آلاف الإسرائيليين في سباق لإجهاض "إصلاحات القضاء".. هل "ينتصر" الشارع؟
بعد أيام من موافقة الكنيست (البرلمان) في قراءة أولى على بند أساسي في الإصلاحات القضائية، من شأنه تقليص صلاحية القضاء في إلغاء قرارات الحكومة، احتج عشرات آلاف الإسرائيليين في تل أبيب ومدن أخرى السبت.
احتجاجات انتشرت في مناطق إسرائيلية عدة ضد الإصلاحات القضائية التي يقترحها الائتلاف الحاكم ويرون أنها تهدد الديمقراطية.
وقالت المتظاهرة نيلي العزرا (54 عاما) لوكالة فرانس برس: "هذه معركة من أجل البلاد، نريد أن نحافظ على ديمقراطية إسرائيل، لن يتم تمرير قوانين ديكتاتورية هنا"، معتبرة أن تمرير الإصلاح سيضر بمكانة إسرائيل المالية والعالمية.
وأضافت العزرا: "سيتدهور الوضع. الناس يغادرون بالفعل، نحن نخسر أموالا، المستثمرون يفرون، والعالم لا يريد التحدث إلينا، لا أحد سعيد بما يحدث هنا".
معارضة وانتقادات
وبعد معارضة شديدة وانتقادات دولية متزايدة -أبرزها من الرئيس الأمريكي جو بايدن- قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "تعليق" إقرار الإصلاح في مارس/آذار الماضي، لإجراء محادثات مع المعارضة بشأن المقترحات، لكن الحوار بين الأحزاب انهار الشهر الماضي.
ويرى المتظاهر إلعاد زيف (45 عامًا) أن الأسابيع المقبلة حاسمة في وقف الإصلاح القضائي، مضيفًا: "أمامنا أسبوعان ونصف الأسبوع حتى نهاية الدورة الصيفية للبرلمان وعلينا تعطيله وإلا ستصبح إسرائيل مكانا أسوأ".
والاحتجاجات الأسبوعية مستمرة في إسرائيل منذ كشف النقاب عن مشروع الإصلاح القضائي في يناير/كانون الثاني، لكن لا يبدو أنها تعرقل تشريعات الائتلاف الحاكم رغم امتداد الاحتجاجات إلى قطاع التكنولوجيا والاحتياطيين العسكريين.
اشتباكات واحتجاجات
من جهتها، تقول حكومة بنيامين نتنياهو المشكلة من حزبه الليكود وحلفائه من اليمين المتطرف والمتدينين المتشددين، إن الإصلاح ضروري لإعادة توازن السلطات بين القضاء والبرلمان.
وكانت الشرطة الإسرائيلية اشتبكت الأسبوع الماضي، مع آلاف المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد، بعد احتجاجات ضد تقدم الحكومة بأول تشريع يهدف إلى إصلاح القضاء.
وأصيب عدد من المتظاهرين بجروح بسبب استخدام خراطيم المياه في المظاهرات الرئيسية، بما في ذلك امرأة أصيبت في رأسها على الطريق السريع بين القدس وتل أبيب. وشوهدت الشرطة أيضا وهي تتعامل بخشونة وتضرب المتظاهرين في عدد من المناسبات، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حثت الأسبوع الماضي، السلطات الإسرائيلية على حماية واحترام الحق في التجمع السلمي، في تصعيد واضح ضد سلوك الحكومة بشأن هذه المسألة ردا على قرار ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدفع قدما بحزمة تشريعات بعيدة المدى.
aXA6IDE4LjExOC4xNjIuMTI4IA==
جزيرة ام اند امز