بن غفير والمحكمة.. نتنياهو يضرب عصفورين بحجر حرب غزة

مع استئناف الحرب في غزة، عاد سؤال رئيسي لتصدر المشهد: لماذا حرَّك رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خيوط المعارك الآن رغم وقف إطلاق النار؟
للإجابة عن هذا السؤال، يطرح مراقبون سؤالًا آخر: ماذا يستفيد نتنياهو من عودة الحرب في هذا التوقيت؟
الفائدة الأولى ظهرت فورًا، إذ عاد حزب "القوة اليهودية" برئاسة إيتمار بن غفير إلى الحكومة، بمجرد عودة الغارات في قطاع غزة.
ويمثل حزب "القوة اليهودية" أهمية بالغة لنتنياهو في هذه الأيام، وهو ما دفع كثيرًا من المحللين الإسرائيليين إلى توقع عودة بن غفير إلى الحكومة فور استئناف الحرب.
وتتجلى أهمية "القوة اليهودية" في إنقاذ الحكومة من إمكانية السقوط مع اقتراب موعد إقرار الميزانية العامة في الكنيست.
وتملك حكومة نتنياهو مهلة حتى نهاية الشهر الجاري لإقرار الميزانية بتصويت نهائي، وإلا فإنها ستسقط ويتم الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ويواجه نتنياهو معضلة في هذا الإطار؛ فمن ناحية، لديه نظريًّا أصوات كافية لتمرير قانون الميزانية، ولكن هذه الأصوات ليست كلها مضمونة. لذلك، فهو يحتاج إلى ٦ أصوات يمتلكها "القوة اليهودية" في الكنيست.
خطر "الأحزاب الدينية"
وتكمن إشكالية نتنياهو في أن النواب من حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" الدينيين قد يمتنعون عن التصويت، ما يؤدي إلى سقوط الميزانية، وبالتالي سقوط الحكومة.
وترتبط موافقة الأحزاب الدينية على التصويت لصالح الميزانية بالمصادقة على مشروع قانون يتيح إعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية، لكن هذه الخطوة لا تحظى بدعم واسع في الكنيست.
ولذلك، طلب نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من النواب التصويت لصالح الميزانية، على أن يتم لاحقًا التصويت على مشروع قانون الخدمة العسكرية.
الأكثر من ذلك، ثمة من يربط استئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة بتفاهمات تم التوصل إليها بين نتنياهو وبن غفير في محادثات جرت خلال الأيام الأخيرة، ولم يتم الكشف عن تفاصيلها، وفق تقارير إسرائيلية.
وفي بيان مشترك، أعلن حزبا "القوة اليهودية" و"الليكود"، الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اليوم، أنهما "اتفقا على عودة حزب "القوة اليهودية" إلى الحكومة الإسرائيلية".
وكان حزب "القوة اليهودية" قد انسحب من حكومة نتنياهو في يناير/كانون الثاني الماضي، إثر إبرام اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وفي وقت سابق، رحّب بن غفير باستئناف العمليات العسكرية في قطاع غزة، وقال في بيان: "نرحب بعودة دولة إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى القتال العنيف".
الفائدة الثانية
بعيدًا عن بن غفير، هناك فائدة أخرى يجنيها نتنياهو من عودة الحرب، وهي عدم المثول أمام المحكمة بتهم الفساد.
إذ لن يمثل نتنياهو أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على تهم الفساد الموجهة ضده بعد عودة القتال.
وكان من المقرر أن يمثل نتنياهو للمرة الثامنة عشرة أمام المحكمة، ولكن بسبب استئناف الحرب تم إعفاؤه من الأمر.
وتنظر المحكمة في لائحة الاتهام المقدمة ضد نتنياهو منذ عام 2020، والتي تشمل اتهامات بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة في ثلاثة ملفات أساسية.
ويخشى نتنياهو من أن تؤدي إدانته من قبل المحكمة المركزية إلى تدخل المحكمة العليا الإسرائيلية، مما قد يقوده إلى السجن.