الإمارات وإسرائيل في مقال مشترك: نكتب معاً وبصوت واحد
حين وقّعت الإمارات، قبل ستة أشهر، معاهدة سلام مع إسرائيل وصفها كثيرون بمثابة "بزوغ فجر شرق أوسط جديد" يرسم مقاربة مغايرة بمنطقة مثقلة بالنزاعات والحروب.
وها هي الإمارات تكتب اليوم فصلا حديثا في الدبلوماسية وترسم مسارا جديدا لبوصلة السلام والازدهار في الشرق الأوسط، بوصول أول سفير لها إلى إسرائيل، محمد محمود آل خاجة.
سفيرٌ أراد أن يكون هذا اليوم تاريخيا ومميزا كبقية أيام بلاده، بمقال مشترك مع القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أبوظبي إيتان نائيه.
مقالٌ نشرته بالتزامن صحيفتا "الاتحاد" الإماراتية باللغة العربية و"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بالعبرية، وذلك تزامنا مع وصول السفير آل خاجة إلى تل أبيب لتقديم أوراق اعتماده.
وجاء في نص المقال الذي ترجمته "العين الإخبارية": "قبل ستة أشهر، كانت رؤية دبلوماسي إماراتي مع دبلوماسي إسرائيلي شبه مستحيلة، وكان من المستبعد مشاركتهما في مقال صحفي واحد".
"كما بدت مباشرة العلاقات وفتح سفارات بين البلدين احتمالاً بعيد المنال. ولكن. ها نحن الآن، السفير الإماراتي في إسرائيل والقائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أبوظبي، نكتب معا وبصوت واحد".
"تقريب المسافات"
ويذهب الدبلوماسيان الإماراتي والإسرائيلي في وصف العلاقات بين البلدين "يمكن لصراع أن يستمر لأجيال ولكن السلام يحدث في لحظة. هذه اللحظة الدبلوماسية حصلت في الصيف الماضي، وها هما الدولتان والشعبان اليوم يسعيان معاً لتعويض الوقت الضائع".
أما مسار العلاقات منذ توقيع معاهدة السلام في سبتمبر/أيلول الماضي، فكتب آل خاجة ونائيه: "لقد تمت مباشرة العلاقات بصورة مذهلة حتى في خضم جائحة عالمية (كورونا)، فضلاً عن التحديات الطبيعية المتمثلة في موقعنا الجغرافي ضمن أكثر المناطق اضطراباً في العالم".
وتابعا: "نحن دبلوماسيان نمثل كلاً من دولة الإمارات ودولة إسرائيل، وقد عُهدت إلينا مهمة تقريب المسافات بين الدولتين. ونحن نؤمن بعظمة المهام التي أسندت إلينا، وأن بناء الثقة من خلال الروابط المفتوحة والمباشرة، إلى جانب القيادة السياسية الجريئة يمكن أن يؤدي إلى تحولات إقليمية".
لقاءات عمل مثمرة
وتطرق السفير الإماراتي والقائم بأعمال السفارة الإسرائيلية إلى لقاءاتهما، مشيرين إلى أنهما "التقيا وتحدثا في الكثير من الأحيان خلال الأسابيع الأخيرة".
وتركزت محادثات الدبلوماسييْن- بحسب المقال- على العلاقات الاقتصادية المتنامية والتجارة والسياحة والتبادلات في المجالات الصحية والتعليمية وتعميق الاتصالات بين الشعبين.
كذلك عملا "بشكل دائم ومستمر بإطلاع بعضهما على الاتفاقيات الجديدة بين جامعات البلدين ومعاهد الأبحاث والشركات الناشئة والمراكز الطبية".
وفي تفاصيل العمل الدائم بين الجانبين، قال الدبلوماسيان: "لقد شهد الأسبوع الماضي عقد شراكة بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي ومعهد وايزمان للعلوم، كما احتفلنا معاً بوصول (مسبار الأمل) الذي أطلقته دولة الإمارات بنجاح إلى مدار كوكب المريخ، وتداولنا سبل التعاون في المجال الفضائي والبعثات الفضائية الإماراتية الإسرائيلية".
"ونحن نكتب هذا المقال معاً، فإننا نعتز ونفخر بأن تتصدر دولة الإمارات ودولة إسرائيل العالم في برامج التلقيح ضد (كوفيد-19). وتسهم الروابط المفتوحة والمباشرة، في تبادل البيانات والخبرات بين العاملين في المجال الطبي، وتعزيز سبل التعاون في مجال توزيع اللقاحات في جميع أنحاء المنطقة والعالم".. يستكمل الحديث في المقال.
وعلى الصعيد الاقتصادي واستئناف السفر، أوضح آل خاجة ونائيه أنه "سوف يتسارع نمو التجارة والسياحة والاستثمار عبر الحدود بين الإمارات إسرائيل. وكون دولتينا من أكثر المجتمعات ديناميكيةً وتقدماً في المنطقة، فإن الإمكانات المتاحة جراء هذا الانفتاح لا حدود لها".
وفيما يتعلق بوصول السفير الإماراتي إلى إسرائيل، بيّن المقال أنه سيقدم أوراق اعتماده اليوم الإثنين إلى الرئيس رؤوفين ريفلين، وستعقب ذلك اجتماعات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جابي أشكنازي، قبل أن يبدأ العمل على تحديد موقع سفارة بلاده.
أما بالنسبة للقائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أبوظبي، فإنه سيستهل اليوم شهره الثاني من العمل في الإمارات، مع جدول أعمال حافل بالاجتماعات الحكومية الرسمية والتعاون المباشر.
وختم الدبلوماسيان الإماراتي والإسرائيلي مقالهما بالقول "لقد كان من الصعب تخيل كل هذا قبل ستة أشهر. ولكننا هنا الآن نساعد على كتابة فصل حديث في الدبلوماسية ورسم مسار جديد للسلام والازدهار والتقدم في الشرق الأوسط بدعم من حكومتي وشعبي البلدين".
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز