إيران وإسرائيل وصراع النفوذ.. الشعب السوري يدفع الثمن
نتنياهو وأجهزته الأمنية يتمسكون بأولوية اقتلاع الوجود العسكري الإيراني من سوريا.
يدفع الشعب السوري ثمن صراع توسيع النفوذ في المنطقة الدائر بين النظام الإيراني ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة هجمات، لم يعترف بها، ضد أهداف عسكرية إيرانية على الأراضي السورية، آخرها مساء الأحد.
وقال محلل عسكري إسرائيلي، اليوم الإثنين، إن إسرائيل مصممة على اقتلاع الوجود العسكري الإيراني من سوريا.
وأشار في الوقت نفسه إلى أن إيران تخشى ردا على الهجمات الإسرائيلية يغضب الولايات المتحدة الأمريكية.
التحليل جاء بالتزامن مع اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، اليوم الإثنين، في جلسة طارئة، على خلفية القصف الذي تعرضت له منشآت عسكرية في سوريا، على أن يتناول الاجتماع أيضا الملف الإيراني.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل: بعد الهجوم على سوريا المنسوب إلى إسرائيل، ليلة الأحد، وهو الخامس على الأقل منذ سبتمبر/أيلول، يبدو أنه لا يوجد مجال كبير للشك بأن إسرائيل مصممة على اقتلاع الوجود العسكري الإيراني من سوريا.
وأضاف "في أعقاب الهجوم السابق على قاعدة تي فور الجوية في 9 نيسان/أبريل، والذي قتل فيه 14 شخصًا من بينهم 7 أعضاء من فيلق الحرس الثوري الإيراني، هددت إيران بالانتقام الشديد، واستعدت إسرائيل لذلك، ولكن لم يحدث أي شيء حتى الآن. بدلا من ذلك، هناك الآن تحرك آخر ضد نفوذ إيران في سوريا".
وعدّ هارئيل "المواجهة مع إيران (على الأراضي السورية) أصبحت مباشرة: لقد رسمت إسرائيل خطا في الرمال، وهي مستعدة لفرضه بالقوة".
وقال "في غياب وسيط بين الجانبين، فإن هذا الصراع يمكن أن يتصاعد".
وأضاف المحلل الإسرائيلي "خلال العام الماضي، ظهر اتجاهان واضحان في الشرق الأوسط: فاز معسكر الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الدموية في سوريا، والولايات المتحدة تعمل على تقليص وجودها في المنطقة، حتى هجومها العقابي الأخير ضد نظام الأسد ظهر وكأنه لفتة رمزية الوداع".
وأشار هرئيل إلى أنه "في هذه الأثناء، يتبلور اتجاهان آخران: جهود إسرائيل لطرد إيران من سوريا، واستعداد واشنطن لقرار التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران، والذي سيحدث في 12 أيار/مايو".
وقال "يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو تربط بين هذين الاتجاهين الأخيرين، الاعتقاد السائد هو أن إيران تمنع نفسها من الرد على تحركات إسرائيل، لأنها تخاف من ارتكاب خطأ من شأنه أن يثير غضب الولايات المتحدة".
وأضاف "ووفقاً لهذا الرأي، فإنه يمكن للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يرد على التصعيد بين إيران وإسرائيل بالتخلي عن الاتفاق النووي حتى قبل ذلك، وفي وقت لاحق قد يهاجم المواقع النووية الإيرانية نفسها (الأمر الذي سيكون أكثر إيلامًا من الهجوم الإسرائيلي النظري)، كما تشعر السلطات في طهران بالقلق من التهديدات المختلفة في الداخل، من الأزمة المالية إلى الاحتجاجات العاصفة، والاستنتاج الظاهري المطلوب هو أن إسرائيل يمكن أن تستمر في الإطاحة بالإيرانيين في سوريا كما يحلو لها".
وتابع: في الواقع، تتصرف الولايات المتحدة بشكل مختلف تمامًا عما كانت عليه أيام الرئيس السابق باراك أوباما.
ويشير في هذا الصدد إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إسرائيل عندما تسلم المنصب، معتبراً أنها بمثابة دعم واضح من واشنطن لرياح الحرب التي تهب في إسرائيل.
وينوه بأن نتنياهو يمنح الملف الإيراني أولوية قصوى، وعلى غير العادة، فإن قادة المؤسسة الأمنية معه، ويقودون خطًا صارمًا فيما يتعلق بوجود إيران في سوريا.
غير أن المحلل لم يستبعد في الوقت نفسه أن تتخبط حسابات إسرائيل تماماً إذا ما خرجت النيران في سوريا عن السيطرة، وإذا قررت إيران، على النقيض من التقييمات، إلقاء "حزب الله" في الحرائق، بعد الانتخابات اللبنانية المقرر إجراؤها في 6 أيار/مايو.
وحذر من أن "صراع كهذا يمكن أن يجر حماس في غزة، كما حذر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان مراراً وتكراراً".
وتابع هارئيل "لقد تمكنت إسرائيل حتى الآن من إنشاء والحفاظ على التنسيق مع سلاح الجو الروسي لمنع الاحتكاك في الأجواء السورية، لكن أليس بوسع موسكو أن تقرر في مرحلة أنها سئمت من تلقي الإملاءات من إسرائيل؟"، في إشارة إلى احتمال نشوب مواجهة جوية مع المقاتلات الروسية.
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز