عراقيل إسرائيلية ثلاثية الأبعاد تحرم الرياضة الفلسطينية من الانطلاق
الاحتلال يفرض قيودا على تحرك اللاعبين الفلسطينيين ويقيد بناء المرافق الرياضية ويتدخل سياسيا في تنظيم اللقاءات الكروية
تواجه الرياضة الفلسطينية عراقيل ثلاثية الأبعاد بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي يفرض قيودا على تحركات اللاعبين الفلسطينيين، ويقيد بناء المرافق الرياضية، ويتدخل سياسيا في تنظيم اللقاءات الكروية بين فلسطين والمنتخبات الأخرى، والفرق الفلسطينية والرياضيين الفلسطينيين مع نظرائهم في المناسبات الدولية المختلفة.
وتواصل فلسطين شق طريقها على الخارطة الرياضية محليا وإقليميا ودوليا، على الرغم من العراقيل التي استدعت تدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم أكثر من مرة من أجل إثبات حق المنتخبات والفرق الفلسطينية في ممارسة الرياضة بشكل آمن ودون قيود.
ويستضيف منتخب فلسطين، الثلاثاء، نظيره السعودي على أرضه، في الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وهي زيارة تاريخية كونها تعتبر الأولى لـ"الأخضر" على الأراضي الفلسطينية.
وقال المدرب الفلسطيني فراس أبوميالة، لـ"العين الرياضية": "أهم إشكالية تواجه الرياضة الفلسطينية هي العراقيل الإسرائيلية، سواء ما يتعلق بالقيود على تحرك اللاعبين ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو بين الأراضي الفلسطينية والخارج".
وأضاف: "المشكلة الأصعب بطبيعة الحال هي صعوبة وصول اللاعبين من قطاع غزة إلى الضفة الغربية وسفرهم إلى الخارج للمشاركة في مباريات إقليمية ودولية".
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أعلن إلغاء مباراة إياب نهائي كأس فلسطين للموسم الحالي 2019-2018، بين مركز شباب بلاطة ونادي خدمات رفح، بسبب رفض الاحتلال منح التصاريح لدخول وفد نادي خدمات رفح إلى الضفة بذريعة الأسباب الأمنية.
ومباراة نهائي كأس فلسطين تجمع بين بطل الكأس في الضفة الغربية وبطل الكأس في قطاع غزة، وكان مقررا أن يتأهل الفائز بمجموع اللقاءين إلى دوري أبطال آسيا في نسخته المقبلة.
وقال الاتحاد الفلسطيني إن "قيود الاحتلال تعرقل إقامة المباراة كل عام، ويبدو أن الاحتلال صمم هذا العام على عدم إجراء المباراة على الإطلاق"، وهو ما استدعى إلغاءها.
كما تشمل القيود الإسرائيلية منع اللاعبين في المنتخب الفلسطيني الذين يقيمون خارج الأراضي الفلسطينية من الدخول إلى فلسطين.
ولا تقتصر التدخلات الإسرائيلية على القيود، وإنما تتعداها إلى الاعتداءات أيضا، حيث تم اعتقال لاعبين وإداريين في أندية رياضية فلسطينية.
ومن الأمثلة على الاعتداءات الإسرائيلية، اقتحام عدد من الجنود الإسرائيليين استاد فيصل الحسيني، في أبريل/نيسان 2017، خلال تدريب لفريق شباب الرام، وعلى الرغم من الاحتجاجات الفلسطينية على الاقتحام فإن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من العاملين بالاستاد.
وفي أغسطس/آب 2017، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي ملعبا ممولا من الفيفا في السودانية بغزة مما ألحق أضرارا به.
وفي سبتمبر/أيلول 2017، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ملعب نادي حوسان في بيت لحم خلال تدريب الفريق، وأوقفت مدرب الفريق واللاعبين دون إعطاء أسباب.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقر الرئيسي للجنة الأولمبية الفلسطينية في مدينة البيرة خلال اجتماع للجنة التنفيذية بعد محاصرة المبنى ومنع الدخول إليه أو الخروج منه، واحتجزت قوات الاحتلال أعضاء اللجنة في غرفة لمدة 30 دقيقة قبل أن تغادر دون توضيح الأسباب.
كما أشار أبوميالة إلى القيود التي تضعها إسرائيل على إقامة المنشآت الرياضية الفلسطينية، حيث تقسم الاتفاقات الانتقالية الفلسطينية - الإسرائيلية الأراضي في الضفة الغربية إلى مناطق (أ) خاضعة للسيطرة الفلسطينية الكاملة، ومناطق (ب) خاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية والأمنية الإسرائيلية، ومناطق (ج) خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
لكن المناطق الأخيرة هي الأكبر حيث تشكل 60٪ من مساحة الضفة الغربية، وهي تشمل المناطق الريفية التي تعتبر الأنسب لإقامة الملاعب والمرافق الرياضية الكبيرة.
وتقيد إسرائيل البناء في المناطق (ج) حيث إنها رفضت الموافقة على إقامة عدد من الملاعب بها، كما تفرض ضرائب وقيودا على وصول تبرعات ومساعدات تأتي من الخارج في هذا الصدد.
وقال أبوميالة "لا يوجد لدينا ملعب عشبي طبيعي لأنه مكلف ماديا ونكتفي بالملعب البيتي للمباريات الإقليمية والدولية، وهو استاد الشهيد فيصل الحسيني، وهو ملعب محترم عشبي صناعي يضاهي الكثير من الملاعب في المنطقة، لكن القيود الإسرائيلية تمنعنا من الحصول على ما نريد".
وكثيرا ما تضيق إسرائيل على الفرق الرياضية التي تصل إلى فلسطين من أجل ملاقاة المنتخب الفلسطيني، وبخاصة إذا كانت من الدول التي ترفض إقامة علاقات دبلوماسية معها.
وقال أبوميالة "دائما ما تكون هناك إشكاليات مع الفرق القادمة من الخارج على الرغم من عمليات التنسيق التي تستمر أحيانا لعدة أشهر".