شبح "انتخابات خامسة".. 3 سيناريوهات صعبة تنتظر إسرائيل
تقف إسرائيل أمام 3 سيناريوهات بعد انتخابات تشريعية غير حاسمة، فإما حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو وإما حكومة من المعارضة وإما انتخابات خامسة.
وثمة 3 شخصيات حاسمة في تحديد مسار الأحداث بالأسابيع القليلة المقبلة، وهي نفتالي بينيت، زعيم حزب "يمينا"، ومنصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة، وجدعون ساعر، زعيم حزب "أمل جديد".
وكلمة السر في الأسابيع القليلة المقبلة هي الرقم 61 وهو عدد المقاعد المطلوب بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا، من أجل تشكيل حكومة.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بإجراء اتصالات مع الأحزاب اليمينية لتشكيل حكومة يمينية مستقرة، فيما تعهدت أحزاب المعسكر المعارض بتشكيل حكومة بديلة.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الأسبوع المقبل، مشاوراته على الهواء مباشرة مع الأحزاب الفائزة لتحديد شخصية النائب الذي سيكلفه بتشكيل الحكومة.
وشهدت إسرائيل أمس، رابع انتخابات تشريعية في عامين، لكن لم ينجح أحد معسكرين يتنافسان على حكم البلاد في تأمين أغلبية المقاعد اللازمة لتشكيل حكومة مستقرة.
السيناريو الأول
في خطابه إلى أنصاره فجر اليوم، قال نتنياهو إنه سيعمل من أجل "منع الانتخابات الخامسة وتشكيل حكومة جيدة ومستقرة لإسرائيل".
وبات حزب "الليكود" الذي يقوده نتنياهو؛ الأكبر في إسرائيل بعد حصده 30 مقعدا، ولكن هذا غير كاف لتشكيل حكومة، ما يدفعه لإجراء مفاوضات شاقة مع الأحزاب الأخرى لتشكيل ائتلاف.
وهناك 4 أحزاب حسمت أمرها بدعم نتنياهو في مساعيه لتشكيل ائتلاف وهي شاس ( 9 مقاعد)، ويهودوت هتوراه (7)، الصهيونية الدينية (6).
فيما يعتبر نتنياهو أن المكان الطبيعي لحزب "يمينا" الحائز على 7 مقاعد ويترأسه نفتالي بينيت هو ائتلاف حكومي يميني.
ولم يغلق بينيت الباب أمام المفاوضات مع نتنياهو، لكنه أشار الى أنه طلب الانتظار لحين صدور النتائج النهائية للانتخابات.
وحتى في حال انضمام حزب يمينا رسميا إلى ائتلاف نتنياهو، فلن يكون كافيا لتشكيل الحكومة، إذ يقف معسكر رئيس الوزراء الإسرائيلي عند 59 مقعدا، ويحتاج إلى مقعدين آخرين لتأمين أغلبية الكنيست.
ويرى مراقبون أن ثمة خيارين أمام نتنياهو لتأمين مقعدين إضافيين، أولهما هو محاولة إعادة جدعون ساعر، زعيم حزب أمل جديد "6 مقاعد"، إلى صف "الليكود" أو على الأقل محاولة شق هذا الحزب الجديد للحصول على صوتين منه.
وحتى أشهر مضت، كان ساعر من قادة "الليكود" وانشق عن الحزب بسبب خلافات شخصية مع نتنياهو، بل إنه أعلن فجر اليوم إنه "لن يكون جزءا" من حكومة يترأسها الأخير.
أما ثاني الخيارين فهو اللجوء إلى منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة، الذي حصل على 5 مقاعد.
ولا يعتبر الخيار الأخير مفضلا لنتنياهو، الذي يكرر دائما أنه لن يشكل حكومة تعتمد على أصوات العرب، ولكن مؤخرا نشأت علاقة ودية بين نتنياهو وعباس، وفق مراقبين.
وقال عباس، الأربعاء، إن حزبه على استعداد للجلوس مع الجميع، وإن مواقفه ستنطلق من قدرته على تحقيق مطالب المواطنين العرب الذين يشكلون 20% من سكان إسرائيل.
ووفق مراقبين، فإنه من المستبعد أن ينضم عباس الى الحكومة الإسرائيلية، والأقرب أن تمنح قائمته شبكة أمان داخل الكنيست للحكومة الجديدة.
ولكن في كل الأحوال، فإن هذه الحكومة ستكون هشة ولن تدوم طويلا، إذ أنه من الصعب توقع استمرار دعم عباس لحكومة تبني مستوطنات وتقوم بهجمات في الضفة أو غزة.
حكومة بديلة
في المقابل، يطمح زعيم حزب "هناك مستقبل"، يائير لابيد، إلى تشكيل حكومة بديلة لحكومة نتنياهو، مشكلة من الأحزاب التي تتشارك معه في هذا الموقف.
لكن هناك عقبة قوية تتمثل في أن الأحزاب التي تتفق على إزاحة نتنياهو، تختلف فيما بينها سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا، ما يجعل التوصل لائتلاف حكومي صعب للغاية.
ويتكون المعسكر المناوئ لنتنياهو من أحزاب هناك مستقبل (17)، وأزرق أبيض (8)، وإسرائيل بيتنا (7)، والعمل (7)، وأمل جديد (6)، والقائمة العربية المشتركة (6)، وميرتس (5).
ويملك هذا التحالف 56 مقعدا، ويحتاج أيضا إلى دعم منصور عباس والقائمة العربية للوصول إلى 61 مقعدا.
غير أن كثيرا من المراقبين في إسرائيل يستبعدون حكومة تضم أحزابا من أقصى اليمين والوسط واليسار مع العرب.
الانتخابات الخامسة
عادة ما تخشى الأحزاب الإسرائيلية، وخاصة الصغيرة منها، الانتخابات، ولكنها يمكن أن تجد نفسها مضطرة للعودة إلى صناديق الاقتراع بعد عدة أشهر، للمرة الخامسة في وقت قصير.
في نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع القادم، يقدم رئيس لجنة الانتخابات المركزية، عوزي فوجلمان، النتائج النهائية للانتخابات إلى الرئيس الإسرائيلي.
وعلى إثر ذلك، سيكون أمام الرئيس الإسرائيلي سبعة أيام لإجراء مشاورات واتخاذ قرار وتكليف عضو كنيست بتشكيل الحكومة في موعد أقصاه الأربعاء 7 أبريل/نيسان.
وحال تكليف عضو كنيست بتشكيل الحكومة، فسيكون أمامه 28 يوما للقيام بذلك علما بأن الرئيس الإسرائيلي مخول بتمديد هذه الفترة لمدة تصل إلى 14 يوما إضافية.
وقال مكتب الرئيس: "إذا انقضت الفترة الزمنية المخصصة لعضو الكنيست لتشكيل الحكومة ولم يتمكن من القيام بذلك؛ أو إذا أبلغ عضو الكنيست الرئيس أنه ليس بإمكانه القيام بذلك؛ أو إذا تم تقديم حكومة وفشل الكنيست في منحها الثقة، فإن لدى الرئيس خيارين ويجب أن يختار أحدهما في غضون ثلاثة أيام".
ويتمثل الخيار الأول في تكليف عضو كنيست آخر بتولي مهمة تشكيل الحكومة، ويكون أمامه 28 يوما لتشكيل الحكومة. أما الخيار الثاني، فيتمثل في إبلاغ ريفلين، رئيس الكنيست، بأنه لا يرى إمكانية لتشكيل حكومة.
وقال مكتب الرئيس الإسرائيلي: "إذا أبلغ الرئيس رئيس الكنيست بأنه لا يرى إمكانية لتشكيل الحكومة؛ أو إذا كلف عضوًا آخر في الكنيست بمهمة تشكيل حكومة وفشل المرشح أيضًا في القيام بذلك، أو إذا تم تقديم حكومة إلى الكنيست ولم تحصل على الثقة، فيمكن لأغلبية أعضاء الكنيست "61 عضوا" تقديم طلب خطي إلى الرئيس لتكليف عضو كنيست آخر من اختيارهم بتشكيل الحكومة".
وأضاف: "إذا تم تقديم مثل هذا الطلب إلى الرئيس، يجب على الرئيس أن يعهد إلى عضو الكنيست المرشح بتشكيل الحكومة في غضون يومين، وسيكون أمام عضو الكنيست الذي تم ترشيحه من قبل أغلبية أعضاء الكنيست 14 يومًا للقيام بذلك".
وتابع: "إذا لم يتم تقديم مثل هذا الطلب من قبل غالبية أعضاء الكنيست؛ أو إذا كان عضو الكنيست الذي تم ترشيحه من قبل أغلبية أعضاء الكنيست غير قادر على تشكيل حكومة؛ أو إذا تم عرض الحكومة على الكنيست ولم يحصل على ثقتها، فسيتم اعتبار أن الكنيست حل نفسه، وإجراء انتخابات جديدة".
وتشهد إسرائيل استقطابا وشللا سياسيا منذ 2019، إذ أجريت 4 انتخابات في أبريل/نيسان 2019، وسبتمبر/أيلول من نفس العام، ومارس/آذار 2020، ومارس آذار 2021، لكن لم تنجح الانتخابات المتتالية في حلحلة الأزمة السياسية في البلاد.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز