عملية غزة بيومها الثاني.. إدانات عربية ودولية ومحاولات للتهدئة
بعد يومين من تصاعد أحداث غزة ووسط مخاوف من عودة شبح حرب مايو/أيار 2021، دخلت دول عربية وغربية، على خط الأزمة محاولة احتواءها.
فمع تصاعد الأحداث في قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، تقدمت مصر بمبادرة لوقف إطلاق النار، بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قال عنها مصدر أمني إن القاهرة أجرت العديد من الاتصالات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من أجل وقف إطلاق النار وعدم تطور الأحداث في القطاع، وحتى لا يحدث المتوقع منه بالرد الفلسطيني من غزة نحو المدن الإسرائيلية لتشتعل الأمور ثانية في المناطق الفلسطينية والإسرائيلية على السواء، مثلما حدث في العام الماضي.
وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، ورفض التصريح بتفاصيل المبادرة المصرية، أن وفدا أمنيا مصريا يستعد للسفر خلال ساعات بصورة عاجلة إلى إسرائيل وفلسطين، لإطلاق مبادرة وقف إطلاق النار والسيطرة على الأمور قبل تفجر الأوضاع .
اتصالات مكثفة
يأتي ذلك، فيما قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان مقتضب، إن القاهرة تُجري اتصالات مكثفة على مدار الساعة بُغية احتواء الوضع في غزة والعمل على التهدئة والحفاظ على الأرواح والممتلكات.
وهو ما أشار إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في كلمته اليوم بالكلية الحربية في القاهرة، قائلا، إن بلاده تجري اتصالات مع الفلسطينيين والإسرائيليين لمنع أحداث العنف والاقتتال.
وأوضح الرئيس المصري، أن هناك اتصالات مع جميع الأطراف على مدار الساعة حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، مشيرًا إلى أن القاهرة تبذل جهودًا كبيرة مع شركائها لاستعادة الهدوء والاستقرار والسلام داخل قطاع غزة.
تحرك فوري
يأتي ذلك، فيما أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الذي قامت به القوات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأكدت الوزارة على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء التصعيد، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، وبذل كافة الجهود لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده.
كما أدانت دولة الكويت ما وصفته بـ"العدوان" الذي قامت به القوات الإسرائيلية على قطاع غزة في دولة فلسطين، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص.
وأوضحت وزارة الخارجية الكويتية في بيان اليوم، أن هذا "العدوان" يأتي استمرارا لـ"الجرائم" التي تقوم بها القوات الإسرائيلية وإصرارا على "انتهاكها" لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
ودعت الخارجية الكويتية، في بيانها المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بالتحرك الفوري والسريع لضمان احترام السلطات الإسرائيلية لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والتزامها بقرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، دان مجلس النواب الأردني ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الغاشم" على قطاع غزة، داعياً إلى ضرورة الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني.
حقوق مشروعة
وشدد المجلس الأردني، في بيان اليوم السبت، على أن "جرائم الاحتلال لن توقف الشعب الفلسطيني عن مساعيه لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف"، على حد قوله.
وطالب البرلمان الأردني، في بيانه، المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية والبرلمانات بضرورة التحرك العاجل والفاعل، لوقف التصعيد وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
كما طالب الفلسطينيين بضرورة إنهاء حالة الانقسام، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تعيد توحيد الصف والموقف الفلسطيني، من أجل مواجهة التحديات، التي لا تقتصر على ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي"، بل تتجاوزها إلى تراجع أولوية القضية الفلسطينية على سلم الأولويات في ظل حالة الاستقطاب على الساحة الدولية.
وأكد أن نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة عبر إيجاد أفق سياسي حقيقي بالعودة لطاولة المفاوضات؛ لتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين، ورفع الحصار الجائر عن القطاع، والمعالجة السريعة للاحتياجات الإنسانية فيه، واحترام قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، هو المخرج الوحيد للسلام والاستقرار في المنطقة.
إدانات غربية
وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، قالت إن بلادها تدعم حقّ إسرائيل "بالدفاع عن نفسها"، داعيةً إلى "نهاية سريعة للعنف"، بعد تبادل ضربات بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني في قطاع غزّة.
وأضافت تراس، في بيان على تويتر، أن:"المملكة المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل وحقّها بالدفاع عن نفسها"، مضيفًا: "ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين". وتابعت "ندعو إلى نهاية سريعة للعنف".
بدوره، أعرب المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت عن قلق التكتل البالغ إزاء أعمال العنف في قطاع غزة، داعيًا جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس" من أجل تجنب تصعيد جديد.
وأكد بيتر ستانو، في بيان، أن "إسرائيل لها الحق في حماية سكانها المدنيين ولكن يجب القيام بكل ما يمكن لمنع نشوب نزاع أوسع من شأنه أن يؤثر في المقام الأول على السكان المدنيين من كلا الجانبين ويؤدي إلى ضحايا جدد والمزيد من المعاناة".
وأشار إلى أن "هذه الأحداث الأخيرة تؤكد من جديد على ضرورة إحياء أفق سياسي وضمان وضع مستدام في غزة".
روسيا أعربت – هي الأخرى- عن "قلقها البالغ" إزاء التصعيد بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، داعية إلى إبداء "أقصى درجات ضبط النفس".
قلق بالغ
وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نراقب بقلق بالغ تطور الأحداث التي يمكن أن تؤدي إلى استئناف المواجهة العسكرية على نطاق واسع وتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية المتردية أصلا في غزة".
ودعت زاخاروفا "كل الأطراف المعنيين إلى إبداء أقصى درجات ضبط النفس ومنع تصعيد العمليات المسلحة وإعادة تفعيل وقف مستدام لإطلاق النار فورا"، معتبرة أن "التصعيد الجديد سببه قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة في الخامس من أغسطس/آب ردّت عليه فصائل فلسطينية بقصف واسع النطاق وعشوائي للأراضي الإسرائيلية".
وتواصل إطلاق الصواريخ من جهة والقصف الإسرائيلي من جهة أخرى صباح السبت، مثيرا مخاوف من احتمال تكرار حرب مايو/أيار 2021 التي استمرت 11 يوما وأدت إلى تدمير غزة وإجبار العديد من الإسرائيليين على الاختباء في الملاجئ.
غارات يومية
وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه يستعد لشن غارات لمدة "أسبوع" في قطاع غزة، حيث يصعد ضرباته ضد حركة الجهاد الإسلامي.
وأعلنت السلطات الصحية في غزة أن 13 شخصاً قتلوا في القصف الإسرائيلي، بينهم فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات، بينما أصيب مئة شخص بجروح.
وقال الجيش الإسرائيلي من جهته إنه قتل 15 مقاتلاً من حركة الجهاد الإسلامي في غاراته منذ ظهر الجمعة التي استهدفت بشكل خاص مواقع تصنيع أسلحة.
وتعد هذه المواجهة الأسوأ بين الدولة العبرية والفصائل المسلحة في غزة منذ حرب مايو/أيار 2021 التي استمرت 11 يومًا وراح ضحيتها 260 شخصا في الجانب الفلسطيني في مقابل 14 شخصا في الجانب الاسرائيلي.
aXA6IDE4LjE4OC43Ni4yMDkg جزيرة ام اند امز