«القبة الحديدية» تصطاد الطيور.. مراوغات «الدرونز» تربك إسرائيل
تحلق المسيرات بحرية أكبر من الصواريخ عبر حدود إسرائيل، تلتقط الصور وتشن الهجمات، ما يثير تساؤلات حول قدرات "القبة الحديدية".
ولم تعد إسرائيل تخشى الاعتراف بأن الجيش لا يملك حلاً شاملاً لمعضلة إطلاق الطائرات بدون طيار بشكل شبه يومي، في منطقة الحدود الشمالية مع لبنان.
ومنذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسقط الجيش الإسرائيلي مئات الطائرات بدون طيار الهجومية والاستخباراتية. لكن معدل الاعتراض ليس قريبًا من معدل إسقاط الصواريخ التي يتم إطلاقها من غزة، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
ووفق تحقيق للصحيفة الإسرائيلية، يحاول الجيش التعامل مع تهديد الطائرات بدون طيار على عدة مستويات: الكشف والتحذير والاعتراض، لكن لا تزال قيادة الدفاع الجوي تعمل على إيجاد حل مثالي لهذه التحديات الناشئة.
استهداف الطيور
وفي هذا السياق، يقول ضابط في أحد مواقع الدفاع الجوي الرئيسية على الجبهة الشمالية: "في النهاية، يرى الجندي الجالس في غرفة التحكم في سلاح الجو جسمًا جويًا مشبوهًا وعليه أن يقرر خلال ثوانٍ ما إذا كان معاديًا أو طائرًا أو طائرة مدنية أو طائرة إسرائيلية، ثم يقوم بتثبيت الهدف، والتحذير من التهديد، واختيار كيفية اعتراضه، والتحقق من سقوط الهدف."
ويضيف الضابط: "كان لدينا عدد غير قليل من الحالات التي أطلقنا فيها طائرات اعتراضية على الطيور. وغالبًا ما يكون للرافعة الكبيرة التي تحلق في منطقة قتال بصمة رادارية تشبه طائرات حزب الله بدون طيار"، متابعا "في بعض الأحيان تقرر وحدة عسكرية إطلاق طائرة بدون طيار دون إخطار. وقد أسقطنا أيضاً طائراتنا المسيرة بالخطأ".
ونقلت الصحيفة عن ضابط آخر، قوله إن حزب الله "أظهر منحنى تعلم مستمر منذ بداية الحرب، ويعرف ما هي الصعوبات التي تواجهها الطائرات الإسرائيلية بدون طيار في اكتشاف طائرات المليشيات اللبنانية".
ويضيف "كما أن حزب الله يرسل طائرات بدون طيار عبر مسارات مخفية لتوجيه ضربات، مما يجعل من الصعب جداً إسقاطها".
القدرة على المناورة
على عكس الصواريخ التي يمكن للرادار أن يكتشفها ويحسب مسارها بسرعة، فإن الطائرة بدون طيار قادرة على التحليق بحرية، ثم يختار المشغلون الهدف أثناء الطيران. لذلك من الصعب جداً التنبؤ بالمكان الذي تستهدفه، على حد قول الصحيفة.
ولمحاولة مواجهة هذا التهديد المعقد، زاد الجيش الإسرائيلي من حساسية الرادار إلى أعلى مستوى، لكن ذلك أدى إلى العديد من حالات الإنذارات الكاذبة التي جعلت حياة السكان في الشمال أكثر صعوبة.
الصحيفة الإسرائيلية أوضحت "بسبب قدرة الطائرات بدون طيار على التحليق والمساحة الكبيرة التي يمكن أن تتحرك فيها قبل أن تصيب هدفًا ما، اضطرت قيادة الجبهة الداخلية إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدة مجتمعات في كل مرة يتم فيها اكتشاف تسلل".
وتابعت "قرر الجيش أنه على الرغم من الإزعاج والإضرار بشعور السكان بالأمن، إلا أن الإنذارات المتكررة ستستمر حتى يتم إيجاد حل أفضل".
تسلل
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، نشر حزب الله، مقطع فيديو التقطته طائرة استخباراتية بدون طيار، لمواقع استراتيجية في حيفا.
ووفق "هآرتس"، لم يكن الجيش الإسرائيلي على علم بتسلل هذه الطائرة في ذلك الوقت.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، قولها "في نهاية المطاف، كانت هذه طائرة صغيرة مهمتها الوحيدة هي جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد مواقع القواعد ومناطق تجمع الجنود".
وتابعت المصادر: "تقوم هذه الطائرات بدون طيار بالبث إلى حزب الله، وعندما يحدد الحزب هدفًا جديرًا بالضرب بناء على المعلومات التي جمعتها طائرات الاستطلاع، يرسل طائرة هجومية بدون طيار إلى ذلك الهدف".
وأمام ضعف القبة الحديدية في مواجهة الطائرات المسيرة، قالت المصادر الإسرائيلية، إن المروحيات الهجومية "تحولت في الواقع إلى أفضل أداة لإسقاط الطائرات بدون طيار لأنها تستطيع المناورة بسهولة".