رهائن إسرائيل بغزة.. خبير في تبادل الأسرى يرسم الطريق إليهم
الطريق إلى الرهائن في قطاع غزة ليس سهلا على إسرائيل، مع عددهم الكبير، فهل ثمة منفذ للخروج من النفق؟
بوعز غانور، وهو مفاوض ذو خبرة في شؤون الرهائن، يشرح لمجلة "فورين بوليسي" المقايضات التي تواجه الحكومة الإسرائيلية.
فعلى وقع روايات إسرائيلية حول ارتكاب حماس فظائع بحق المدنيين الإسرائيليين خلال هجوم السبت، تدرس حكومة الطوارئ إمكانية القيام بعملية برية في القطاع.
إمكانيةٌ تعززت، اليوم الجمعة، بعد طلب الجيش الإسرائيلي من سكان مدينة غزة وشمالها النزوح إلى جنوب القطاع، وهو ما يؤشر إلى عملية برية تلوح في الأفق.
وتجاوز عدد القتلى جراء الهجوم المباغت في إسرائيل 1300 شخص، فيما قُتل أكثر من 1400 شخص في الغارات الجوية الانتقامية الإسرائيلية على غزة.
خيارات إسرائيل
وفيما لا يوجد عدد واضح للرهائن الذين اختطفتهم حماس في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وسط حديث عن أكثر من 150 رهينة، يزداد مسار إسرائيل إلى الأمام تعقيدا بسبب حالة الرهائن غير المسبوقة.
ومن أجل فهم خيارات الحكومة الإسرائيلية في هذا الأمر، تحدثت مجلة "فورين بوليسي" مع خبير مكافحة الإرهاب بواز غانور، الذي يتمتع بسنوات من الخبرة في دراسة المنظمات المسلحة وتقديم المشورة للحكومات بشأن الابتزاز ومفاوضات الرهائن.
فإلى أي درجة يعتبر هذا النوع من احتجاز الرهائن غير مسبوق بالنسبة لتل أبيب؟ يجيب غانور هو أستاذ ورئيس جامعة رايخمان الإسرائيلية: "إنه أمر غير مسبوق، ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل للعالم أجمع".
ويقول في المقابلة التي طالعتها "العين الإخبارية" في المجلة الأمريكية "لقد شهدت إسرائيل اختطاف الأطفال والأمهات وكبار السن، في الستينيات والسبعينيات، لكننا لم نر قط مسلحون يتصرفون بهذه الطريقة المخزية وغير الإنسانية تجاه الأطفال والنساء وكبار السن".
وفيما يتعلق بحسابات تل أبيب تجاه الرهائن، تحدث الخبير الإسرائيلي عن نوعين من هجمات الابتزاز عندما يتم احتجاز رهائن.
أحد أنواع الابتزاز هو وضع المتاريس، باستخدام مبنى أو مركبة أو قطار أو طائرة، من أجل احتجاز الأشخاص كرهائن داخل المنشأة.
نوعٌ آخر من هجمات الابتزاز هو الاختطاف، وفي هذه الحالة فإنهم يأخذون الرهائن إلى مكان مجهول.
هناك اختلافات كبيرة بين هذين النوعين من الهجمات، بحسب غانور، الذي أوضح أنه عند الحديث عن وضع حاجز الرهائن، "فإننا نعرف مكان احتجازهم".
ويضيف "على الرغم من أن إجراء عملية إنقاذ أمر معقد للغاية، إلا أنه لا يزال لديك المعلومات الاستخباراتية اللازمة لمعرفة مكان وجودهم من أجل البدء في التخطيط لعملية الإنقاذ، لكن في هجوم الاختطاف ليس لديك هذه الميزة، عادة أنت لا تعرف أين الرهائن، حيث يتم نقلهم إلى مكان سري، وبالتالي لا يمكنك التخطيط أو تنفيذ عملية الإنقاذ" يضيف غانور.
وتواجه إسرائيل هجوم اختطاف جماعي، إذ يشير المفاوض السابق إلى أن احتجاز الرهائن لا يتم في مكان واحد، وإنما في أماكن مختلفة.
وسبق أن أعلنت حركة الجهاد الإسلامي أنها تحتجز 30 منهم، بينما تحتجز حماس آخرين، وهناك فصائل أخرى قد يكون لديها رهائن إسرائيليون خاصين بها.
وهذا بنظر غانور يعني أن القدرة على القيام بعملية إنقاذ متزامنة في أجزاء كثيرة من قطاع غزة تقترب من الصفر في المئة.
لعبة محصلتها صفر
وعن الاعتبارات التي يأخذها صناع القرار في إسرائيل بعين الاعتبار في مثل هذا الوضع، والمعضلات الأخلاقية والعملية الرئيسية التي يواجهونها، يشرح غانور: "في معضلة أزمة الرهائن النموذجية، قبل اتخاذ قرار بشأن إجراء عملية إنقاذ، يقوم صناع القرار بحساب خطر قيام المسلحين بإيذاء الرهائن أو تعرض فريق الإنقاذ للأذى أثناء العملية".
وفي الوضع الحالي سيكون هناك اعتبار إضافي هو الغرض والأهداف التي حددها صناع القرار لعملية عسكرية في غزة، حيث تقرر حكومة الطوارئ الجديدة ما يجب فعله ردا على ذلك.
وفي هذا الصدد، يرى غانور أن قواعد اللعبة قد تغيرت، فالجاري ليست عملية عسكرية، وإنما حرب "بل أسوأ حرب واجهتها إسرائيل على الإطلاق، حيث قتل 1300 شخص وهو رقم من المرجح أن يرتفع" بحسب الخبير.
بيْد أنه إذا أقدمت إسرائيل على ضربات أشد قسوة بالقنابل، فإن هذا النوع من الأنشطة لن يدعم التوصل إلى صفقة سريعة وآمنة لتبادل الرهائن بالأسرى الموجودين في السجون الإسرائيلية.
إنها لعبة محصلتها صفر كما يقول غانور "فإما أن تقرر إسرائيل أن تقول: نحن مستعدون للتوصل إلى نوع من وقف إطلاق النار من أجل التوصل إلى نوع من التبادل السريع والعادل، وإما أن تقرر الرد بشكل أكبر وتلقين حماس درسا".
لكن ماذا عن عنصر عدم اليقين، لا سيما الأنفاق ومدى الكثافة السكانية في غزة؟
يرى غانور أن عدم اليقين، والكثافة، والأنفاق الموجودة تحت الأرض التي بنيت في غزة، وعدد الرهائن المنتشرين في أجزاء مختلفة من غزة، يُخرج عملية الإنقاذ من المعادلة.
وقال: "لا يزال من الممكن إجراء عملية عسكرية واسعة النطاق واستخدام المعلومات الاستخبارية التي تهدف إلى تحرير الرهائن هناك، لكن إمكانية القيام بذلك في وقت واحد وتحرير الرهائن دون أن يصابوا بأذى تقترب من الصفر".
وتوقع الخبير في شؤون الرهائن أن تقوم إسرائيل بعملية عسكرية في أجزاء كبيرة من غزة تتحول إلى عمليات إنقاذ هنا وهناك بناءً على معلومات استخباراتية جديدة حول مكان وجود الرهائن.
لكن النظر في مسألة الرهائن الإسرائيليين سيصبح اعتباراً ثانوياً، فيما يبقى نجاح العملية العسكرية وحماية حياة الجنود الإسرائيليين هو الأولوية الأولى، وفق غانور.
aXA6IDMuMTcuNzYuMTc0IA==
جزيرة ام اند امز