«أيام التوبة» الإسرائيلية.. سر تسمية ضربة إيران
الجيش الإسرائيلي شن ضربات ضد إيران على عدة موجات تحت اسم «أيام التوبة»، فما السر وراء اختيار هذا الاسم الغامض؟
تشير عبارة "أيام التوبة" إلى الأيام العشرة بين رأس السنة ويوم الغفران في اليهودية، والمعروفة باسم أيام التوبة العشرة.
وخلال هذه الفترة، يُدعى الناس إلى التأمل في أفعالهم، وتصحيح أخطائهم، والعودة إلى مسار الاستقامة، مما يقود إلى يوم الغفران، يوم الكفارة، وفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية.
- «رد متعدد الخطوات».. ماذا بعد الضربات الإسرائيلية على إيران؟
- هجوم إسرائيل على إيران.. إدانات ودعوات دولية لكسر دوامة التصعيد
ويجسد المصطلح العبري "تشوفا"، الذي يعني "العودة"، فكرة التجديد الروحي وتحسين الذات.
وفي التقاليد اليهودية، يُنظَر إلى هذه الأيام باعتبارها فرصة عندما تكون "أبواب السماء" مفتوحة، مما يسمح للأفراد بالسعي إلى المغفرة والتوافق مع القيم العليا. ومن خلال تسمية العملية بهذا التاريخ، تؤكد إسرائيل على أهمية المساءلة والالتزام بالحماية الوطنية.
معان رمزية
أولاً، يأتي الهجوم بعد مرور عام على السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، فقد أطلقت العملية بعد يوم واحد من عيد سيمشات توراه، وهو التاريخ الذي يصادف الذكرى السنوية لحادث مأساوي وقع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول قبل عام.
ويضفي هذا التوقيت ثقلاً تاريخياً قاتماً على الحملة، ويذكر كل من إسرائيل وجيرانها بعواقب العدوان غير المقيد.
بالإضافة إلى ذلك، كانت الضربة بمثابة رسالة ما بعد الأعياد اليهودية، واختيار إسرائيل لتجنب المواقع النووية والنفطية، والتركيز بدلاً من ذلك على الأهداف العسكرية، يشير إلى ضبط النفس مع التأكيد على قدرتها على الاستجابة بشكل حاسم.
وأخيرا، يمثل الاسم الاستجابة المباشرة من جانب إسرائيل للهجمات التي يشنها حزب الله وحماس المدعومان من إيران، فضلا عن التهديدات المتزايدة من جانب طهران.
وينسجم اختيار الاسم بين الاستجابة العسكرية الإسرائيلية والتزامها بالدفاع عن النفس، مما يعزز العزم على مواجهة أي تهديد ضد مواطنيها، وفق المصدر نفسه.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية ضد البنية التحتية العسكرية الإيرانية الرئيسية، مع التركيز على منشآت تصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار، وقاذفات الصواريخ الباليستية، ومكونات الدفاع الجوي الأساسية، وفقاً لمصادر إسرائيلية وأمريكية، ما يعني أنه تم تجنب ضرب منشآت نووية أو نفطية إيرانية.
كما هاجمت قوات الدفاع الإسرائيلية مجموعات من صواريخ أرض-جو كانت تهدف إلى تقييد حرية العمليات الجوية الإسرائيلية في إيران.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجوم تضمن ثلاث موجات من القصف، استهدفت الأولى منها منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وشملت 20 موقعا في عدة مدن، وهو ما نفته طهران.
وكشفت صحيفة معاريف العبرية، أن 100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم.