يستعد للسفر خلال ساعات بصورة عاجلة إلى إسرائيل وفلسطين، لإطلاق مبادرة وقف إطلاق النار والسيطرة على الأمور قبل تفجر الأوضاع.
لكن ناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال لوكالة "فرانس برس"، إن الجيش "يستعد لتواصل العملية لمدة أسبوع.. ولا يجري حاليا أي مفاوضات لوقف إطلاق النار"، في تأكيد لتقارير أوردتها وسائل إعلام إسرائيلية.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "رئيس الوزراء يائير لابيد يدعو غدا، على ضوء الوضع الأمني وبموجب القانون، رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، لتلقي إحاطة أمنية. وسيتم تحديد الموعد بين مكتبيهما".
وفي غضون ذلك، دوت صافرات الإنذار في مدن عسقلان وسديروت وأسدود جنوبي إسرائيل، في حدث يعتبر الثاني من نوعه اليوم السبت.