هل توجد قواعد عسكرية إيطالية في ليبيا؟
سفير إيطاليا في ليبيا قال إن بلاده ليس لديها قواعد عسكرية في جنوب ليبيا، في حين أكدت الحكومة الليبية المؤقتة وجودها.
"الجيش الوطني الليبي سيلجأ للقوة في حال نشر قوات إيطالية في الجنوب".. كلمات حذر بها الجيش علي لسان المتحدث باسمه العميد أحمد المسماري من أي وجود إيطالي في بلاده.
التحذير جاء عقب تضارب التصريحات من المسؤولين الإيطاليين الذين اتهموا البعض بمحاولة تشويه العلاقات الليبية – الإيطالية، في حين أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أنها ستقود أي تدخل عسكري محتمل بليبيا، ما أثار العديد من الأسئلة حول الوجود الإيطالي على الأراضي الليبية.
سفارة إيطاليا تنفي وجود قواعد
ونفى سفير إيطاليا في ليبيا جوزيبي بيروني، أي نية لبلاده لنشر قوات بليبيا، قائلا: "الشائعات حول إنشاء إيطاليا لقاعدة عسكرية في جنوب ليبيا هي ببساطة أخبار مزيفة".
وتابع بيروني، في تغريدة على صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، السبت الماضي، أن بلاده تقود برنامج الاتحاد الأوروبي الهادف إلى تقوية السيادة الليبية وإمكانيات وقدرات حرس الحدود لمكافحة الاتجار بالبشر.
بيروني أكد ذلك النفي مرة أخرى، وقال، الأحد: "لن تكون هناك نقاط ولا عمليات عسكرية من طرفنا في الجنوب، ما نسعى إليه هو مساندة ليبيا في تنفيذ خطتها التي تهدف إلى مراقبة الحدود وبسط لأمن على كامل التراب الليبي".
وفي تغريدة عبر صفحتها الرسمية على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، اليوم، استنكرت سفارة إيطاليا في ليبيا محاولات تشويه العلاقات بين إيطاليا وليبيا، مؤكدة أن "إيطاليا أكثر البلاد اهتماما بتحقيق الاستقرار في ليبيا، وأن ليبيا أولوية لإيطاليا وليست ملكية لها".
الدفاع الإيطالية تؤكد التدخل
"لنكن واضحين.. القيادة في ليبيا لنا".. هكذا حذرت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، في تصريحات نقلتها صحيفة "الجورنال" الإيطالية، السلطات الفرنسية من تدخلها في الشأن الليبي، على هامش الاجتماع الوزاري بمقر الناتو في بروكسل، ما يتناقض مع موقف السفارة الإيطالية.
الوزيرة الإيطالية عادت وأكدت النية في التدخل في الشؤون الليبية، في تصريحات نقلتها الإذاعة الحكومية الإيطالية، موضحة بالقول إن "فرنسا وبريطانيا لن تقدما على حرب منفردة في ليبيا كما كان في عام 2011، وقيادة التحرك العسكري المقبل سيكون لإيطاليا".
وأضافت ترينتا: "اتفقنا على ذلك خلال الاجتماع الأخير لوزراء دفاع دول التحالف الذي حضره وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، آشتون كارتر، والفرنسي جان إيف لو دريان، والبريطاني مايكل فالون".
وتابعت "ترينتا": "لقد تم الاتفاق على التحرك في ليبيا بصورة منسقة على أن تكون إيطاليا صاحبة الدور القيادي في العملية، ولمست عزيمة قوية من حلفائنا في هذا الصدد".
وأفادت الوزيرة الإيطالية بأن "العملية العسكرية المقبلة ستكون أيضاً لحماية الآبار التي تستثمرها مؤسسة الطاقة الإيطالية إيني والعاملين لديها في ليبيا".
وذكرت الوزيرة أن بلادها لا تتحدث عن أي حرب، بل عن حرب على الإرهاب، ما يحتاج إلى تمويل إضافي لمبلغ 600 مليون يورو، مشيرة إلى أن البرلمان الإيطالي قد خصص هذا المبلغ للحرب على تنظيم داعش الإرهابي في العراق فقط.
وأضافت أن "هذا بالطبع لن يكفي فيما لو فتحنا جبهة جديدة في ليبيا، وشرعنا في عمليات على سواحل البحر الأبيض المتوسط".
الحكومة المؤقتة: توجد قواعد
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية التابعة للحكومة الليبية المؤقتة وجود قواعد عسكرية إيطالية في شمال غربي ليبيا، مضيفة أن روما تسعى للأمر نفسه في مدينة غات، جنوب البلاد.
وقال رئيس ديوان وزارة الداخلية العقيد أحمد بركة، إن هناك قواعد وقوات عسكرية إيطالية، بشكل علني ومعلوم، في مدينة مصراتة، شمال غرب ليبيا.
وأوضح بركة، في تصريحات تليفزيونية، الثلاثاء، أن روما تحاول توطين المهاجرين الأفارقة في مدينة غات، لإبعادهم عن جزيرة صقلية وعن أوروبا، مضيفاً، أن هناك مؤشرات قوية على سعي إيطاليا وحلفائها إلى إعادة احتلال ليبيا، دون إرادة الشعب الليبي.
وتابع بركة أن منطقة غات واحة حيوية استراتيجية سياحية، تطل على الجزائر، ويتدفق إليها المهاجرون من كل من دولتي مالي وتشاد.
واعتبر رئيس ديوان وزارة الداخلية أن رفض إيطاليا والدول الأوروبية تسليم الموانئ النفطية إلى المؤسسة المنبثقة عن الحكومة المؤقتة يشير إلى الرغبة في عدم معرفة حجم ثروات الليبيين من عائدات النفط، ومراقبة إنفاقها.
وأشار المسؤول الليبي إلى أنه قد اتضح لأهالي الجنوب أن أموال النفط، والذين يبذلون جهدا كبيرا من أجل حمايته، في حقول الفيل والشرارة وغيرهما، يتم حرمانهم منها، ومنحها للإرهابيين، ليعيدوا محاربة الشعب الليبي، وذلك رغم أن الجنوب يعاني تدهورا على المستوى الأمني والصحي والاقتصادي.
وأشار بركة إلى تدخل إيطاليا في أزمة الاقتتال بين قبيلتي "التبو" و"أولاد سليمان"، وعقد مؤتمر المصالحة في روما، بحضور وزير الداخلية الإيطالي؛ حيث تم الاتفاق خلال الاجتماع على عدة بنود، منها الرجوع إلى اتفاقية عام ٢٠٠٨، والتي أبرمت بين ليبيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، بإنشاء قواعد عسكرية للجيش الليبي.
وأكد بركة أن أهالي الجنوب يرفضون التدخلات والمحاولات الإيطالية بقوة، مشيراً إلى قيام قبيلة الطوارق بالتنسيق مع قبائل الجنوب، وأهالي غات بإغلاق المطار ومنع دخول الإيطاليين، بالإضافة إلى مطالبة القيادة العامة للجيش الوطني باستهداف أي جسم أجنبي، ومنع انتهاك السيادة الوطنية.
الجيش الليبي يحذر
وحذر الجيش الليبي باللجوء للقوة في حال نشر قوات إيطالية في الجنوب، مؤكدا على لسان المتحدث باسمه العميد أحمد المسماري، أن أي وجود إيطالي في ليبيا سيقابل بالقوة.
وحول الخطوات التي تم اتخاذها لمواجهة المخططات الإيطالية، كشف القيادة العامة للقوات المسلحة، عن تكليف اللواء توفيق الشريف، آمرا للكتائب والقوات المكلفة بحماية المنطقة.
واجتمعت قبائل الطوارق، والتبو، وأولاد سليمان، والقذاذفة، والورفلة، والمقارحة، وجميع مكونات الجنوب، حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع طارئ لأعيان ومشايخ قبائل الجنوب، بمدينة مرزق.