مقابلة "غير مسبوقة".. قائد عسكري إسرائيلي يتحدث لصحيفة بحرينية عن فرص السلام
في سابقة مع صحيفة بحرينية، كشف قائد كبير بهيئة الأركان الإسرائيلية، عن أوراق استراتيجية لبلاده في الشرق الأوسط، وتحديدا السلام وإيران.
وقال رئيس هيئة الاستراتيجية والدائرة الثالثة اللواء تال كالمان، خلال حديثه مع صحيفة "الأيام" البحرينية، إن اتفاقيات إبراهيم تشكل فرصة لإقامة شرق أوسط جديد، حيث تفتح المجال لإنشاء محور معتدل يضم إسرائيل والبحرين والإمارات والأردن ومصر ودول أخرى قد تنضم إليها مستقبلاً.
قوة شرق أوسطية
اللواء كالمان اعتبر أن المحور المعتدل يمكنه الوقوف أمام محور متطرف تقوده اليوم إيران في المنطقة، وله وكلاء في كل من لبنان وسوريا واليمن والعراق، على حد قوله.
ونبه إلى أن وجود هذا التحالف من شأنه أن يحد من سلوك ايران العدواني؛ حيث تعتبر القدرات العسكرية لإسرائيل والدول المعتدلة عامل توازن في المنطقة.
وتابع: "هناك الكثير من الأحداث والتغيرات الكبيرة التي تحدث في الشرق الأوسط، والتي أعتقد أنها ستغير المنطقة لسنوات طويلة في المستقبل.. وبالطبع، هناك جانب التحديات وهناك جانب الفرص.. أريد أن أبدأ بالتحديات، لأن على جانب الفرص نجد أن الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والبحرين هي جزء من صورة تحرك أكبر، قد يؤدي إلى فرص كبيرة جدًا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط – وهو ما أتمناه".
ومضى في حديثه: "اليوم عندما ننظر إلى الشرق الأوسط فإننا نرى أن التحدي الأكبر هو إيران.. فهي مركز كل تحرك سلبي في الشرق الأوسط.. وهذا من وجهة نظر إسرائيل.. أود التأكيد على أننا ليس لدينا مشكلة مع الشعب الإيراني، وهناك أكثر من 80 مليون إيراني نتمنى لهم أن يعيشوا في سلام واستقرار وازدهار. لكن المشكلة هي النظام الإيراني".
واتهم النظام الحاكم في طهران بـ"التطرف ومحاولة نشر الثورة خارج إيران"، قائلا: "هو مستعد أن يجعل الشعب الإيراني يدفع ثمنًا غاليًا جدًا لعشرات السنوات من أجل نجاح نشر الثورة داخل إيران وخارجها والتأثير على الدول الأخرى، وبناء نفسها كقوة إقليمية".
ولفت إلى أن "هذه المشكلة ليست فقط تستهدف إسرائيل، بل تستهدف جميع الدول في الشرق الأوسط التي ترغب في السلام والازدهار، ولكن بالنسبة لنا، فإن أحد أهداف النظام الإيراني هو محو إسرائيل من الخريطة".
وتحدث عن قوة الموقف الدفاعي الإسرائيلي المتزايد بتوقيع اتفاقيات السلام، قائلا: "كان لدينا في السابق اتفاقيات فقط مع مصر والأردن، وكانت بالطبع خطوة مهمة لأن هذه الدول على حدودنا لكن اليوم اتفاقية إبراهيم تمثل الحدث الأكبر منذ ثلاثين عامًا الماضية".
وأضاف: "الاتفاقية تغير الطريقة التي ننظر بها إلى الشرق الأوسط، فلم نعد الدولة المعزولة التي لا تفعل شيئاً سوى حماية نفسها.. اليوم إسرائيل محاطة بأصدقاء، وأصدقاء محتملين في المستقبل، حيث نتطلع أن يكون لدينا اتفاقيات مستقبلية معهم.. وهذا يعني على المستوى الاستراتيجي أن المنطقة متجهة إلى مزيد من العلاقات والتعاون الدولي".
وزاد: "الجيش الإسرائيلي أسس ليكون قوياً وجيداً ومغلقاً ويعتمد على قدراته الخاصة، لكن اليوم لدينا فرصة للتعاون الاستخباراتي، وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب. وكذلك التدريب مع الدول الأخرى. وهذا تغير استراتيجي كبير.. ببساطة لم نعد فقط نحمي أنفسنا على حدودنا، بل أصبح لدينا عمق استراتيجي".
الملف النووي الإيراني
رئيس الإدارة الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي اللواء تال كالمان حذر كذلك من أن وصول إيران إلى القدرات النووية، سينتج عنه سباق نووي في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد على أن بلاده تؤمن بالحل الدبلوماسي لهذا الملف دون التخلي عن استعدادها لأي سيناريو مع طهران ووكلائها، في حال فشلت الجهود الدبلوماسية الدولية.
ورأى أن وجهة النظر الإسرائيلية تعتبر أن إيران تشكل الجانب السلبي في الشرق الأوسط كما أنها "المشكلة الأكبر في مسألة الدفاع الإسرائيلي، ولذلك فإن الاتفاقات المشتركة في الجانب الدفاعي ليست هي الحل، بل هي جزء من الحل، فهي لن تجعل طهران تختفي، ولكنها ستصنع توازنا بين نظام متطرف يحاول دعم الإرهاب وبناء قدرات عسكرية، وبين أنظمة لديها استقرار قوي وقدرات كبيرة في المجالات العسكرية والاقتصادية".
وأضاف: "إذا امتلكت إيران قدرات نووية، فلن يكون هناك شرق أوسط مستقر.. هذا هو الشيء الأول ورغم أن إيران لا تسارع إلى طاولة المفاوضات إلا أننا ما زلنا نعتقد بضرورة الحل الدبلوماسي ونعتقد أنه بالخطوات الصحيحة بعضها لم تتخذ بعد".