آلاف الإسرائيليين بالشوارع ضد الإصلاح القضائي.. والمعارضة تشحذ أسلحتها
للأسبوع الـ20 على التوالي، عاد عشرات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع للاحتجاج على خطط الإصلاح القضائي المثيرة للجدل التي تدفع بها الحكومة.
ويخرج الإسرائيليون إلى الشوارع مساء كل سبت للاحتجاج على هذه القوانين، إلا أن الجولة الجديدة هذا الأسبوع تأتي قبيل تصويت الكنيست الأسبوع القادم على مشروع قانون ميزانية الدولة للعامين القادمين والذي لاقى انتقادات حادة خلال الكلمات التي أذيعت، مساء السبت، في الاحتجاجات.
وكانت أكبر الاحتجاجات في مدينة تل أبيب، لكن جرت أيضا في 150 موقعا من شمالي إلى جنوب البلاد بما فيها حيفا واسدود والقدس الغربية وهرتسيليا.
وقالت محطات التلفزة الإسرائيلية إن أكثر من 135 ألفا شاركوا في الاحتجاج الذي جرى تنظيمه في مدينة تل أبيب وعشرات الآلاف في المواقع الأخرى.
وفي كلمته في الاحتجاج الذي نظم في مدينة هرتسيليا، قال زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق يائير لابيد: "في الشهر المقبل، يجب على الكنيست انتخاب ممثليه في لجنة الاختيار القضائية، بما في ذلك ممثل المعارضة، وعقد اللجنة على الفور، والبدء في العمل وفقًا للقواعد المعمول بها كل هذه السنوات، وبدون هذا فإن كل هذا الحوار هو احتيالي ونحن لن نساعد في الخداع ".
وكان يائير لابيد يشير بذلك الى الحوار الذي يتوسط فيه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بين الحكومة والمعارضة للتوصل إلى إصلاحات قضائية مقبولة على الطرفين.
ويجرى الحوار منذ أكثر من شهرين، دون أن تلوح بالأفق بوادر اتفاق بين الطرفين، فيما يسود الاعتقاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد التفرغ بداية لإقرار مشروع قانون الميزانية في الكنيست قبل نهاية الشهر الجاري ثم يمضي قدما في مشاريع قوانين الإصلاح القضائي التي جمدها قبل نحو الشهرين بانتظار نتائج الحوار الذي يقوده هرتسوغ.
ويتعين إقرار مشروع قانون الميزانية قبل التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وإلا فسيتم حل الكنيست والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وقال لابيد: "انظروا إلى الميزانية التي يمرون عليها في الكنيست هذا الأسبوع. إنها ليست ميزانية إنها سرقة. إنهم يسرقون أطفالنا من مستقبلهم، ويفعلون ذلك بأموالنا. إنهم يخلقون هنا جيلًا كاملاً لا يخدم في الجيش، لا يتعلم مهنة، ولا يعمل، ولا يدفع ضرائب" في إشارة إلى المتدينين الإسرائيليين.
وأضاف: "لا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو. نحن نقف هنا لأنه من الممكن التغيير. إن دولة إسرائيل بحاجة إلى عقد جديد. أصح وأكثر عدلاً. نريد حكومة تمثل الأغلبية العاقلة، وليس المتطرفين. نحن نريد دستورا على اساس وثيقة الاستقلال".
من جهتها، قالت النائبة السابقة عن حزب "الليكود"، ليمور ليفنات، خلال المظاهرة في حيفا: "نتنياهو الذي عملت معه لسنوات عديدة لم يعد نفس الشخص"، ووجهت انتقادات إلى سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقالت: "من المقرر أن يطلب نتنياهو من الكنيست الأسبوع المقبل الموافقة على ميزانية مع اتفاقات ائتلافية قطاعية بمبالغ غير مسبوقة".
وأضافت: "يعتقد رئيس الوزراء أنهم سيعطونه السلام من القوى الأرثوذكسية المتطرفة واليمينية المتطرفة، ومن سيتمتع بكل هذا الخير؟ المزيد والمزيد من المدارس الدينية، والمزيد من الحاخامات والمزيد من الأموال للمؤسسات التي لا تدرس الدراسات الأساسية".
أما المظاهرة التي جرت في مفترق كركور، في شمالي إسرائيل، فقد قال خلالها الرئيس الأسبق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" كارمي جيلون، إن "السياسيين الأرثوذكس المتطرفين والوطنيين المتدينين هم الجهاد اليهودي، وهم يشكلون تهديدًا وجوديًا ومؤكدًا لدولة إسرائيل".
ووجه رسالة إلى نتنياهو، قائلا: "لقد قطعت طريقك السياسي مع علامة الخزي على جبهتك، وستتذكر إلى الأبد كرئيس الوزراء الذي كاد أن ينجح في تدمير إسرائيل".
وكانت الاحتجاجات قلت حدتها الأسبوع الماضي لأنها تزامنت مع العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
aXA6IDMuMTM4LjExOC4xOTQg جزيرة ام اند امز