سياسي إسرائيلي: السلام في صالح الجميع وقطر أضرت العرب
أكد عضو الكنيست الإسرائيلي السابق والسياسي الدرزي البارز أكرم حسون أن قطر تمارس سياسة مضرة بالداخل العربي في بلاده، وتضغط على القيادة الفلسطينية بغية عدم تحقيق السلام.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، وجه حسون انتقادات شديدة للقائمة العربية في الكنيست، موضحًا أنها أخطأت بشكل كبير حين لم تصوت على اتفاقيات السلام الأخيرة.
وأكد أن أغلب العرب والغالبية العظمى من النسيج الدرزي في إسرائيل مع السلام ويحيون موقف الإمارات وقادتها.
وتوقع أن ترتد خطوة قادة الإمارات وإسرائيل التي أدت للسلام بالنفع الكبير على شعبي البلدين في مختلف المجالات وستستفيد المنطقة والعرب من هذه الخطوة المهمة.
إشادة بقيادة الإمارات
حسون أشاد بتوقيع اتفاقيات سلام بين إسرائيل من جانب والإمارات والبحرين والسودان من جانب آخر، قائلا: "نبارك هذه الخطوة التي ستعود بفائدة على المنطقة وعلى شعوب الدول الأربع".
وتابع: "برأيي نحن بحاجة إلى قيادة جريئة وقادة الإمارات ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثبتوا ذلك.. السلام عادة يجلب الخير، نحن نريد ترك الحروب".
وأضاف: "97% من أبناء الطائفة الدرزية يؤيدون هذه الخطوة ويباركوا للشعبين وكذلك 70 من المواطنين العرب في إسرائيل لكن للأسف الشديد قيادة القائمة العربية المشتركة لم تصوت لاتفاقيات السلام في الكنيست وهذا أكبر خطأ، ويضر بنا كعرب لأننا نريد سلام".
السلام والقضية الفلسطينية
ورفض حسون ربط معاهدات السلام بحل القضية الفلسطينية أولا، مشدداً على أن "هناك فرصة لحل القضية الفلسطينية من خلال السلام".
وأشار إلى أن الكرة في ملعب قادة فلسطين، هم من بحاجة إلى قيادة جريئة مثل الإمارات لإنجاز السلام.
وأضاف: "هناك من يربط القضية الفلسطينية بتحقيق السلام ويريدون حلا في البداية للقضية الفلسطينية، لكن نحن منذ عام 2002 ننتظر قادة فلسطينيين يكونوا جريئين مثل الإمارات والبحرين والسودان من أجل التوقيع على عملية سلام، والابتعاد عن الإرهاب وسفك الدماء لكن للأسف الشديد لم نر ذلك كل تلك السنوات".
كما وجه انتقادات شديدة لقطر لدورها السلبي في عملية السلام، وللقائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، مشيرا إلى أن "الدوحة تؤثر بشكل سلبي وهذا يعود بالضرر علينا جميعا".
وانتقد القيادة العربية في إسرائيل، قائلا: "هناك خيبة أمل كبيرة جدا منهم، هي لا تمثل الشعب العربي بالداخل، 70% من عرب إسرائيل يريدون سلاما مع الإمارات والبحرين وجميع الدول العربية، ولكن قادتهم يتصرفون عكس ذلك، وفي نهاية الطريق هم الخاسرون".
وبين أنهم "لا يؤثرون على القرار في إسرائيل، فهم موجودون من 70 عاما هم موجودين في المعارضة فقط، لا يستطيعون أن يقدموا شيئا لعرب إسرائيل وهذه كارثة اجتماعية وأخلاقية وسياسية".
ودعا إلى تغيير هذا المسار، قائلا: "نريد شركاء من الوسط العربي يؤمنوا بالسلام ويستطيعون أن يكون جسر للسلام والمحبة.. نحن نفتقر لقادة عرب في هذه الأيام".
وشدد على أهمية معاهدات السلام، مؤكدا أنه سيحقق انتعاشا اقتصاديا كبيرا جدا، وعرب إسرائيل نحو 20% من بلدنا ويستطيعون أن يصبحوا جسرا للسلام والمحبة والتقارب بين الجميع".
وسبق أن كشف حسون في تصريحات سابقة أن والدته اسمها فلسطين وخالته اسمه سوريا ولغته العربية ودولته إسرائيل.
سلام عابر للقارات
وكانت خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل قد فتحت الباب واسعا أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة.
ومنذ المكالمة التاريخية التي جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 13 أغسطس/آب الماضي، لم يعد يمر شهر، إلا وتعلن دولة عربية جديدة الانضمام لمسار السلام.
الإعلان الإماراتي اتبعه قرار بحريني في 11 سبتمبر/أيلول الماضي يعلن الانضمام لقطار السلام.
وبعد أن ترجمت الإمارات إعلانها التاريخي على أرض الواقع بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت المنامة في اليوم نفسه إعلان تأييد سلام مع تل أبيب، قبل أن تمضي قدما لتوقيع بيان تاريخي مشترك في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بشأن "إقامة علاقات دبلوماسية إيذانا ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين".
ولم تمر أيام على تلك الخطوة الأخيرة، لتعلن السودان هي الأخرى، 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الانضمام لمسار السلام.
يوم بعد يوم، بدأت تتسع مظلة السلام في خطوات متسارعة وتنتقل من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة، على نفس مسار السلام الإماراتي، لنشر السلام والتسامح وتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
ومع كل خطوة نحو السلام، تتأكد صواب الرؤية الإماراتية في إمكانية نجاح لغة الحوار في تحقيق ما لم تحققه عقود الجفاء والمقاطعة.
على نفس مسار السلام الإماراتي ثم البحريني، التي أكدا خلاله على أن دعم القضية الفلسطينية بندا ثابتا ضمن أولوياتهما، انضمت السودان على نفس الدرب، مؤكدة أهمية مسار السلام "لبناء مستقبل أفضل وتعزيز قضية السلام في المنطقة ".
من قارة آسيا إلى أفريقيا، بدأت شعوب المنطقة تتنسم عبير السلام، وتتشوق لجني ثماره.
مكاسب بالجملة
وتتجاوز منافع معاهدات السلام مع إسرائيل الجانب السياسي، إلى التعاون العلمي لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، الذي يعد أكبر تحد تواجهه البشرية في الوقت الراهن، وهو ما بدأ بالفعل بين مؤسسات بحثية إماراتية وإسرائيلية.
وإلى جانب التعاون العلمي، فإن بدء العلاقات الدبلوماسية السلمية بين الجانبين، من شأنه أن يؤدي إلى النهوض بالمنطقة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، وتوثيق العلاقات بين الشعوب.
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، حققت معاهدات السلام مكاسب بالجملة للقضية الفلسطينية، فقد لعبت الإمارات منذ تأسيسها دورا بارزا في دعم الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة، مستندة إلى سياسة تتسم بالواقعية بعيدا عن استراتيجية الظواهر الصوتية، التي تنتهجها الدول المتاجرة.
وفيما كانت إسرائيل قاب قوسين أو أدنى خلال الأسابيع الماضية من ضم غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية، الأمر الذي يعني القضاء على أمل إقامة دولة فلسطينية، تدخلت الإمارات بدبلوماسيتها الواقعية لتمنع الضم عبر معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل.
لم تعلن الإمارات التنازل عن أي من الحقوق الفلسطينية، ولم تدع الفلسطينيين لذلك، ولم تمنعهم أيضا من نيل أي حقوق يطالبون بها، على العكس تماما، نجحت الإمارات -دون أن يطلب منها أحد ومن واقع إحساس قادتها بالمسؤولية عن قضية تعد مركزية في سياستها الخارجية منذ تأسيسها- في إنقاذ 30% من الأراضي الفلسطينية وأكثر من 100 ألف فلسطيني كانوا معرضين للطرد وإنهاء 6 سنوات من الجمود.
وفتحت الإمارات الطريق أمام تسوية وضع الأقصى، وألزمت معاهدة السلام إسرائيل بفتح المسجد أمام المسلمين من بقاع الأرض كافة.
وخلال التوقيع على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، أكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أن هذه المعاهدة ستمكن الإمارات "من الوقوف أكثر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتحقيق آماله في دولة مستقلة ضمن منطقة مستقرة مزدهرة".
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA= جزيرة ام اند امز