«يبقى محصنا حتى لو انهار المبنى».. مخبأ الإسرائيليين من الصواريخ
عندما يسمع الإسرائيليون صافرات الإنذار التي تطلق مع الهجمات الصاروخية، يعرفون أين سيتوجهون.
نظام من الملاجئ التي يعود تاريخ بنائها إلى خمسة عقود من الزمان، والتي تم بناؤها لتحمل أغلب الصواريخ التقليدية، هي المكان الذي يهرب إليه الإسرائيليون في حالات الطوارئ.
نظام دفاعي
ومع ترقب وتأهب تل أبيب لأي رد إيراني على اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران وكذلك تهديد حزب الله بمعركة مفتوحة، سيكون لدى إسرائيل نظام الدفاع الجوي متعدد المستويات في البلاد.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، يتمتع هذا النظام بسجل ممتاز، وبفضل المساعدة من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، أسقط 99% من أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار أطلقتها إيران على إسرائيل في أبريل/نيسان في أول هجوم مباشر لها على البلاد.
الملاجئ
ويعتمد الإسرائيليون أيضاً على الملاجئ المصممة لحماية المدنيين من الهجمات، والتي تم بناؤها وتحسينها على مدى وجود الدولة الذي دام 76 عاماً، ويضع الكثيرون ثقتهم فيها.
يقول عوفر شبتاي، 39 عاماً، وهو مبرمج يعيش في تل أبيب: "قد تحدث فوضى حقيقية. لكنني أشعر بأمان شديد".
وبدءاً من سبعينيات القرن العشرين، بدأت المدن الإسرائيلية في بناء نظام من الملاجئ العامة تحت الأرض لحماية السكان من القصف الجوي.
وفي عام 1991، أطلق العراق، بقيادة صدام حسين آنذاك، عشرات من صواريخ سكود على إسرائيل، فأصابت مدناً مثل تل أبيب وحيفا وألحقت بها أضرارا.
وفي العام التالي، أقرت إسرائيل قانوناً يفرض وجود ملاجئ في كل مبنى جديد.
واليوم، يمتلك حوالي 65% من الإسرائيليين غرفة في منازلهم أو شققهم تستخدم كملجأ من القنابل، أو لديهم ملجأ في الطابق الذي يعيشون فيه يخدم عدة شقق، أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام، وفقا لمسؤول أمني إسرائيلي.
مواصفات محصنة
والملاجئ في الشقق مصنوعة من الخرسانة المسلحة والأبواب المعدنية الثقيلة.
وبصرف النظر عن الباب والنوافذ المحصنة، فهي لا يمكن تمييزها إلى حد كبير عن الغرفة العادية. وقد حولها العديد من الإسرائيليين إلى غرف نوم لأطفالهم، حتى يكون الأطفال أكثر أمانا عند النوم.
منذ أوائل التسعينيات، كانت هذه الملاجئ تحمي الإسرائيليين بشكل أساسي من الصواريخ قصيرة المدى التي تطلق من غزة أو لبنان.
والآن يواجه الإسرائيليون احتمال إطلاق صواريخ كروز والصواريخ الباليستية ذات الرؤوس الحربية الأكبر حجما بشكل ملحوظ من على بُعد آلاف الأميال.
وبحسب المسؤول الأمني الإسرائيلي الذي تحدث للصحيفة الأمريكية، فإن البنية الأساسية الحالية يجب أن تحمي المواطنين من هجمات الصواريخ بعيدة المدى، لأنها مصممة لتحمُل الانفجارات والشظايا الناتجة عن صواريخ سكود من العراق.
"برج منفصل حتى لو انهار المبنى"
والملاجئ في الشقق مصممة بطريقة تجعلها تظل قائمة كبرج محصن منفصل حتى لو انهار المبنى.
وقال المسؤول إن الضربة المباشرة على الملجأ نفسه من المرجح أن تقتل من بداخله. لكنه استدرك بأن هذا غير مرجح نظرًا للمناطق السطحية الصغيرة للملاجئ الداخلية.
ويمكن للملجأ العام متوسط الحجم أن يستوعب بشكل مريح حوالي 200 شخص في أماكن إقامة متقشفة.
في المقابل، يظل حوالي ثلث الإسرائيليين بلا ملاجئ للقنابل في مبانيهم أو يعيشون بالقرب من ملجأ عام بما يكفي للوصول إليه قبل سقوط صاروخ أو قذيفة.
وهؤلاء هم في الغالب أشخاص يعيشون في مناطق أفقر، بما في ذلك في الريف، ومجتمعات الأقلية العربية في إسرائيل، والأحياء ذات الدخل المنخفض في المدن حيث تم تشييد المباني قبل فترة طويلة من دخول لوائح الملاجئ حيز التنفيذ.
لكن في تل أبيب المكتظة بالسكان، والواقعة في وسط البلاد، فبإمكان الإسرائيليين الدخول للملجأ في غضون 60 ثانية بمجرد سماع صافرة الإنذار الصاروخية.
أما أولئك الذين يعيشون على الحدود بالقرب من غزة أو لبنان فلديهم ما لا يقل عن 10 ثوان للعثور على مأوى.
168 ملجأ في تل أبيب وحدها
ويوجد في تل أبيب، 168 ملجأ تحت الأرض، و356 إجمالاً إذا تم تضمين تلك الموجودة في المؤسسات التعليمية أو المباني البلدية الأخرى.
وتتوفر أماكنها على موقع المدينة على الإنترنت، وترشد اللافتات البرتقالية في الشوارع الناس كيفية الوصول إليها.
وداخل الملاجئ حمامات ومطبخ صغير ودش وأنظمة تنقية للهواء.
في الآونة الأخيرة، بدأت المدينة في إضافة شبكة إنترنت لبعض الملاجئ تحت الأرض.
aXA6IDUyLjE1LjIxNy44NiA= جزيرة ام اند امز