«لم أر السماء 8 أشهر».. رهينة إسرائيلي محرر يروي كواليس احتجازه بغزة
بعد أكثر من 300 يوم في أسر حركة حماس جلس فرحان القاضي في خيمة كبيرة نصبتها عائلته وأصدقاؤه في صحراء النقب، حيث جاء أحباؤه للترحيب به.
وقال القاضي للصحفيين "أنا بخير"، مضيفا أنه يتمنى "أن تنتهي الحرب لجميع العائلات الفلسطينية والإسرائيلية".
وبشأن المناقشات الجارية حول اتفاق مقترح لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن، قال القاضي "أعلم أن هناك مفاوضات حاليا.. أتمنى من الله أن يتم حل كل هذا".
وفقد المواطن الإسرائيلي البالغ من العمر 52 عاماً من جنوب إسرائيل، نحو 65 رطلاً (30 كيلوغراماً) من وزنه في الأسر، حسبما قالت عائلته لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، إن القاضي هو ثامن رهينة يتم إنقاذه حياً في غزة من قبل الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، لكنه أول من يتم استعادته حياً من داخل شبكة أنفاق أسفل القطاع.
قصة الأسر
وجلس القاضي وسط صفوف طويلة من الكراسي البلاستيكية، حيث استقبله الزوار بالأحضان الطويلة في تجمع بالقرب من ترابين، إحدى القرى البدوية العديدة غير المعترف بها في إسرائيل.
وكان القاضي يعمل حارسا أمنيا في كيبوتس ماجن عندما تم أسره قبل 11 شهرا.
وقال فايز صهيبان، قريب القاضي ورئيس بلدية مدينة رهط السابق، إن الرهينة السابق عاش في الأسر لا يعرف ما سيكون مصيره في اليوم التالي، وكان الطعام "شبه معدوم".
فيما قال القاضي في تصريحات للصحفيين إنه قضى معظم وقته في نفق، ولم يرَ السماء لمدة ثمانية أشهر قبل إنقاذه.
وأضاف أنه لم يلتق رهائن آخرين خلال الفترة التي قضاها في غزة، "لا أحد، لا. ولا مرة واحدة". فيما قال شقيقه جمعة إن القاضي كان "معزولا بمفرده" طول الوقت.
وانضم علي الزيادنة، الذي اختطف شقيقه وابن أخيه أيضاً في 7 أكتوبر/تشرين الأول ولا يزالان في غزة، إلى المجتمع البدوي للترحيب بعودة القاضي إلى منزله.
وقال إن شقيقه يوسف الزيادنة وابن شقيقه حمزة الزيادنة محتجزان لدى حماس منذ 11 شهراً، مضيفا: "نحن خائفون على حياتهما. لا نعرف أي شيء عنهما".
وضعية البدو
وتقع قرية ترابين على بعد نحو 20 ميلاً من قطاع غزة، ولا تحميها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية الدفاعية، وأقرب مدينة هي رهط، وهي أكبر مدينة بدوية عربية في إسرائيل.
ويُعتبر المجتمع البدوي، مجتمع مسلم وشبه بدوي، مجموعة فرعية من سكان إسرائيل العرب الذين يشكلون نحو 20% من إجمالي السكان.
وبينما يعرّف البعض عن أنفسهم بأنهم إسرائيليون بدو، يرى البعض الآخر أنفسهم مواطنين فلسطينيين في إسرائيل.
وعلى عكس الإسرائيليين اليهود لا يُطلب من البدو الخدمة في الجيش الإسرائيلي، على الرغم من أن بعضهم يختار التطوع، وغالباً ما يخدمون في وحدات متخصصة مثل كتيبة ”غادسار 585“ المعروفة باسم كتيبة البدو، التي تعمل في صحراء النقب، حيث ينحدر معظم البدو.
وفقا للمكتبة الوطنية الإسرائيلية، هناك ما يقرب من 250,000 بدوي، يعيش الكثير منهم في بلدات لم تحصل بعد على اعتراف من الدولة، بينما يعيش آخرون في قرى غير مدمجة.
وإنقاذ القاضي يعني أن هناك الآن 103 رهائن من رهائن في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول محتجزين في غزة، وفقًا لأرقام مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ويواصل المفاوضون العمل على التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف إطلاق نار مقابل تحرير الرهائن، وقد اجتمعوا بكثافة متزايدة في الأسابيع الأخيرة.
وأحرزت المحادثات تقدماً خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقاً لمسؤول أمريكي رفيع المستوى مطلع على المناقشات في العاصمة المصرية القاهرة، حيث ناقش الوسطاء "التفاصيل النهائية" لاتفاق محتمل.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز