إرهاق الحرب يتعمق في إسرائيل.. «أزمة تجنيد» تلوح في الأفق
مع اتساع نطاق الحرب وارتفاع أعداد القتلى اختار المزيد من جنود الاحتياط الإسرائيليين عدم الالتحاق بالخدمة العسكرية وهو ما قد ينذر بأزمة، حال استمرار الحرب متعددة الجبهات.
ووفقا لتقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يضع تهرب جنود الاحتياط من الخدمة عبئا إضافيا على جيش مثقل بالفعل، وسط حرب تتسع رقعتها بشكل متزايد.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني أن أعداد المجندين تراجعت أخيرا بنحو 15% مقارنة بالفترة التي تلت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما هرع مئات الآلاف من الإسرائيليين لتلبية نداء الخدمة العسكرية، حتى دون استدعاء رسمي.
وبحسب الصحيفة تعتمد إسرائيل تاريخيا على جيش نظامي صغير مدعوم بجنود الاحتياط لخوض حروب قصيرة، لكن هجوم حماس دفعها إلى أطول صراع في تاريخها.
الأثر الاقتصادي والاجتماعي
وأدى ارتفاع عدد القتلى بين الجنود منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستدعاء نحو 350,000 من جنود الاحتياط، وهو رقم كبير مقارنة بتعداد السكان البالغ أقل من 10 ملايين، إلى ضغط هائل على الاقتصاد والعائلات.
وتدهورت الإنتاجية الاقتصادية، وتوقعت مراكز دراسات أن ينخفض النمو الاقتصادي إلى 1.5% في عام 2024، فضلا عن إغلاق الشركات الصغيرة، وفقد الشركات الناشئة رأس مالها، فيما يدرس مستثمرون نقل نشاطهم خارج إسرائيل.
التحديات النفسية والاجتماعية
وتتفاقم معاناة عائلات الجنود، التي تشكو من العزلة والخوف. وتجد العديد من النساء أنفسهن في دور الأمهات العازبات مؤقتا، حيث تراجعت ساعات العمل لتلبية احتياجات الأطفال.
ورغم هذه الأعباء، يرى كثير من الإسرائيليين أن الكلفة البشرية والاقتصادية تدفع في اتجاه ضرورة تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في القضاء على حماس في غزة، تحرير الرهائن، وإعادة الإسرائيليين الذين شُردوا من منازلهم في الشمال.
تمديد الخدمة الإلزامية
وفي ظل هذا التصعيد الحالي تواجه إسرائيل تحديات غير مسبوقة على المستوى العسكري والاجتماعي خاصة مع الاعتماد الكبير على قوات الاحتياط، التي أصبحت تواجه ضغوطا هائلة وسط تراجع حاد في أعداد المجندين.
وبحسب "واشنطن بوست" تخطط المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي تواجه نقصا محتملا في القوات، لتمديد الخدمة الإلزامية في الجيش النظامي ورفع الحد الأقصى لسن جنود الاحتياط.
ومنذ بداية الحرب في غزة ولبنان، تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر ملحوظة على الجبهتين، إذ يستمر حزب الله اللبناني في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية والتصدي للقوات التي تحاول التقدم في عمق الجنوب.
وفي غزة لا يزال الجيش يواجه مقاومة من الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، حيث يتعرض لضربات وخسائر في الأرواح والمعدات.
aXA6IDMuMTUuMTg2LjU2IA== جزيرة ام اند امز