جندي هدد بالانتحار وقائده: «خذ سكينًا».. تقرير إسرائيلي يفضح عنف الجيش

كشف تقرير سنوي لمفوضية شكاوى الجنود الإسرائيلية عن ارتفاع وُصف بـ«المقلق» للعنف داخل الجيش الإسرائيلي، مطالبةً بسرعة «إصلاح الخلل» في الجيش.
التقرير، الذي يتضمن شكاوى الجنود في 2024، قدمته المفوضية إلى وزير الدفاع ولجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، ونشرت تفاصيله القناة «الـ14» العبرية.
- تفاصيل مروعة.. هكذا «أعدم» الجيش الإسرائيلي فلسطينيا وزوجته بغزة
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يعلن استقالته ويقر بالفشل في 7 أكتوبر
وأكد أن شكاوى الجنود وقوات الاحتياط شهدت ارتفاعًا حادًا بنسبة 88%.
وأوضح أن الشكاوى غالبيتها تتعلق بـ«سوء المعاملة من قبل القادة، وتدهور الرعاية الطبية، وظروف الخدمة السيئة داخل القواعد العسكرية، وشكاوى جنود الاحتياط، إضافةً إلى المشكلات القيادية والطبية».
ودعت مفوضية شكاوى الجنود إلى إصلاحات عاجلة لضمان حقوقهم وتحسين أوضاعهم.
الجنود «الاحتياط»
وخلال العام الماضي 2024، تلقت المفوضية 6,777 شكوى، بزيادة 18% عن العام السابق، بينما ارتفعت شكاوى جنود الاحتياط تحديدًا بنسبة 88%.
وتمحورت الشكاوى حول عدة قضايا رئيسية، مثل رفض الإعفاء من الخدمة، وعدم الاعتراف ببعض الجنود كمقاتلين رغم مشاركتهم في المعارك.
إضافةً إلى التأخير في دفع المستحقات المالية، بالإضافة إلى أخطاء إدارية أدت إلى فقدان تعويضات مهمة. كما شملت الشكاوى نقص التجهيزات الدفاعية والملاجئ في القواعد العسكرية.
الجنود النظاميون
وكشف التقرير عن الضغوط الشديدة التي تعرض لها جنود الجيش النظاميون خلال الحرب في غزة، حيث قضى العديد منهم شهورًا طويلة بعيدًا عن عائلاتهم في أوضاع تهدد حياتهم.
ووردت 694 شكوى تتعلق بظروف الخدمة، والمعاملة القيادية، وانتهاك الحقوق الأساسية للجنود.
عنف وإهانات وانتهاكات
وأظهر التقرير تزايدًا مقلقًا في الشكاوى المتعلقة بسوء المعاملة من القادة، حيث شكلت 39% من إجمالي الشكاوى، وهو ارتفاع بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي.
وأبلغ الجنود عن تعرضهم للعنف الجسدي والإهانات العلنية من قادتهم، إذ سُجلت حالات اعتداء جسدي وإذلال أمام الزملاء.
وكانت إحدى أكثر الحوادث صدمةً عندما أبلغ جندي عن أفكار انتحارية، فرد عليه قائده ساخرًا: «خذ سكينًا».
وكشف التقرير عن تلك الواقعة التي تعرض فيها الجندي للعنف الجسدي من قائده، حيث قام الأخير بإمساك رأسه بعنف وضربه، ثم دفعه بقوة.
وعندما أعرب الجندي عن معاناته النفسية، استخف القائد بمشكلته ورد عليه بالقول: «هاك، خذ سكينًا».
وبعد التحقيق، اعترف القائد بخطورة سلوكه وتعهد بعدم تكراره، بينما أمر قائد الكتيبة بتنظيم جلسة توعية للجنود حول أهمية الاحترام والتواصل الصحيح.
وكشف التقرير عن حادثة وقعت خلال إحدى العمليات على الحدود المصرية، حيث أقدم نائب قائد كتيبة على توجيه إهانات لفظية لمجندة تعمل في غرفة القيادة والسيطرة، منتقصًا علنًا من أدائها.
لم تتمكن المجندة من الرد نظرًا لطبيعة مهمتها التي تتطلب تركيزًا عاليًا وعدم الانشغال بأمور جانبية، ما جعلها عرضة لسلوك الضابط المهين دون قدرة على الدفاع عن نفسها.
لاحقًا، واصل الضابط إساءته حين تحدث مع قائدة المجندة، قائلاً: «لو كنت مكانك، لأعطيتها صفعتين».
واعتبرت المفوضة العسكرية أن هذا التصرف يعكس خللًا خطيرًا في أسلوب القيادة، مؤكدة أنه لا يتماشى مع معايير الانضباط العسكري.
وبناءً على ذلك، تلقى الضابط تنبيهًا رسميًا من قائد الكتيبة بضرورة احترام الجنود وتجنب أي شكل من أشكال الإساءة اللفظية أو الجسدية.
ظروف متدهورة ورعاية سيئة
ووفق التقرير، لا تزال الظروف المعيشية المتردية في القواعد العسكرية تشكل تحديًا كبيرًا، حيث أبلغ الجنود عن نقص في الملاجئ، وتدهور البنية التحتية، وإهمال في توفير الاحتياجات الأساسية، بما في ذلك الغذاء المناسب لبعض الفئات.
كما كشف التقرير عن إخفاقات خطيرة في الاستجابة للحالات الطارئة.
وفي إحدى الحالات، أُصيب جندي بسكتة دماغية، لكن طبيب الوحدة لم يُجرِ الفحوصات اللازمة، بل أرسله إلى المنزل للراحة بدلًا من تقديم الرعاية الفورية.
وفي حالات أخرى، أُجبر الجنود على الخضوع لعلاجات طبية بالقوة، مثل إدخال إبر في الوريد رغم اعتراضهم.
ومن بين أكثر القضايا إثارةً للجدل، وردت شكوى من مجندة أُجبرت على الخضوع لإجراء طبي رغم رفضها الصريح.
وأفادت بأنها تعرضت لضغوط شديدة من طبيب الوحدة، الذي هددها باستخدام العنف إن لم تمتثل للأوامر.
رفض الخدمة بالمواقع الحدودية
وأثارت قضية رفض المجندات في وحدات المراقبة المرئية للخدمة في المواقع الحدودية جدلًا واسعًا، خاصةً بعد هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ورفضت العديد من المجندات الخدمة في هذه المواقع، وتعرض بعضهن للاعتقال العسكري بسبب امتناعهن عن التدريب.
وأعربت عائلاتهن عن قلقها من تعيينهن في مناطق خطرة، مشيرةً إلى إمكانية الاعتماد على أنظمة مراقبة آلية بديلة.
مطالب بإصلاحات عاجلة
وأكدت مفوضية شكاوى الجنود الحاجة الملحة إلى تنفيذ إصلاحات جوهرية في الجيش، تشمل تحسين ظروف خدمة جنود الاحتياط، وتوفير معايير معيشة أفضل داخل القواعد، والتصدي للعنف القيادي، وضمان رعاية صحية مناسبة للجنود.
وفي ختام التقرير، شددت المفوضية على أن الجيش، في أوقات الطوارئ، يجب ألا يطالب جنوده فقط بالتضحية والإخلاص، بل أن يوفر لهم أيضًا حقوقهم الأساسية وضمانات السلامة التي يستحقونها.
aXA6IDE4LjExOC4xNDIuOTAg جزيرة ام اند امز