وثائق بريطانية تكشف المستور.. قطر "مؤيد ومروج" لزيارة السادات إلى إسرائيل
تكشف الأيام ما ستره الزمن لعقود.. هذا ما حدث مع قطر، التي أبدت عكس ما أبطنت بشأن زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل.
فقد كشفت وثائق بريطانية جديدة، نشرتها شبكة "بي بي سي"، مفاجأة كبيرة، أظهرت صفحة من السياسة القطرية غير المعلنة، في عهد أمير البلاد الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
الوثائق المثيرة، تبيّن كيف أن قطر أيدت حينها الزيارة التاريخية للرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس الغربية، وإلقائه خطابه التاريخي أمام الكنيست الإسرائيلي؛ حيث كان ذلك مرحلة فاصلة في عملية السلام بالشرق الأوسط.
وبحسب "بي بي سي"، فقد أبلغ السفير البريطاني في الدوحة حكومته، أن قطر أيدت زيارة القدس "سرا"، بعد 5 أيام من عودة السادات إلى مصر قادما من إسرائيل، إثر خطابه التاريخي الشهير.
وفي إشارة إلى تجاوز التأييد القطري حدود الدعم، نقلت الشبكة البريطانية، عن السفير ديفيد كراوفورد، قوله: "اتخذ الأمير (خليفة بن حمد آل ثاني، جد الأمير الحالي تميم بن حمد)، سرا، موقف مساندة حذرة لمبادرة السادات. ونصح في ما يبدو مندوبي سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية ( في قطر) بالتريث بعدم الهجوم قبل معرفة نتائجها".
السفير البريطاني في شهادته، يشير إلى أنه حينها لم يلتقِ الأمير شخصيا وقت إدلائه بتأكيد الدعم القطري للمبادرة، غير أنه أنه التقى بمستشاره؛ وهو الدبلوماسي المصري حسن كامل، وأبلغه الأخير بأن الشيخ "خليفة قبل نصيحته بمساندة السادات وبتهدئة ردود الفعل العربية العاطفية، كلما أمكن".
وفي مشهد لفت نظر السفير البريطاني، أشار كراوفورد إلى أن الدبلوماسي المصري الذي يمثل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني "كان يرتجف ويشعر بالخزي بشكل واضح من زيارة (السادات للقدس) لكنه أقر بأن مستقبل الأمير يمكن أن يتعرض للخطر بظهور نظام معاد في مصر".
كراوفورد أبلغ وزارة الخارجية البريطانية، -حسب الوثائق- أن أمير قطر حينها لم يكتف، بتأييد المبادرة "سرا" بل سعى لدى الأمريكيين والأوروبيين، كي يعملوا على إنجاحها، عكس ما راج وقتها.
بيد أن السفير البريطاني نقل عن كامل قوله إن الخوف على المستقبل "حمل الأمير على تحذير السفير الأمريكي (وساورته رغبة في إبلاغ ممثلي أوروبا الغربية بالنقطة نفسها) من أنه لو استمر الغرب في مساندة العناد الإسرائيلي بعد لفتة السادات، فإنه هو وأمثاله الذين تربوا على احترام المثل الثقافية والأخلاقية الغربية، سوف يضيعون في الطوفان الناجم عن هذا".
وتابع نقلا عن المستشار الأميري، قوله وهو ينسب كلامه لأمير قطر: "إذا أريد ألا يخرج الوضع في الشرق الأوسط عن السيطرة، فإنه يجب أن يعمل الأمريكيون على إنجاح زيارة السادات بممارسة ضغط شديد على إسرائيل".
ولم يفت على السفير البريطاني أن ينقل تقييمه للوضع داخل قطر، حيث خلص من خلال اتصالاته بالدبلوماسيين العرب في قطر، إلى أن "هؤلاء العرب لا يمكنهم تصور أن السادات ذهب إلى القدس بدون رسائل دعم سرية من زعماء عرب آخرين؛ فهم يعتبرون أيضا ردود الفعل العربية العنيفة الحالية متعمدة لجلب تنازلات إسرائيلية ضرورية من أجل تحقيق تسوية مقبولة".
وخلال العقود الماضية طبعت العلاقة بين قطر وإسرائيل هالة من الغموض، حيث شهدت فتح مكتب تجاري لتل أبيب بالدوحة، قبل أن يعود الأمر على اتصالات سرية، وتنسيق غير معلن في أكثر الأوقات.
aXA6IDMuMTI5LjE5NS4yNTQg جزيرة ام اند امز